21_سعد المكروف

237 25 11
                                    

إن الإنسانُ بغيرِ أنيسٍ؛
تأكله الغربةُ،
يهزمُه طولُ الطريقِ،
تغلبُه أهونُ المخاوفِ!

حتى تقبضَ يدٌ أخرى على يديه،
فيطمئن، ويواجهُ،
ويرى العالمَ لأولِ مرةٍ!»

تقف بجواره دتخل منزل الحكيم بعد إصراره على أن يتم زواجهم بالصعيد وحولها العديد من الأقارب ورفيقتيها والكثير من النساء حتى والد روتانا قد حضر اليوم وبالتالي سيبقىٰ لغدًا حتى يحضر الزفاف وعلى ذكر ذلك الرجل تذكرت حديثهم الأخير

عودة لوقت ماضٍ
جلست هى وظافر على الطاولة ينتظران قدوم والد روتانا والذى تقدم منهم وإبتسامة واسعة ترتسم أعلى وجهه ثم جلس مقابلًا لهم بعد أن حياهم ثم أردف بوقار
"بصراحة أنا طلبت اشوف الأنسة أسى عشان فى أمانة ليها عندى وكنت حابب توصلها مباشرة"

همس ظافر وهو يضغط على أسنانة
"مدام يا باشا إيه الدبلة مش واضحة فى الشمال"

نظرت هى بخجل للرجل بسبب وقاحة ذلك الماثل أمامها والذى كان للحق بشوش ذو طابع مرح
"وطلعت سبع ولا ضبع يا حبيبى "

تذمر ظافر وهمس بصوت منخفض وصل لها
"كلب يا باشا والله لسه مش عارف أخد منها بو..."

قطع حديثه لكمتها له ثم حمم بخشونة
"إتفضل يا عم كمل كلامك"

عاد الرجل لجديدته ثم تحمحم وتشدق بنبرة جادة وهو يخرج بعض الأوراق من حقيبته
"بصراحة والد حضرتك كان سايب ليكِ بعض الأملاك باسمك ورفض إن أى حد يعرف من العيلة وأسلمهم ليكِ بنفسك عشان كان عارف طمع أخوكِ طارق وخاف عليكِ منه وللأسف أنا كنت مسافر وقت ما مات ولما عرفت نزلت مصر وملقتكمش حاولت أدور عليكم بس معرفتلكمش طريق خاصة إن عمرى ما شوفتك ولا أعرف أى حاجة عنك غير اسمك "

أدمعت عيناها مما تستمع هل كان والدها يحبها لتلك الدرجة وأن يتذكرها حتى قبل مماته وعندما شعر ظافر بشرودها ضعط على يدها بخفة لذا جففت عيونها سريعًا وهمست بنبرة هادئة
"طيب الأملاك دى إيه بالضبط"

تنهد الرجل ثم تحدث وهو ينظر للأوراق
"فيلا فى شرم الشيخ وفى تلات شاليهات فى الساحل وعمارتين فى إسكندرية وكل فلوس الإيجار بتتحول على حسابك الخاص ودا اللى مكنش قايلك عليه هو فاتح حساب ليكِ فى البنك ودى الفيزا بتاعتك ودا كل ورق الأملاك "

بينما ظافر همس بنبرة متهكمة
"أبوكِ شكله كان بيتاجر فى السلاح باين "

ضحكت هى وصديق والدها على حديثه ثم تشدق الرجل بهدوء وهو يشبك أصابعه
"طبعًا طارق كان بيحاول يضللنى إنى أوصلك بسهولة عشان عارف إن فى حاجة تخصك معايا لأنه مرة سمعنا فى الشركة أنا ووالدك بنتكلم عن الموضوع دا فهو فهم إنه كاتبلك حاجة بس إيه هى ميعرفش فالمهم إنه ميعرفش أى حاجة من دى "

تشدقت هى وهى تحاول تخطى الصدمة التى تعرضت عليها
"بس أنا مش عارفة هعمل إيه،وأنا اصلا مش محتاجة كل دا مش هعرف أعمل بيهم إيه أو أى حاجة"

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن