الورقة السادسة والعشرون

632 12 2
                                    

سبحان الله وبحمده،سبحان الله العظيم
عدد خلقه..ورضا نفسه..وزنة عرشه..ومداد كلماته.

---------------
أنا لا أريد منك حباً..ولاحتى مجرد إهتمام ..أريدك فقط أن تهديني نسياناً يمحو لك أي ذكرى أو وجود في حياتي.

(جوري)
الأثنين، الساعة 6المغرب

جوري بضحكة/حبيبتي أنتي..بس أستقر بكلمك بس لاتنسي هدية البيت الجديد ولاترى مابدخلك.
ساره/أقول طيري بس،قسم برفس الباب وأدخل،ولا أقلك بخلي سعد حبيبي يداهم بيتك وعاد وقتها بتترجيني.
جوري/ووووي عشتوا،سعد حبيبي..ترى ماهي راكبه سعد وحبيبي..ههههههههههههه.
ساره بزعل/قسم بالله سخيفة..الشرهه على اللي يبي يجيكي.
كتمت ضحكتها وبجدية/خلاص سوسو.. أصلاً الدلع ما يركب إلا على سعودك..عيشي حياتك ياقلبي..حبيبك وعمرك وكل شيئ،الله لا يحرمكم من بعض ويسعدكم يارب.
ساره بضحكة/أيوه..خليكي كذا عسوله وحبابه فديتك..يلا ياقلبوو لازم أقفل وبينا ألو.
جوري/ يلا بوسي لي عبودي وأنتبهي لنفسك.. إذا فضيت بدخل القروب..السلام عليكم.
طالعت في ساعتها بلهفه"كأنهم اتأخروا"
فكت سلسله من رقبتها وفتحت بالمفتاح المعلق فيها قفل دفترها الجلدي الأسود اللي في حضنها،.فتحت صفحة عشوائية مسكت قلمها للحظات وكتبت بخطها الجميل والمرتب..
(هناك أشخاص كلما تذكرت أنهم معي،أرمي همومي وراء ظهري..وأبتسم)
قلبت في صفحات دفترها بإبتسامة وهي تتذكر المواقف اللي مرت فيها وسبب كتابتها كل خاطره فيه..
قفلت دفترها وأتنهدت براحة أفتقدتها من زمن طويل..راحت للشباك وفتحته وصارت تتنفس بعمق وكأنها كانت محرومه من الهواء اتأملت قرص الشمس اللي بدأ رحلته للغروب وبهمس"الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. زي ماغابت ذي الشمس وأنطوى نورها..رح أطوي كل صفحاتك معايا..ومع شروقها بكره هيكون مالك وجود في حياتي.. كأنك ماكنت فيها في يوم من الأيام.. كل شيئ هيكون بخير،أنا متأكده من ذا الشيئ"
رجعت بذاكرتها ليومين مضت وسرحت في أحداثها..

(الجمعة..الساعة11ظهراً)
صحيت من غفوتها القصيرة بتفاصيل أوضح وأكثر خاصةً إن نفسيتها أتحسنت من وقت اللي زاروها أولادها وأمها والبنات أمس.. تلفونها ما وقف رنين وإتصالات من أهلها و صديقاتها.. واليوم الفجر أصرت على صوفي علشان تفك عنها القسطرة.. غثيانها خف والزغلله والتشويش أختفى مع لبسها لنظارتها اللي جابها عبدالرحمن في الليل كان إطارها بلون وردي ومزخرف بورود من الجانبين  وقزازها بتدريج وردي،إستغربت اللون لإن عبدالرحمن عارف إن الوردي مو من ألوانها المفضلة.. ولما سألته قال/علشان تشوفي الدنيا بنظرة وردية ومتفائله.. ماسمعتي سعاد حسني لما قالت: الحياة بئا لونها بمبي ،وأنا قنبك وأنت قنبي، بمبي،بمبي،بمبي.
جوري بضحكة/ صراحةً أقنعتني..مقبوله حبيبي وتسلم.
إبتسمت ولبست نظارتها ومسكت طرحتها اللي حاطتها جنبها أستعداد لدخول الدكاتره،  تأملتها بتمعن لأول مره لعدة دقائق قبل ما تستدعي صوفي اللي جاتها بسرعة.
(الكلام الإنقليش هيكون بالفصحى)
صوفي/صباح الخير..
جوري بغصة/صباح الخير صوفي.. هلا أخبرتني من أين أتى هذا الشال.
صوفي بإبتسامة/عندما أستيقظتي وتم نقلك من قسم العناية المركزة لهنا كان معكي..وأيضاً..في الحقيقة.. بعد حضورك  أتى شخصاً ما لرؤيتى وأعطاني مبلغاً من المال مقابل إن أقوم بالإهتمام بإبقاء هذا الشال على شعرك دوماً.
طالعت فيها جوري بصدمة وعدم تصديق، مسكت الشال المقلم بالأبيض والأسود  وتتحسسته بأصابعها بهدوء"هوا نفس الشال  تبع الرجال اللي ساعدني،أنا متأكدة"غمضت عيونها وصارت تأخذ شهيق وزفير بعمق وهدوء في محاوله منها لتمالك أعصابها والسيطرة على أحساسها  بالغضب..والخذلان..
صوفي بقلق/عزيزتي لاتبدين بخير.. سوف أستدعي الطبيب.
هزت رأسها بزفض وهمست من وسط تنفسها المضطرب/ دكتور لا ..دموع بسببه  لااا..أضعف بسببه لااا..هوا ولاشيئ وما يستاهل مني أي شيئ،حتى التفكير فيه مجرد هدر للوقت.
صوفي بتوتر/لست أفهم ماتقولين..
جوري بهدوء/هلا ساعدتني لكي أتوضأ ثم تتركيني لوحدي قليلاً.. 
صوفي بشك/هل أنتي متأكدة؟
هزت رأسها بموافقة ،وبعد ماساعدتها وطلعت.. أخذت الشال بإبتسامة وغطت شعرها ومسكت مصحفها وقرأت سورة الكهف بخشوع وبعد ماخلصت  حست براحة وبإنها عالطريق الصح بالنسبة لخالد ..بعدت الشرشف عنها وطالعت في رجلها المجبسة بتنهيدة كانت تحس بألم وثقل غريب في رجولها بس الدكتور ناصف قال لها إنه طبيعي بسبب نومتها الطويلة وإنها محتاجة كم جلسة خفيفة للعلاج الطبيعي علشان تنشط دورتها الدموية وتحرك عضلاتها.. مسكت لبس المستشفى بأطراف أصابعها بعدم رضى "أيش يحسوا فيه لما يلبسوا الناس كذا" طول الليل وهي تفكر كيف تأخذ دش بدون لاتبلل الجرح اللي في رأسها ورجلها المجبسة وطلعت لها بحل وباقي التنفيذ..دقت الجرس لصوفي وربطت شعرها بحماس لإنها أخيراً هتتحرك.
صوفي/هل أنتي بخير عزيزتي.
جوري/الحمدلله ،ولماذا لا أكون بخير.
صوفي بإستغراب/حسنا لا أعلم..ولكن كنتي تبدين بحالة سيئة منذ قليل .
إبتسمت بمرح/حسناً ،لقد تغير الكثير في هذا القليل.
صوفي/أنتي غريبة حقاً ولا أفهمكي جوري.
ضحكت على ملامحها المبوزه،وبجدية/أريد منك أن تساعديني لكي أستحم.. هل تسمحين بذلك.
هزت رأسها برفض/ هل جننتي..ماذا عن رأسك وقدمك أيضاً؟
إبتسمت بمكر/لا تقلقي،لقد وجدت الحل لذلك..كل ماعليكي فعله هو وضع كرسيين
وحقيبتي في دورة المياة ومساعدتي للوصول إليها.. أأمممم وكيس بلاستيكي .
إبتسمت صوفي/ما الذي تفكرين به إيتها الشقية.
حركت سبابتها بلا قدامها/ساعديني أولا.
اترددت صوفي للحظات وبعدها/حسناً .. لكن الويل لكي مني إن حصل شيئ سيئ.
جوري بضحكة/لاتقلقي،إن شاء الله لن أتسبب في فصلك من عملك.
راحت تجيب اللي طلبته منها وجابت لها عكاز يساعدها عالحركة وحطت لها الشنطة اللي جابتها ياسمين لما زاروها المغرب في الحمام (أكرمكم الله)..
قربت منها ونزلت رجلها المجبسة من السرير بشويش حركت جوري رجلها الثانية علشان تنزل بس ماقدرت حست بثقل فيها،مسكتها بيدها وحاولت تحركها بدون فايدة،طالعت في صوفي بتوتر/لا أستطيع تحريك قدمي.
صوفي بإبتسامة/لابأس لابد أن عضلات وأعصاب قدمك قد أصابها الخمول بسبب نومك الطويل إيتها الجميلة النائمة.
كانت جالسه عالسرير ورجولها عالأرض، لمست رجلها ومررت أصابعها عليها بهدوء وبغصة/إنه ليس خمول..أنا لا أستطيع... الإحس..اس بقدمي..لا أشعر بحركة أصابعي عليها.
صوفي بقلق/أهدي قليلاً..سوف أستدعي الطبيب حالاً.
مسحت دموعها وهزت رأسها برفض/ليس الأن..
حاولت تحرك رجولها وصارت تقرصها وتضربها بدون ماتحس فيها بأي شيئ من اللي سوته تحت نظرات صوفي المصدومة والحزينة على حالة جوري اللي كانت مصره تحرك رجلها أوتحس بيها عالأقل..
بعد دقائق من المحاولات الفاشلة بطلت اللي تسويه وإبتسمت بإلم وبهمس/يبدو إني أصبحت مشلولة
رن جوالها لفترة قبل ماتنبهها صوفي،شافت تؤام روحي يتصل بك،مسحت دموعها اللي كانت تنزل بصمت لفترة وأخذت نفس/السلام عليكم..هلا عبادي.
عبدالرحمن/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..أهلين ياقلبي صحيتك .
جوري ببحه/طول عمرك مزعج أتعودت خلاص.
عبدالرحمن/جزاتي اللي كلمت دكتورك وسمح لك تأكلي،وبعزمك عالغداء..
حاولت تكون طبيعية/أأمممممم طيب جاي على بالي أكل جاوي ..
عبدالرحمن بضحكة/كان من ضمن الخيارات، خلاص جاوي جاوي،من نفس المطعم؟
جوري/أيوه.. وممكن تمر ياسمين وقصي وتجيبهم معاك نتغدى سوا.
عبدالرحمن/خلاص أصلي جمعة وامرهم نجيب الغداء ونجيكي..السلام عليكم.
جوري/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
طالعت في صوفي اللي جلست جنبها عالسرير وماسكه يدها بحنان،إبتسمت لها وبمزح/لاتظني أني تخليت عن فكرة الإستحمام الأن..فأنا أنتظر أشخاص مميزون ويجب أن أبدو جميلة من أجلهم.
صوفي بموافقة/سوف يفقدوا وعيهم من شدة جمالك.
أشرت جوري عالعكاز بغصة/أظن إنه لن ينفعني بوضعي الجديد..سأحتاج لكرسي.
هزت صوفي رأسها وخرجت لفترة وبعدها رجعت وهي تدف كرسي متحرك قدامها،
طالعت جوري في الكرسي بصدمة ونزلت دموعها وهي تتخيل نفسها رهينة ليه لبقية حياتها،وبهمس/ إنا لله وإنا إليه راجعون.. لاحول ولاقوة إلا بالله..اللهم إني لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه.
قربت صوفي الكرسي منهاوسألتها/هل أنتي مستعده؟
مسحت دموعها وضربت وجهها بكفوفها بخفه وأخذت نفس عميق،وبهدوء/سأستند على العكاز لكي أقف وستساعديني لأنتقل للكرسي..بسم الله.
مسكت العكاز بيدها اليمين بقوة وحطت  صوفي يدها على خصرهاويد على ذراعها الشمال ووقفتها ..سندت جسمها عالعكاز لثواني لحد مالفتها صوفي للكرسي وجلستها قبل ماتطيح، صوفي/هل تألمتي؟
هزت رأسها بنفي وإبتسمت/ لو تحسي باللي فيا ذي اللحظه كان طحتي مكانك..
منعت صوفي من دفها بحركة من يدها وحطت العكاز في حضنها وبغصة/كلما أعتدت عليه أسرع،كلما كان أفضل.
مسكت عجلات الكرسي وحست برجفه في قلبها قبل يدها من ملمسها البارد،سمت ودفت نفسها ببطء للحمام (أكرمكم الله)
لحقتها صوفي/حسناً مالذي تنوين فعله.
سحبت جوري كرسي وحطته تحت الدش مباشرةً وحطت الثاني على مسافة قدامه، جوري/ساعديني لأجلس هنا.
وقفتها بمساعدة العكاز وجلست عالكرسي تحت الدش ورفعت رجلها المجبسة عالكرسي الثاني ولفتها بالكيس البلاستيك بإحكام ..
صوفي/لم يخطر هذا في بالي.
جوري/سأحتاج مساعدتك لتغسلي شعري.
هزت صوفي رأسها بموافقة وبدأت جوري تفرق شعرها، وأتحسست بأصابعها الضماد اللي مغطي الجرح اللي محتل نص رأسها تقريباً وحست بأطراف شعرها اللي حلقوه علشان الجراحة واللي بدأت تنبت حول الضماد.. قسمت شعرها لجزء أمامي وخلفي علشان ماتبلل الضماد اللي في الوسط ، وغسلت صوفي شعرها بحذر ولفته بالمنشفة بتكشيره/لما لاتقومي بقصه،إنه طويل جداً وسيتعبكي في العناية به.
إبتسمت/لابأس ،فأنا أحبه هكذا..هلا فككت لي أربطة الرداء الخلفية وبعدها تستطيعي الذهاب حتى أنتهي.
صوفي/لماذا أذهب سأبقى لإساعدك على الإستحمام.
ضحكت جوري بخفه/كلا لن تفعلي..لاينبغي أنت تريني عارية..يكفي مافعلتي لمساعدتي حتى الأن،وعندما أنتهي سأطلبك لمساعدتي.
حاولت صوفي تقنعها ولما يئست قربت منها أغراضها ومنشفتها وطلعت... بعد ساعة نادتها جوري بتعب/لم أكن أتوقع أنه سيستغرق مني كثيراً من الوقت والجهد.
طالعت فيها صوفي ..كانت لابسة وخالصه من فوق ومغطيه خصرها بالمنشفه،وقفتها علشان تلف المنشفه حولها قبل ماتجلسها عالكرس اللي قربته منها وبعدها وقفتها لحد مالبست ملابسها الداخلية وتنورتها وطلعتها عالغرفة..
إبتسمت بتعب وإحراج/شكراً جزيلاً ،أنا ممتنه لمساعدتكي لي.. تستطيعين الذهاب فلن أحتاج شيئاً أخر للوقت الحاضر.
ردت لها صوفي الإبتسامة/لاتشكريني على واجبي إيتها الحمقاء الجميلة والعنيدة.
حطت لها شنطتها عالطاولة وخرجت..
