الورقة الرابعة والخمسون

631 15 0
                                    


عن أبي هريرة ـ رضى الله عـنه ـ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
(( لما خلق الله الخلق كتب في كتابه ـ وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش: عن رحمتي تغلب غضبي)).
رواه البخاري.
،

،

،


أشتقت أن أراكـَ في محيطي .. فـ رغم حضورهم ,,,,إلا انكـَ أيها الغائب الحاضر في أعماقي .. أكملهم بـ الروحِ حضوراً .. !!


جده،الرابعة صباحاً

خلعت روب الحمام وجمعت شعرها بمشبك وإنسابت داخل البانيو بخفه..حطت مخده صغيره وراها وسندت رأسها عليها وأسترخت وسط الماء الحار والزيوت العطريه اللي تحبها وهي تحس بكل جزء في جسمها بيصرخ ويشكرها على لحظات الإسترخاء والراحه ذي، فمع إنشغالها بالأولاد وشغل البيت والكافيه غير الضغوط اللي بتمر فيها صارت ماتلقى وقت فراغ لنفسها وصارت تتصيد الفرص علشان تقدر تنعم بحمام طويل ودافئ زي ذا من وقت للثاني أو وقت علشان تقرأ رواية جديده أو ديوان شعر لواحد من شعراءها المفضلين.
حاولت تسترخي وتطرد من بالها أي أفكار ممكن تهدد لحظات هدوئها وراحتها لكن ذا الشيئ كان مستحيل وصاحب الشال مرافقها وين ماراحت حتى في نومها.

فتحت عيونها وأخذت نفس وهي تفكر بجديه في اللي صاير لها، باتت متأكده من هوية رجل أحلامها المجهول الملامح.. كان صاحب الشال وهي على يقين من ذا الشيئ .

سألت نفسها إذا كانت غلطت لإنها أتعلقت بشالها بذا الشكل!

صار الشال جزء منها لدرجة إنها حطته في شنطة خروجها وبكذا يكون معاها في كل مكان تروحه، غير إنها بتحب تلبسه ويكون قريب منها وقت الأزمات اللي بتمر فيها.. زي نكساتها الصغيره وكوابيسها ومواقفها الصعبه.. صح كانت تداوم على أذكارها ووردها اليومي من القرآن لكن وجود الشال معاها وحولها كان بيحسسها بنوع غريب من الأمان اللي أتعودت عليه، لكن أحلامها الأخيره واللي أتضمنت صاحب الشال بدأت توترها وتربكها وتخوفها في نفس الوقت..

لطالما حست ناحية صاحب الشال بالإمتنان والشكر صاحبه نوع من الإعجاب والتقدير الكبير اللي ماتقدر تنكره.. وقوفه معاها في الوقت اللي أتخلى فيه خالد عنها بكل برود وتمسكه بيها ورفضه إنه يتركها رغم عدم وجود أي شيئ ممكن يساعدها بيه!! اخلاقه وطيبته وشهامته اللي خلته يهتم بسترها وغطاها من عيون الرجال وهي بين الحياة والموت!! كرمه معاها ودفعه لفواتير المستشفى!! كل ذي الأشياء حسستها وكإنها مسؤله منه وكإنها من بقيه أهله ورغم مرور فتره طويله عالحادث إلا إنها أتمسكت بتفاصيله رغم التشويش اللي كانت حاسه فيه وقتها، كيف لا وهي حلمت بالحادث عشرات المرات لحد ماإنطبعت كل تفاصيله في بالها لدرجة إنها حفظتها زي أسمها.. لازالت للأن بتحس بيده اللي مسكت يدها بكل قوه وهو يطلب منها توثق فيه.. لازالت متذكره وعده لها بإنه هيظل معاها لحد ماتطلع من السياره ومارح يتخلى عنها..

 رواية خريف الحب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن