20_بعتالك أدّ إقبله عشان فى بينَّا عتاب

367 32 15
                                    

- كَانت ملامحُه تؤلمني
- كُلما نظرتُ له ،
- كيف لِشخص جميل هكذا
- أن يكُون بهذهِ البشاعة مِن الداخِل ؟

وجدها تحمل حقيبتها أعلى ظهرها والأخرى تجرها خلفها يبدو وكأنها ستتوجه لتلك المحافظة التى تدرس بها لذا اقترب بهدوء منها وهمس بصوت منخفض يحوى الإستحقار
"قبل ما تخرجى مع الشباب وتعرضى نفسك على اللى يسوى واللى ميسواش فكرى فى أبوكِ اللى حتى مقدرتيش تشوفيه أخر مرة، فكرى فى الراجل اللى كان متغرب عشانك ومات حتى من غير ما يشوفكم واتدفن بعيد عن بلده وسي فؤاد بتاعك دا أنا هعرف إزاى أكسر شوكته"

توترت أنفاسها وشعرت وكأن الهواء قد سُحب ثم قفصها الصدرى يكتم أنفاسها وبشدة وقبل أن تجيبه وجدته يسترسل حديثه بنفس النبرة
"أنا بقيت بقرف منك، وبقرف أبص فى وشك، اللى تعمل عملتك دى وتقرطس أهلها وتمشى مع حتة عيل ميسواش ربع جنيه مخروم متستاهلش حد يبص فى وشها"

كادت أن تسقط لولا أنها تحاملت على نفسها وإستندت أعلى حقيبتها الكبيرة، حاولت تنظيم أنفاسها وبعد قليل من الوقت قامت بالإتصال على سعيد
"سعيد"
نطقت اسمه بنبرة مبحوحة من أثر البكاء جعلته يترك ما بيده ويقف سريعًا
"مالك يا فرحة، حد عملك حاجة أنتِ بتعيطى ولا إيه"

تشدقت بنبرة متألمة نبعت من روحها المجروحة
"أنا بس دور البرد كان مأثر على ضهرى فبتحرك بالعافية، هتلاقينى عند *** مش بعيدة كتير عن البيت"

بينما هو تحرك بخطواته الواثقة ونظراته القاتمة هو صاحب الهالة المخيفة و.. والجذابة يمتلك هالة غريبة تُبرزه وكأنه رجل عصابات وليس محامى مشهور ببلدته

دلف لمكان عمله فوجد أخته منكبة على بعض الأوراق لذا جلس قبالتها ثم سحب سيجارته ووضعها بفمه وقبل أن يشعلها وجدها تردف بحس وأعينها لم تحيد عن الأوراق
"عندى حساسية يا "هشــام" "

بينما هو أعادها فى جيبة مرة أخرىثم تحدث بنزق
"متعود مشربهاش فى البيت عشانك وأشربها أول ما أوصل هنا، دلوقتى خنقانى حتى فى الشغل"

ضحكت عليه ثم تحدثت بإستفزاز
"جرا إيه يا خال العيال زهقت منى لا أزعل كدا وهجيب ناس تزعل"

قهقه على حديثها ثم تحدث بإستفزاز هو الأخر
"طيب يا حلوة فى قضية أهي خديها"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإذا أراد الله إتمام حاجةٍ
‏أتتك على سفرٍ وأنت مقيمُ.

سمعت صوت العديد من الإشعارات تأتى لهاتفها، فهذا على غير العادة، هى حتى لا تتواصل مع أقاربها لذا سحبت هاتفها وملامح الإستغراب تعلو وجهها وبشدة وجدت رقم ابن زوجها يُرسل لها بعض الصور والتى محتواها هو ابنتها وهى مغشية عليها على الطريق أثر الحادث وصور لظافر من داخل السيارة والكثير من الصور للسيارة وهى مدمرة كُليًا وأسفلهم أرسل لها
"عشان تعرفى أنى أقدر أوصلكم بسهولة ودى مجرد قرصة ودن اللى جاى مش هتستحمله لا هى ولا أنتِ ولا حتى جوز بنتك، فخلى بنتك تبعد عن مراتى وإلا.."

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن