السابعة والثلاثون

772 15 0
                                    

(صنعاء)
المغرب،رابع أيام العشر

فرشت سفرة الفطور مع البنات رغم إعتراضهم،كانت محتاجه تتصرف بشكل طبيعي قدامهم علشان تمسح نظرات الحزن والقلق اللي في عيونهم من وقت ماوصلت هيا وعبدالرحمن اليوم الظهر بدون ياسمين وقصي، حست بأعصابها متوتره من طريقة أمها وحريم أخوانها في حذرهم معاها في الكلام بعد ماسلموا عليها بشوق وفرح ممزوج بحزن وقلق وهم يحاولوا مايسألوها عن شيئ وهي متأكده إن الفضل يرجع لعبدالرحمن اللي أكيد نبه عليهم وحذرهم من فك السيره ذي،أما معاذ ونور وصالح فأتصرفوا معاها بطبيعتهم وذا الشيئ اللي ريحها نوعاً ما، وعلى أذان العصر كانوا أخواتها وأزواجهم وصلوا البيت وبعدها بساعه جاء خالها وأخوانها ومن ساعتها والدنيا حايسه مابين سلام وأحضان متفرقه في الريحه والجيه، ومابين تحضير فطور للناس اللي ماليين البيت، أتحججت بشغله تسويها وتركت أحلام اللي مافارقتها من وقت ماوصلت وأخذت كاميرتها وكاسة مويا وانسحبت من بينهم بهدوء وطلعت السطوح وأختارت مكان في الزاويه يسمح لها تراقب الشارع بدون ماتنكشف ،عدلت لثمتها رغم إستحالة وجود أحد في ذا الوقت في سطح بيته..الشارع كان فاضي إلا من كم شخص بيتحرك بسرعه علشان يلحق الفطورأو للمسجد،مافي أصوات ولا ريحة عوادم سيارات ولازحمه في حارتهم الهاديه،مجرد هدوء يتخلله أصوات العصافير المتناثره بين الأشجار والشقوق  في جدران البيوت، كانت تصور  المنظر وهي تحاول تبرز جمال غروب الشمس اللي  بدأت رحلة غروبها وراء الجبال من فتره وظلالها البرتقاليه والحمراء تغطي السماء بستارة ألوان جميله وجذابه وبتنشر أخر أشعتها على قطع الزجاج الملونه للزخارف الجبسيه اللي بتميز بيوت صنعاء وبتنعكس عنها مكونه مزيج من الألوان الساحره ينافس أفضل عروض الليزر، كان بالها مع أولادها ..لطالما حبت ياسمين ذا المنظر وشاركتها لحظات الغروب على سطوحهم في كل مره يجوا فيها هنا..ياترى هيا بتراقب الغروب في ذي اللحظه زيها،وقصي اللي يحب جمعة أخوانها وأولادهم وبعد مايرجع يجلس يحكي لها عن اللي سمعه وأتعلمه منهم طول اليوم بحماس يخليها تتمنى لو كانت معاهم وقتها..أكيد بيفكروا في جمعاتهم والأحداث اللي هتفوتهم وهما مو هنا معاها،أتنهدت بضيق "ذا وأنا ماكملت يوم بدونهم وحاسه كذا،أجل كيف بتحمل الأيام الجايه" حطت الكاميرا وطلعت جوالها من جيبها وبدأت أصابعها تضغط على جوالها بهدوء وأترسمت إبتسامه حزينه على شفايفها وهي تسمع قصي وياسمين  يردوا عليها بلهفه ماأخفت نبرة الإحباط والحزن اللي مغلفه أصواتهم، رفعت عيونها للسماء بدعاء صامت قبل ماتباغتهم بضحكه ناعمه وحكايات تختصر الآف الأميال بينهم.

---------------

الرياض
سادس أيام العشر

ألتفت الكل على الصوت اللي طلع فجأه، وعرفوا مصدره لما شافوا جوال سند مرمي عالطاوله، نقل شاهين أخوه نظراته المتسائله بين وضاح وريان اللي رجعوا من الشركه مع سند وأصر عليهم يفطروا عندهم،هز وضاح كتفه بمعنى "مدري وش فيه" ورجع يتكلم بالجوال ،طالع شاهين في سند وفي محاوله يائسه سأله/صاير شيئ ياخوي.
أكتفى بهز رأسه بنفي خلى شاهين يتأكد إن المكالمه هي السبب، لإنه كان يتكلم بهدوء وكالعاده بدون مايبان أي تعبير على ملامحه البارده بس طريقتة في رمي الجوال كانت مبينه شيئ ثاني، أتنهد بضيق ورجع للي كان في يده.

 رواية خريف الحب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن