34_قد كان يرجو زهرة واليوم قلبه بالحقول مليء

706 34 7
                                        

اللقَاءُ لا يَتطلّب الشَايّ
اللِقاء عَيناكِ والشَايّ حُجّة!

إنتهىٰ عامها الدراسي وهم في إنتظار النتيجة ويا لفرحتها بذلك الشيء ها قد إرتاحت من عناء المذاكرة وعناء الذهاب ولقاء البشر يا لها من سعادة طاغية.

أنهت ترتيب الشرفة ببسمة هادئة بعد أن أرسل لها زوجها بعد هبوكه منذ دقائق بأن الليلة ستكون أمسية لطيفة لهما بجلوسهما داخل الشرفة وإحتساء الشاي.

دلفت للمطبخ كي تُعد كوبا الشاي ببسمة سعيدة. وقد هتف وهو يحتضنها بهدوء ثم تشدق بنبرة مرتاحة:
"وحشتيني، عارف إني غايب عنك كتير ومقثر في حقك بس فرح مينا اللي دوخنا ومش عاجبه أي حاجة وإتأجل بسبب ظروف عمه بس الحمدلله كل حاجة عدت"

إلتفتت له بخفة ثم قبلت خده برقة ودلال:
"وأنتَ كمان وحشتني وبعدين إحنا الإتنين مقصرين في حق بعض ودا في حد ذاته مشكلة فإحنا لازم نصلحها بقا"

إقترب يداعب أرنبة أنفها ببسمة عبثية:
"ويا ترى نصلحها إزاي يا بسكوتة"

مالت لليمين قليلًا ثم إبتسمت حتى ظهرت النغزتين بخديها بشكل مبهر:
"نسيح جبنة رومي!"

صاح الأخر بنفس الطريقة وهناك بسمة لطيفة أعلى وجهه:
"ونشرب إتنين شاي!"

ثم حملها برفق ووضعها أعلى الطاولة ببسمة متسعة وتشدق:
"إقعدي يا بِسكوتة هنا وأنا هجهز كل حاجة بس عايز بوسة لبابا ظافر"

نطق أخر كلماته ببرأة مما جعلها تقهقه عليه وهي تقبل وجنته وتشدقت بمشاكسة:
"يلا إسرح بقا"

نطق بعبوس مصطنع:
"دا حقد بقا وسرقة وحضرتك بتتعدي على حقوق الكلام"

إستنكرت حديثه ثم تحدثت بتهكم:
"لا والله"

أجابها بتهكم وضحكة صفراء:
"أه والله، أحطلك نعناع ولا حباها سادة"

نطقت بهدوء وهي تداعب خصلات شعره بسبب قربه منها:
"أيوة حط نعناع"

نطقت بعد قليل وهي تلاحظ إستطالة شعره بشكل ملحوظ سواء شعر رأسه أو شعر ذقنه:
"ما تحلقش شعرك بقا يا عسل عشان كدا شكله عسول"

وضع الخبز المحشو بالجبن الرومي أعلى الطبق ثم بدأ بوضع الأكواب على الحامل:
"عيوني لحبيب عُيوني"

حمل الأطباق وتحرك للخارج وهي تحركت خلفه وهي تحمل اطباق التسالي وهناك بسمة لطيفة تعتلي وجهها كخاصته بدأت تخشى سطوته عليها في الأونة الأخيرة فهي بدأت تتحدث كطريقته حتى تعابير وجهها وردود أفعالها حتمًا إنها كارثة لكونها إمرأة مثقفة لبقة في الحديث تتحول لإمرأة غوغائية جاهلة لفنون الحديث وضبط لسانها ثم تمتمت بينها وبين نفسها بحنق:
"كله منك يا ظافر كنسل يا ابني على أم فكرة المعيدة دي"

جلست بجواره وقد خفتت إضاءة الشرفة وبالطبع جلستهم اللطيفة لم تخلو من تناسق ألوانهما فقد كان يرتدي هو ملابس بيتية مريحة قبل نزوله للأسفل باللون الأسود وهي تماثلها في ثيابها البيتيه والتي تتكون من بنطال واسع قليلًا وسترة علوية عليها بعض الرسومات الكرتونية والتي تتناسق مع ملابس زوجها حيث هو تعتلي ملابسه لرسمة «زغلول» وبالطبع هي على ملابسها رسمة «زغلولة».

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن