حاله من الوجع.. تجعلني أراقب الحياة من بعيد.. وكأنني لست منها!!!
----------------
جده، العاشره صباحاً
عقد حواجبه بإستغراب من الإزعاج والأصوات العاليه اللي برا.. ترك الأوراق على المكتب وهو يطالع في ريان بإستفهام،وقف ريان وبهدوء/بروح أشوف أيش فيه.
وقبل مايوصل للباب انفتح بقوه وطاح واحد عالأرض قبل مايدخل الثاني وراه بعصبيه ويشتبكوا مع بعض بكلام عصبي ومو مفهوم وريان يحاول يفكهم بدون فايده.باااااس!!!!
دوى صوته البارد والقوي في الغرفه وكان له نفس تأثير الرعد عليهم،تركهم في حالة سكون عجيب تتخلله أصوات تنفسهم المتسارع وكل شخص يرتب هيئته وملابسه بعجله، كان واقف بهدوء وراء مكتبه الزجاجي واللون الأسود لقاعدته الخشبيه بينعكس على ثوبه الناصع البياض اللي ماأخفى تفاصيل جسمه الرياضي الطويل وشماغه الأحمر وبتضفي ظلال سوداء على ملامحه البرونزيه اللي بتوحي للوهله الأولى إنه جداً هادئ،لكن بمجرد مايركز الشخص في عينه اللي تلمع ببريق غريب وفكه العريض اللي شاد عليه بقوه يعرف إنه في مرحلة غليان وممكن ينفجر في أي لحظه، وببرود/خيررر ياعصام!!! وش ذا التسيب والفوضى ..
وين حنا فيه؟
طالع فيه عصام بإرتباك/طال عمرك.. الموضوع ومافيه إ----
قاطعه ببرود/ البورصه إنهارت؟ شركاتنا فلست؟ الدنيا أنحرقت براا؟
هز عصام رأسه بنفي،قبل مايكمل سند بنفس البرود/أجل ليه داخلين علي كإنكم داخلين حراج مو بمكتب محترم؟
بلع عصام ريقه بصعوبه وبإرتباك/ طااال عمرك أنا قلت له ..إنك مشغول وماتقدر تقابله.. بس هوا أصر ولما منعته حاول يدخل بالقوه زي منت شايف.
ألتفت سند للشخص الثاني وبهدوء/أنت مين ووش عندك؟
قرب من المكتب بتوتر/طال عمرك أنا موظف هنا في قسم الموارد البشريه..أنا أنا عندي ظروف خاصه وقدمت على سلفه بس إنرفضت كذا مره وصار لي أسبوعين وأنا أحاول أقابلك..بس عصام مانعني.
جلس وهو يكلم عصام بهدوء/طلبه ليه أترفض؟
عصام بشرح/طال عمرك أنا أتواصلت مع الشؤن القانونيه وفهمت منهم إنه ذا أول شهر ليه بعد تثبيته و-----
قاطعه الموظف بحده/أنا أثبت كفائتي في الفتره التجريبيه وعلى أساسها أتثبت في وظيفتي..يعني صرت موظف رسمي ومن حقي أخذ السلفه على راتبي و---
قاطعهم سند بأمر/عصام رح مكتبك وأطلب لنا أثنين قهوه وأنا بحل السالفه..
طلع عصام بسرعه قبل مايلتفت للموظف الثاني ببرود/تقدر تتفضل لين أخلص اللي بيدي.
جلس بأرتباك وعيونه تدور في المكتب بإعجاب وتوتر واضح، بينما رجع سند وريان للأوراق اللي معاهم وبعد عشر دقائق خرج ريان ينفذ اللي أنطلب منه ودخل عصام بالقهوه وطلع، سند بهدوء/وش أسمك؟
رد بإرتباك /سعيد طال عمرك..أنا أسف على دخولي بذي الطريقه..بس كنت مضطر ومالي من بعد الله غيرك يساعدني.
سكت يأخذ نفس قبل مايأشر له سند يشرب قهوته ويتابع كلامه وبتوتر/أنا زوجتي حامل ولما رحنا المستشفى قالوا إن حالتها مو مستقره وتحتاج تجلس هناك لين موعد الولاده..أنا محتاج السلفه ذي لإن ماعندي دخل ثاني.
سند ببرود/مو عذر للي سويته..أنت موظف في شركة محترمه لها وزنها وسمعتها.. يعني تصرفاتك وأسلوبك بتنحسب على الشركه بما إنك تمثلها، وفي بروتوكول متبع لذي الحالات ولازم تمشي عليه.. وإذا شفت إنك أنظلمت تقدر تقدم شكوى نظاميه وإذا لك حق بيوصلك..لكن مسألة الأشتباكات والصراخ على باب رئيس مجلس الإداره والمدير العام بذي الطريقه بتبين مستوى الموظفين المتدني عندنا وهتعرضك للمسائله القانونيه ويمكن للفصل.
شحب وجه سعيد وبندم/الفصل!!!! بس أنا ماصدقت أتثبت وعندي إلتزامات---
قاطعه سند بهدوء/تقدر تروح الحين لقسم المحاسبه وعصام بيتصل فيهم ..وثاني مره حاول تتعامل بإحترافيه في شغلك وأفصل بين مشاعرك الشخصيه ومشاكلك وبين شغلك ،ولا شوف لك شغل في مكان ثاني.
طالع فيه سعيد بصدمه قبل مايفتح فمه بكلمات شكر ماخلاه سند يقول ربعها قبل مايطلع ويطلب عصام، أعطاه سند ورقه ببرود/خلهم يوقعوا على طلب السلفه بذي التفاصيل.
قرأ عصام الورقه وبتساؤل/بس ذا المبلغ أكبر من اللي طلبه ونسبة الخصم مو----
قاطعه سند بهدوء/ترى أنا اللي كتبتها وعارف وش كاتب ياعصام..رح وسوي اللي طلبته..وثاني مره أي شخص عنده شكوى تقدر تحدد له موعد أو تبلغني،كلها عشر دقايق مثل ماشفت ..الموقف السخيف ذا مابيه يتكرر،أنت واجهتي ياعصام وهذول الناس اللي ممشين الشغل، نشوف إحتياجاتهم ويشوفون شغلهم.. فهمت؟
هز رأسه بموافقه وبإحراج/أسف طال عمرك.. إن شاء الله الموقف ذا مارح يتكرر .