مرت سنة على بطلتنا بحلوها ومرها..
(جوري)
مرت عليا سنه.. كنت أعاني فيها من أعتداء خالد الهمجي، الكوابيس كانت ماتفارقني.. لكن استمراري في جلساتي مع الدكتوره بشرى جابت نتيجه وفي خلال شهرين من الحادث ،رجعت لي ثقتي بنفسي ورجع صوتي ،وأصبحت الكوابيس تجيني بين فترات متباعده..
رجعت الفرحه لبيتنا من جديد، واتحسنت نفسية أبي وأمي اللي تدهورت بسبب مرضي الغريب ،وحاولت أرجع جوري القديمه علشان اطمنهم وأريح بالهم،وعلشان أتناسى اللي صار..
لكن كيف أتناسى واللي أسمه خالد يحاول يكلمني بإستمرار ،وكأنه مصر أني ما أنسى، حاولت اتهربت منه بكل الوسائل.. تعبانه ،مستحيه،نايمه، مشغوله.. جربت كل شي، وفي الأخير مالقيت غير عمي حبيبي يفهمه إن إتصاله غير مرحب فيه،و فهم وبطل يتصل، وأنا أوهمت أهلي إني بكلمه من فترة للثانية..
لكن أنا ماأرتحت.. كيف ارتاح ،وأنا عارفه إني نهاية المطاف هتزوج نفس الشخص اللي صرت أشوفه شيطان في ثوب إنسان.. كنت أتظاهر قدام أهلي بالهدوء وفي داخلي براكين من الخوف والغضب والقهر.. حاسه نفسي محاصره من كل الجهات.. ماقدرت اقول اللي بداخلي لأحد.. ولا قدرت أتقبل اللي سواها وأتقبله كإنسان أساسا..
وبعد طول عذاب لجأت للدكتوره بشرى، هي الوحيده اللي أقدر أكلمها بحكم عملها كدكتوره نفسية أولا.. وبحكم علاقتنا الطويلة واللي خلتها مقربه مني لدرجه كبيره ثانيا،ومع ذالك ماقدرت أحكيلها اللي صار بالضبط.. كل اللي قلته أني رافضه الزواج عامة والشيطان اللي أسمه خالد خاصة..
لكن أعتقد أن وحده بخبرتها وذكائها ربطت بين اللي صار لي وبين رفضي التام ليه.. لإنها بدأت تشرح لي عن العلاقة الطبيعية بين أي زوجين،وإنه بيكون بينهم أحتكاك جسدي وذا شي عادي وحتمي على كلامها..
طبعا الكلام ذا ماناسبني ولا حبيته ولا اتقبلته.. لكن هي ما يئست وحاولت معي كذا مره لحد ما فهمت نوعا ما إن اللي سواه طبيعي وعادي ،لكن ذا ما غير من نظرتي وشعوري ليه في كل الحالات..
بعد اللي حصل اتغيرت أشياء كثيره في حياتي ، أهمها إلتحاق عبدالرحمن بالمعسكر ، وذا الشيئ نتج عنه فراغ كبير داخلي ،خاصة إني كنت محتاجه لوجوده جنبي ذي الفتره،ومع ذلك كان حريص يقضي كل إجازاته معي وكان يسوي لي كل اللي نفسي فيه..
وأحلام كمان كانت زياراتها مكثفه ، وتحاول تعوضني غيابه لإنها عارفه إني متأثره ببعده..
اتغيرت حاجات كثير فيني،حسيت إني كبرت وتفكيري أتغير،صح إني لازلت العب واضحك وأمارس حياتي بشكلها العادي،لكن صرت أهتم بجلستي مع أخواتي وداد وعلياء وناديه لما يجتمعوا،أحاول أسمع كلامهم وأفهم كيف عايشين مع أزواجهم، وأستغربت لما شفت كل وحده تمدح زوجها وتحكي عن حبها وأحساسها وشكلهم فرحانين.. طيب ليه أنا ماحسيت بذي الأشياء ليه كل ما أتذكر ذا الإنسان حس بكره ونفور وخوف،وين الحب والمشاعر الحلوه اللي يقولوا عنها،والشيئ الثاني اللي شدني في كلامهم كان عن وحده نعرفها اتطلقت من زوجها.. وكيف حياتها بعد الطلاق اتغيرت للأسوء،لإن الناس ماخلتها في حالها وكل واحد طلع كلام عن سبب طلاقها وكلام كثير ماله أساس من الصحه لإني أعرفها ولايمكن تكون مثل ماقالوا عليها الناس..
كلام البنات خلاني أفكر في حالي ،إذا طلبت الطلاق مصيري بيكون مثلها والناس هتتكلم عليا وهشوف نظراتهم اللي كلها ظلم وإتهام وين ماكنت.. طيب إذا أنا ما اهتميت أهلي كيف بيكون موقفهم ،كيف هيواجهوا الناس.. هيسكتوا ويتحملوا كل الكلام اللي هيسمعوه عليا…
احترت وأصبح عندي خيارين أحلاهم مر.. لجأت للدكتوره بشرى اللي صدمتني بكلامها وإني إذا فكرت في الطلاق فلازم استعد للأعظم،لإن مجتمعنا مايؤمن بالطلاق كحل،وإنه مهما كان سبب الطلاق فاللوم بيكون من نصيب الزوجة مهما كانت بريئه ومالها ذنب في الطلاق..
وذا خلاني افكر بجدية في زواجي وفي أمكانية نجاحه،إذا مش علشاني فعلشان أهلي..
(خالد)
ماأقدر أوصف لكم مقدار فرحتي لما عرفت إن جوري إتحسنت وصوتها رجع،أحساسي بالذنب أختفى وحل محله شعور بالرضى ،أخيرا هرتاح وأكلمها وأعتذر لها ونشوف نهاية زواجنا ذا.. حاولت أكلمها أكثر من مره وعلى فترات متباعده ومختلفه ،بس كان الرد نفسه في كل مره ،مجرد أعذار،وفي كل مره كان عبدالرحمن هو الي يكلمني مهما كان اللي رد عليا كان يرجع هوا ويبلغني بذا الكلام،لحد مافهمت إنه يصرفني ،واللي أكد لي ذا الشيئ كلام أبويا لما طلب مني إني ماأكلم جوري وأعطيها وقت علشان ترتاح نفسيا وتتقبلني كزوج..
أنا محد بيجلطني غير أبويا ذا.. حسسني إنها بنته وأنا الغريب،شايلها على كفوف الراحه وكل يوم والثاني مكالمات وضحك معاها ،حسيت هوا اللي زوجها مو أنا..
ومافي غير جوري سوت ،جوري عملت ،جوري قالت.. والله ودي أخنقها ذي الإنسانه..