سأل رجل الحسن البصري رضي الله عنه:"ما سر زهدك في الدنيا يا إمام؟". فأجاب:"أربعة اشياء: علمت ان رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي. و علمت ان عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي. و علمت ان الله مطلع علي فاستحييت ان يراني في معصية. و علمت ان الموت حق فأعددت الزاد للقاء ربي".
-----------------
هل هناك وجعاً أكثر من أن تقف الكلمة بين الفم والحنجرة..إن أظهرتها..فقدت من تحب،وإن أخفيتها..فقدت نفسك...
سكتت بصدمة ولفت كرسيها بتردد قبل مايطيح الجوال من يدها وبرجفة/ يييبه.
كان أبوسند واقف قدامها وماتفصل بينهم غير مسافة بسيطة،جلس على كرسي جنبها
وهي تطالع فيه بصدمة وعدم إستيعاب، وهويتأملها بصمت ونظرات حزينة.
وبعد دقائق لفت كرسيها وأعطته ظهرها وبرجفة/ليه جيت؟
أبوسند بهدوء/جيت أتطمن على بنيتي.
ردت بغصة/ولما شفتني كذا أطمنت وأرتحت يبه..
أبوسند/ليه ماقلتي لي وش صار لك.. ليه تكذبين علي وتقولين إنك بخير و ما فيكي شيئ يابوك.
عادت سؤالها/أطمنت وأرتحت يبه؟
أبوسند/لما تفهمي إنك بحاجة الناس اللي تحبك حولك في وقت مثل ذا.. وإنك إذا شكيتي باللي متعبك ومكدرك رح ترتاحي وتريحي، ذيك الساعة برتاح وأتطمن عليكي، لوقلتي لي كان لقيتينا حولك نهتم فيكي ونداريكي ونساعدك تطلعي من حالتك ذي لكن أنتي أخترتي تكذبي علينا وتطمنينا وأنتي الله العالم بحالك.
أتلثمت بطرف الشال ولفت بكرسيها وطالعت فيه وبصوت باكي/لاتلومني وأنتا ماتدري عن شيئ..أيش تبغاني أقولك..أقول إن صار لي حادث واللي المفروض إنه زوجي أتخلى عني وتركني بين الحياة والموت بدون مايطل في وجهي..ولا أقول إني دخلت في غيبوبة ولما صحيت لقيت نفسي مشلولة..ولا أقول إني طلبت الطلاق..ولا الخبر الأعظم أقول إن النذل يشكك في شرفي ويطعن في أخلاقي ويعايرني بغربتي معاه..يكفيك اللي سمعته ولا تبغاني أقول أكثر...أقول عن حياتي من يوم شفت ذا الإنسان.. ولاعن اللي سواه فيا ولسا هيسويه..ولا عن أبويا اللي مرض بسببي ومات والله العالم إذا كان راضي عني ولا لا..
كانت دموعها تنزل بغزارة وهي تتنفس بصعوبة بين كل كلمة والثانية،تابعت بقهر هيستيري وهي تشوف ملامحة المصدومة والحزينة مع كل حرف تنطقه/أرتحت ذحين،شفتني وشفت اللي كنت مخبيته عنكم كلكم..يلااا أزعل عليا يلاا أنقهر وأتعب نفسك علشاني.. واسيني بكل قاموس الشفقة والأسف على حالي.. وبعد ذا كله صدقني مارح ترتاح ولايهدأ بالك..أنا متأكدة وعارفه إن ذا اللي بيصير لك ولهم..تدري يبه ..ياليتك ماجيت ولا شفتني ولا عرفتني في يوم من الأيام علشان ماأشوف حالتك ذي.
حركت كرسيها بسرعة وأختفت من قدامه في لمح البصر..فتحت عيونها بتعب وطالعت في الغرفة الغرقانة في الظلام الإ من إضاءة خفيفة ،مدت يدها لوجهها لما حست بشيئ عليه وطلع قناع الأكسجين سحبته ورفعت جسمها وسندته عالسرير ،أنصدمت لما شافت الساعة 10:30في الليل..
ضغطت على رأسها بقوة من الصداع اللي تحس فيه وأتنهدت بتعب وإستغراب من وجودها في سريرها،أخر شيئ تتذكره إنها كانت في نوبة من نوباتها وكانت تدور في الممرات بضياع
مر في بالها مقابلتها المفاجأة لأبوسند، شهقت لما أتذكرت أسلوبها وإنفجارها الغبي في وجهه..أمتلت عيونها بالدموع غطت وجهها بكفوفها بندم "سخيفة وقليلة أدب،كيف جاني قلب أكلمه كذا"
وبعد دقائق مسكت جوالها ودقت على عبدالرحمن وبعجلة/السلام عليكم..عبادي وينك؟
عبدالرحمن/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..برا غرفتك ذحين أجيكي.
دخل عبدالرحمن ومعاه صوفي اللي شغلت الأنوار ،مسك يدها وبحنان/كيفك ذحين..إن شاء الله أحسن.
زفرت بقوة/الحمدلله تمام مو وقتي ذحين..أسمعني مزبوط وسوي اللي بقولك عليه..طيب.
عقد حواجبه بإستغراب/خير أيش فيه؟
ردت بضيق/أبغاك تتصل على أبويا مساعد.. شوف كيف صحته ووينه،قله... إني كويسه وإني..
سكتت فجأة وعضت أظافرها بتوتر وهمس بصوت مسموع "غبية..جبانة..أخبص وأقل أدبي وبعدها أرسل غيري..مالت عليا بس"