16_حادث مروع

436 36 21
                                    

هانَتْ عليكِ مَدامِعي ، فهَجَرتِني
وكَسَرتِ قلبًا ما أحَبَّ سِواكِ

وأنا الَّذي لولاكِ ما ذُقتُ الهَوىٰ
يومًا، ولم أكُ عاشِقًا.. لولاكِ.

إن مررت بدرب كله أشواك ولكنكِ معى فـمرحباً بهذا الدرب
وإن مررت بدرب كله أزهار ولكننى وحدى فـمرحباً بالموت

غارق فى تفكيره رأسه متكدس بصورها فى كل حالاتها وكأن عقله ينقل له أحداث الماضى بالتصوير البطىء تذكر حينما كان يطعمها فى صغرها، تذكر حينما كانت تتعثر فى بعض الحروف

تذكر حينما أنجبتها والدتها عندها صرخ لا يود لاحدهم حملها قبله تذكر عند بدأت تكبر وكان يرفض أن تجلس مع ابناء عمها رغم أنهم اخبروه أنهما إخوتها فى الرضاعة

تذكر حينما كان يشاغبها كى يجعلها تغضب ويرىٰ وجهها قد تلون للون الأحمر تذكر عندما همست بإسمه لأول مرة حينها ضحك عليها الجميع عند نطقها لإسمه وقالت "شام"

تذكر حتى بعد أن وصلت لسن ال17 وهى لازالت تناديه بـاسم "شام" يا ليت الزمان يعود يا ليت ما مر ما مر

خرج من شروده على صوت هاتفه العديد من الإشعارات من احدهم سحبه لربما احدى القضايا الهامة

إحتدث أعينه وزادت ملامحة شراسة وكأن اعينه تَخرج منها نيرانًا

وقف سريعا وهو يدفع الطاولة التى أمامه وهدر من بين أنفاسه
"قولتيلى يعنى دايرة على حل شعرك عشان كدا بترفضينى، ورحمة أبويا يا فرحة هتشوفى وش عمرك ما شوفتيه وهتقولى إن الله حق ومفيش بنت فى عيلة الحكيم تمشى عوج وفؤاد موته على إيدى وهيشوف"

قطع حديثه مع نفسه دلوف زهرة تفاجأومندلوفها بهذا الشكل بينما هى صرخت وهى تدلف سريعاً كى لا يراها ذلك الذى بالخارج

بينما هشام تفاجأ بدلوفها بهذا الشكل لذا رفع حاجبه بتهكم وهى يستفسر عن سبب دلوفها هكذا، أيعقل أنها جُنت
"إتهبلتى يا زهرة ولا إيه"

" روحت اعمل كوباية شاى تعدل دماغى عشان بدرس القاضية اللى ادتهانى واللى جايبهالى بسم الله ما شاء تجلط الواحد وصدغة منها والله أنا مش قد الشغل عايزة انام قال وانا اللى كنت بقنعك أشتغل معاك المهم سعد برا أمك حتى مقالتليش إنه جاى لا دخلت بيه على طول وانا كنت فى المطبخ وبشعرى طلعت لقيته فى وشى جيت على هنا على طول عشان اقرب اوضة و.."

زاح وجهها بعنف ثم تحدث بإنزعاج
"فى إيه راديو اتفتح من ساعة ما دخلتى مكنش سؤال دا"

تهكمت الأخرى منه كيف له أن ينزعج منها وهى كالملاك البريء
"هو يعنى عشان بحكيلك الموقف تكلمنى بالطريقة دى، المهم عايزة طرحة عشان اطلع"

ضغط بأسنانه على شفته السفلية بعنف وهو ينظر لها
"هتلاقيها متعلقة جمب البدل فى الناحية دى إختارى اللون اللى يعجبك"

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن