13_عقد قران بدون سابق إنذار

450 46 16
                                    

ولكن لماذا كُنتُ أحيد عن طريقِكَ لئلّا ألتقي بِكَ؟
وأنا التي أودُّ أن أبحثُ عنكَ في كُلِّ مكان!

-الرَّافعيّ|أوراق الورد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن أُناس خُلقنا للعبادة والإصلاح ولكن دائما ما تكون هناك عناصر تشذ عن القاعدة، اصبحنا نحيا فى عالم نخشى أن يكون هناك من يتربص لنا ندور فى تلك الدائرة التى لا نعلم بدايتها أو نهايتها، ولكن المستراح فى الجنة!!!.

صبيحة يوم جديد لتلك القصيرة والتى يتنافى قصرها مع طول قامة خطيبها المفتول صاحب الطول الفارع

خطت أخر خطواتها خارج منزلها وألقت نظرة لمن حولها تبتسم بلطف ثم قامت بتعديل عويناتها الطبية بهدوء وجدت خطيبها المزعوم يخرج من عمارته المقابله للعمارة التى تقطن بها وهو يهبط خطوات السلم بطريقته الهوجاء وكأن وحشاً مفترساً يلحقة وفى غمرة شرودها به وجدته أمامها وهو يطرقع اصابعه امام وجهها متحدثاً بعبث
"عارف إنى حلو وبزيادة كمان بس مش لدرجة تسرحى فيا كدا قدام الخلق"

نظرت له شرذاً وتحدثت بتهكم
"وأنا هسرح فيك ليه إن شاء الله يا غوغائى"

أشار لنفسه بزهو وهو يعدل من ياقة قميصه ذو اللون الزيتى
"يمكن عشان وسيم وعندى عضلات وشعرى حلو وخطيبك"

تأففت بضيق مصطنع وهى تتركه وترحل متحدثة
"مغرور وغوغائى الصبر يا رب"

ضحك عليها وهو يتحدث بصوت مرتفع وبنفس طريقتها
"متواضعة ومثقفة الصبر يا رب"

ضحكت على حديثه بينما هو ظل ينظر فى أثرها حتى إختفت ثم ذهب ليباشر عمله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"فينك يا أم محمد"

"فى المطبخ يا ولا بس معايا ضيوف"

تحرك سريعا لغرفة المطبخ لربما جاءت خالته الحبيبة
"خالتى إنتصار جات ولا إيه، انا قولتلها هروح اجيبها بالعربية بدل مرمطة المواص...، إيه دا سينما عندنا مره واحدة"

نظرت له والدته بغضب
"بس يا ولا روح شوف شغلك خلينى انا والقطة دى نجهز الأكل وروح كل عند صاحبك هخليها تقعد معايا وتتغذى بدل يا حبة عينى متمرمطة كدا وقاعدة لوحدها"

نظرت لها روتانا ببراءة وهى ترفرف برموشها
"حبيبتى يا أنطى، حقيقى مش عارفه أقولك إيه انا هساعدك بس وهروح أكل فى شقتى"

"والنعمة ما يحصل، ليه إحنا بخلة دا أنا لو معايا ولد كنت جوزتهولك"

نظر لها بصدمة وإستنكار قائلا
"لو، لو إيه يا حجة هو أنا لابس طرحة وأنا مش واخد بالى" 

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن