الورقة التاسعة والستون

562 15 6
                                    

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ)

؛

؛

؛

( رحم الله وغفر وعفا عمن رحل وكان الأب .. والأخ ... والصديق )

اللهم أرحم واغفر وأعف عن مونتانا وموتى المسلمين


- - - - -

الرياض






دارت بينهم فناجين القهوة الصباحية ورغم تفاوت اصواتهم واختلاف المواضيع إلا إن كل شخص فيهم كان باله مشغول بشيء أهم !!

الجد صقر كان بيتنقل بنظراته مابين جوري وسند بمراقبة امتزجت بتسلية صارت نادراً ماتفارقه الايام الماضية.. راقبهم بإدراك لحالة الارتباك اللي صابت جوري في وجود سند اللي قرر يشاركهم قهوة الصباح واللي الظاهر من وجهه أنه ناوي يخليها عادة دائمة ..

ومدرك لنظرات سند اللي بتحاوط جوري وتفاصيلها رغم مشاركته البسيطة في الحديث الدائر بينهم واللي متأكد إنه للحين مانسى سواته هو وولده مساعد فيه بخصوص علي واخوته للجوري ..

بينما علي كان كل همه انه يجذب اخته الشاردة لأحاديثهم بشكل طبيعي في محاولة منه لصرف انتباهها عن وجود زوجها بينهم ..
ابتسم والتفت لسند عند ذي الكلمة وهو يكررها في باله زوجها.. زوجها ..
وللحظات عذر اخته على عدم إستيعابها لفكرة زواجها المفاجئ من سند !!
إذا كان هو بنفسه لا زال مش مستوعب إنها فعلا اتزوجت!!
ومن من !!!
من الشخص اللي قالت عنه لو كان آخر رجال في العالم ماحتتزوجه !!
ولولا إنه حضر عقدهم وسمع موافقتها اللي كررتها على مسامع الشيخ وقت اللي سألها عن رأيها كان فكر انه مجرد حلم يقظة..

بينما سند كان في عالم آخر كليا..
سند كان في صراع مابين قلبه وعقله !!

قلبه اللي كان يترجاه يقوم يسحب طفلته من يدها ويطير بها لاي مكان بعيد عن عيون المتطفلين اللي بتراقبهم بإهتمام ..
بينما عقله بيحثه على التروي والهدوء والتصرف بحكمه وعدم تسرع لأجل مايخسر كل اللي حققه ووصله اليوم..

لكن في الأخير انتصر قلبه على عقله وجرفه مع فيضان لهفته وشوقه لها..

قلبه اللي متشفق على شوفتها وعلى سماع صوتها اللي حرمته منهم وهم تحت سقف واحد!!
أسبوع بكامله وهو تاركها براحتها لأجل يعطيها وقت كافي تستوعب حقيقة اللي صار بينهم لأنه عاذرها وفاهم حجم صدمتها وتفاجأها اللي خلاها تطلب الطلاق بعد رجوعها الرياض مع عبدالرحمن..
..
أسبوع كامل وهو يعد الايام والساعات في إنتظار انها تجود عليه بلمحة او كلمة منها وهي ولا على بالها !!!
أسبوع وهو يقول اليوم بقعد معها وبحل كل شيء لكن عبث !!
وكل يوم يصير بينهم موقف يعقد اللي بينهم أكثر بدل لا يحله !!

 رواية خريف الحب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن