-----------لذكرياتهم.. رائحة.. تستفز حنيني.. لأبكي
دخلت جوري الغرفه وقفلت الباب، جلست في زواية غرفتها تبكي بصدمه من اللي صار كيف ماحست بوجودهم، والأهم كيف ابوها مانبهها ولا قال لها تخرج كيف سمح لهم يشوفوها بذاك الشكل .. رفعت راسها للباب اللي مابطل دق من وقت مادخلت وصوت شيماء المستفز يطلب منها تفتح الباب علشان تتجهز للمدرسه، مسحت دموعها وفتحت الباب ودخلت شيماء بسخافتها المعتاده وشكاويها الكثيره اللي ماتخلص، اكتفت جوري بالسكوت وهي تشغل نفسها بتجهيز نفسها وشنطتها وهي حاس بالضيق.
دق الباب وفتحت شيماء دخل ابو معاذ/شيماء مافي مدرسه اليوم ،اخرجي وقفلي الباب.
بحلقت فيه وهي مو مصدقه اول مره ابوها يغيبهم من المدرسه،ماكذبت خبر وعلى طول رجعت اغراضها وخرجت من الغرفه.
التفت لجوري وشافها تلبس البالطو (العبايه)
ابو معاذ بعتاب/ ماسمعتيني لما قلت لأختك مافي مدرسه اليوم؟
ردت بصوت مبحوح/ اول حصه عندي اختبار ولازم اروح.. مقدر أغيب.
سحب الشنطه من يدها وبهدوء/ انا بستئذن لك، وبترجع تختبرك يوم ثاني،اجلسي بكلمك.
جلست جنبه بهدوء غير مسبوق،عيونها عالأرض وماسكه دموعها لاتنزل قدامه، شبكت ايدينها في حضنها وهي عارفه هيكلمها في اي موضوع.
ابو معاذ / انتي زعلانه مني .
خانتها شجاعتها معاه، لأول مره تسكت بوجوده وماتعرف ترد عليه، كيف تقول له انها زعلانه منه وشايله في خاطرها، كيف تسأله وتعاتبه وهو ابوها،حبيبها وتاج راسها،زعلانه منه كيف هانت عليه تنكشف بذاك الشكل قدام رجال مو محارمها، حتى لو كان يعتبر ابو خالد مثل اخوه ومصر عليها انها ماتغطي منه بحجة انها صغيره ،بس ما توصل انه يشوفها من دون حجاب وزياده على كذا معاه رجال ثاني،هو نسي انهم موجودين ،ولا ايش الحكايه بالضبط ، كيف اتهاون في ذا الشي وهو اللي مربيهم الأخلاق وتعاليم الدين ،وماعمره سمح بأي تقصير في امور الشرع ..
زفرت بقهر وهي كاتمه كل اللي تفكر فيه داخلها ،ماقدرت تنطق ،حاسه لسانها عالق في حلقها ورافض يتحرك وينطق.
ابوها كان جالس يتأملها بصمت وهو عارف في ايش تفكر، لما شاف خوفها ودموعها لما اتفاجأت بوجودهم انكسر قلبه عليها ،بس هي اللي جبرته يسوي كذا..
كانت كل ماجاء موضوع الزواج ترد بكل بساطه" ليه افلت (اترك) اهلي واخواني واروح اتزوج وابعد عنهم وماقدر اشوفهم ولا اكلمهم الا كل فين وفين، انا مرتاحه ومبسوطه بحياتي كذا ،وإذا… إذا بتزوج هيكون بعدين يعني 25,30.
حس بصدقها لما شافها كيف متعلقه بيه وبأمها وأخوانها،حياتها من البيت للمدرسه، زيارات خارج البيت نادره إلا للمقربين ومن باب صلتها للرحم فقط،ورغم صداقاتها وعلاقاتها القويه بصديقاتها وبنات جيرانهم إلا إنها حصرتها في مقابلتهم في المدرسه او في مقابلتهم في مناسبات الزواج بحكم أنهم في حاره وحده، حتى خروجها للسوق نادر، وإذا خرجت ماتخرج إلا معاهم..
اتذكر لما كانت في الإبتدائيه واتزوجت وداد وعلياء ،كيف اتعلقت بمعاذ وعبدالرحمن وكانت ترافقهم في كل خرجاتهم وصارت تتصرف مثلهم، وفي يوم طلبت منه يشتريلها جزمة رياضه لأنهم ماخلوها تلعب معاهم كره علشان لاتوجع رجولها، ولما اشتراها صار كل مارجع البيت يشوفها تلعب كره ،ولما سألها ليه قالت علشان يوافقوا يلعبوها معاهم، وفعلا جلست وراهم لحد ماوافق معاذ وصارت تلعب في فريقه كل مره، والعاب غيرها اتعلمتها بس علشان تقدر تلعب مع أخوانها..
حبها واتعلق فيها اكثر من كل اولاده لأنها كانت قويه وتتحمل وإذا حبت تتعلم شي مافي شي يمنعها مهما كان صعب عليها ، كانت وردة البيت وبهجته بضحكتها الرنانه وابتسامتها اللي ماتفارقها ابدا ..حنونه وحساسه وفي نفس الوقت الواحد يقدر يعتمد عليها وهو مطمن ، بس لما لاحظ أنها رافضه موضوع الزواج وتعلقها بهم زاد قرر أنه إذا اتقدم لها اللي يناسبها بيزوجها بدون مايسألها ،مالقي غير ذا الحل لأنه واثق من رفضها، كان مخطط يقول لها بهدوء على زواجها ويفهمها الاسباب اللي خلته يسوي كذا ،كان بيقنعها بهدوء لأنه عارفها عاقله وتفهم إذا احد فهمها،بس دخلتها عليه خربت كل اللي كان ناوي يسويه..
رفع وجهها بيده وبحب/انتي تحسبي أني بخليكي تكشفي عند رجال غرب ..
شوفي ياجوري انتي كبرتي وماعدتي صغيره، والبنت لما تكبر وتصير حلوه مثلك ..كل الناس تتسابق عليها علشان يخطبوها ..
عقدت حواجبها بأستغراب وخوف من كلامه.
ابو معاذ/ انتي عارفه أن عمك محمد يحبك؟ وانتي تحبيه؟صح..
هزت راسها بموافقه..
تابع كلامه/ ولأنه يحبك خطبك لأبنه خالد… ذاك اللي كان شفتيه قبل شويه.. وأنا وافقت وامس كانت ملكتكم.. يعني.. أمس انتي اتزوجتي خالد..
فتحت عيونها بصدمه وبصوت مرتجف/ كيييف ..اتزووجت... أنا.. أنا كنت نايمه... كيييف..
مسك كتوفها بحنيه/ يعني عقدنا لكم بس، علشان كذا هو شافك بدون حجاب هو وعمك محمد، خالد زوجك يعني عادي.. والزواج بنخليه على راحتك..
" أكيد يمزح معي، كيف اتزوجت وأنا مدري، كيف صار زوجي.،كيف" هزت راسها بعدم تصديق وبصوت باكي/ مالي دخل ..لا تقول أتزوجت، من قالك أني بتزوج، قله يروح.. مالي دخل.. مالي دخل..
نزلوا دموعها بغزاره لما حضنها أبوها وصارت تبكي بصوت عالي وتشهق وهي تردد نفس الكلام ..مابتزوج.. قله يروح..
حاول يهديها ويفهمها بس ماعطته فرصه ببكاها اللي قطع قلبه، أول مره يشوفها تبكي كذا ، عمره ماشافها تبكي حتى لما كانت تتضارب مع معاذ ويوجعها بلعبه القاسي، كانت تمسك نفسها علشان لا يضحكوا عليها ويقولوا إنها ضعيفه وماتعرف تلعب معاهم، تضحك وتبتسم وتنكت طول الوقت..
زاد بكاها وحس بضيقه في صدره وهو شايفها مو قادره تتنفس وصارت تشهق بقوه… صرخ بصوت عالي ينادي زوجته وناديه اللي جوا يجروا من صراخه..
أم معاذ بخوف/ ايش فيه مالك ب… سكتت لما شافت جوري وهي تشاهق ووجهها احمر…
جرت ناديه تجيب مويا وطلبت من شيماء تنادي عبدالرحمن..
ام معاذ حضنت جوري وهي تبكي/ بسم الله عليكي.. بسم الله.. خلاص ياأمي صلي على النبي.. ايش فيكي..
دخل عبدالرحمن بسرعه واول ما شاف وجهها فتح درج وطلع منه كيس ورق، جلس جنب جوري وهو يسحبها من حضن امه سندها على ابوه وفتح الكيس وحطه عند فمها وبأمر/ خذي نفس بعمق… .يلا ...شهيييييق… زفييييير ، جوري.. لاتخافي ...يلا حبيبتي.. اتنفسي.. رفعت عيونها لوجهه وصارت تتنفس مثل ماقال لها كانت انفاسها متقطعه وشهيقها عالي ،مسك يدها وحطها عالكيس تمسكه وخلاها توطي راسها وتنحني شويه لقدام وهي تتنفس داخل الكيس، أشر لأمه والبنات يخرجوا لأنه عارف أنها ماتحب أحد يشوفها بذي الحاله،التفت لأبوه وشاف وجهه مسود من الزعل على حالة جوري وبصوت واطي/ يبه لاتقلق..مافيهاشي.. ذحين تهدى وترتاح.
هز راسه بصمت وخرج من الغرفه.
قفل معاذ الباب وفتح شباك الغرفه ، جلس وراء جوري وسند ظهرها على صدره وجلس يمسح شعرها ويقرأ عليها لحد ما انتظمت أنفاسها ورجع وجهها للونه الطبيعي.
شربها مويا وبعدت عنه بأنكسار وخجل مسكها من يدها وضمها لصدره وبحنان/ أبي قلك؟
هزت راسها وهي تضمه بقوه بدون ماتعلق..
بعدها عنه بشويش وبأبتسامه/ايش رأيك نروح لأحلام؟
هزت راسها بموافقه سريعه خلته يضحك عليها،ضربته على كتفه بقوه وبعصبيه/ انقلع
مسك يدها ولفها وراء ظهرها بشويش وبتهديد/ قد كلامك.. هيا دوري أحد يوصلك لأختك..
فكت يدها ودارت بجسمها عسكه وصارت هي لافه يده وراه ويدها الثانيه تشد أذنه وببرود/ لاتوصلني،ذحين أتصل على خالي ويجي بنفسه يوصلني..
فك نفسه منها بسهوله وشالها على كتفه وخرج الصاله وهي تضربه وتشد شعره علشان ينزلها لقي أم معاذ وأم خالد في الصاله استحى منها ونزل راسه الأرض وهو يكتف ايدين جوري/يمه شوفي بنتك.. قلت لها بوصلها بيت خالي قامت تضربني قليلة الأدب ..
شهقت جوري/كذااااب لاتصدقيه، جالس يذلني عالروحه.
ابتسمت براحه وهي تشوف جوري رجعت لطبيعتها، هي خرجت من عندها ومتأكده إنها هتكون بخير لأن عبدالرحمن معاها.. بس لما شافت ضحكتها ارتاحت واطمنت..
ام معاذ/ خلاص نزلها ياكذاب.. بنتي مؤدبه ماتمد يدها على أخوها الكبير..
ضحك ونزلها/الله أكبر يامؤدبه.. من متى..
عدلت بيجامتها وهي مستحيه من أم خالد وبصوت واطي/ يمه ..بروح عند أحلام.. ممكن..
ام معاذ/ كلميها اول يمكن قد راحت المدرسه.
هزت راسها وراحت تتصل..
عبدالرحمن/ كيف حالك ياخاله.. كيف صحتك ..
أم خالد/ الحمدلله.. بخير ياولدي.. أنت كيفك.. وكيف دراستك..
عبدالرحمن/ الله يسلمك ويعافيكي.. الحمد لله ماشي الحال ،ذي آخر سنه ادعي لنا..
ام خالد/ الله يوفقك ويسهل أمرك.
عبدالرحمن/اللهم آميين.. يمه بروح اكلم أبي قولي لجوري تلبس وتخرج..
دخل عبدالرحمن المجلس وراح لأبوه/ يبه.. بوصل جوري بيت خالي وبنتأخر ..لا تنتظرونا عالغداء..
ارتاح ابو معاذ وفي نفسه" الحمد لله، مادام بتروح لأحلام يعني هي بخير" وبتساؤل/ هي بخير ذحين؟
فهم عبدالرحمن إنه يقصد جوري وهز له راسه بأبتسامه مطمنه.. وأخذ مفتاح السياره وخرج..
سمراء الوجه... بيضاء القلب… بعيون بنيه جميله… وكلام يقطر بالعسل… ..
هذه هي (أحلامي)
-----------------