طفت التكييف وأخذت الريموت وفتحت الستارة الكبيرة وبسرعة أنتشر نور الشمس في الغرفة.. دفت كرسيها لحد الشباك الكبير اللي مغطي الجدار تقريباً وتأملت المنظر بإبتسامة مصدومة..كانت بتطل عالبحر بوضوح من مكان مرتفع، أستندت عالكرسي ورفعت جسمها لفوق وشافت حديقة المستشفى تحتها بأشجار النخيل والورد
المنتشرة في كل مكان بتنسيق وترتيب.. فتحت الشباك  بعد جهد وحست بتيار الهواء ،القوي يجتاح الغرفة.. غمضت عيونها وأستنشقت بعمق ريحة البحر اللي وصلت مع الهواء،ماكانت متخيله إن شغله بسيطة زي الأستحمام بتتعبها نفسياً وجسدياً لذي الدرجة.. جلست بجمود لأكثر من ربع ساعة تبكي قبل ماتبدأ في دشها،لأول مره تحس نفسها بالشكل ذا،حتى لما تعبت قبل زواجها وأنخرصت لشهرين تقريباً،كانت بتمارس حياتها بشكل طبيعي، لكن الأن وضعها غير.. حاسه  بالعجز والضعف والمهانه، حاسه بقلق وتوتر من رد فعل عبدالرحمن والأولاد لما يشوفوها..أمها أخوانها..أم خالد ومؤيد ولبنى وفاطمه..أبوها مساعد وأهله..ساره وحنان وكل اللي تحبهم ياترى بيتحملوا الخبر لما يوصلهم ،هيتقبلوه بروح رياضية ..حست بالإنهاك من كثر التفكير من وضعها الجديد ،وبالإحراج من صوفي اللي شافتها بذاك المنظر المخجل بالنسبة لها، فتحت عيونها ومسحت دموعها اللي غافلوها ونزلوا بدون أذنها رفعت عيونها للسماء وبهمس "يارب..ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام برحمتك أستغيث..أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي أوغيري طرفة عين ياأرحم الراحمين..الحمدلله حمداً كثيراً طيباً ملئ السموات والأرض وملئ ماشئت من بعدي..اللهم أقسم لي الخير حيث كان ثم أرضني به" لقيت مرايه في شنطتها وطالعت في نفسها وشكلها وهي عالكرسي
"شكلي عادي أنا نفسي ما تغيرت..اللهم بدل ماأمشي برجلي بمشي بذا الكرسي من اليوم..بعدين الدكتور قال عملوا فحص كامل وطلعت بخير..يعني يمكن اللي فيا نفسي مو عضوي ..أكيد زي اللي حصل لي قبل..أجل كل اللي باقي هو إني أقنع البقيه بأني طبيعية وإن مافيا شيئ أتغير.. سهله" أتنهدت وشالت المنشفة من شعرها وسرحته
بشويش على وراء وأتحسست رأسها من الخلف وإبتسمت برضى لما لقت شعرها مغطي الضماد اللي بنص رأسها وموباين،  ضحكت لما شافت أيش جابت ياسمين في الشنطة.. كانت جايبه شنطة مكياج فيها عطرها المفضل وبودرة وروج وكحل .. إبتسمت/ربي يسعدك ياسمينتي،على بالها رايحه زواج..يلااا ماورايا شيئ.
حطت روج وردي فاتح وأتخلت عن الكحل والعطر لإنها أتذكرت إن الدكتور فهد أكيد هيمرها بعد اللي صار،أختفت إبتسامتها بهدوء زي ما ظهرت ورجعت تشوف باقي الاغراض اللي طلبتها من ياسمين، عبايتها والنقاب والقفاز والشراب حطتهم عالطاولة..تنورتين وبلوزتين بأكمام طويلة.. غيارات داخلية..جلال صلاة  وشنطة مستحضرات العناية الشخصية ..وأخيراً روايتين لأجاثا كريستي،وثلاث روايات من سلسلة ماوراء الطبيعة  ودفتر خواطرها المغلف بالجلد الأسود وقفله الذهبي الصغير حطته عالطاولة مع الروايات وقفلت شنطتها وحطتها في حضنها وراحت لجهة الباب اللي كان جنبه دولاب ملابس زي مافهمت من صوفي، كان دولاب مخفي في الجدار بلون الخشب رتبت أغراضها فيه وراحت لمت شعرها ولبست الشال وصلت الجمعة اللي دخل وقتها وبعد ماخلصت تستغفر وتسبح،نزلت الشال من شعرها وطالعت فيه بإبتسامة وطبقته وحطته على مخدتها،حررت شعرها من ربطته وخللت أصابعها فيه وعدلته وراحت للشباك ،اتأملت الناس والسيارات كيف كل واحد رايح لوجهته وهوجاهل باللي حاس فيه غيره..كلهم محملين بالهموم والمشاكل أكيد مافي إنسان مرتاح وخالي،ومافي إنسان ماقد مرت عليه مرحلة صعبة في حياته وأضطر يتعايش معاها .." لازم أكون أقوى من أي وقت قبل..لازم أقرر إذا كنت هستسلم وأعيش بقية عمري حبيسة ذي العجلات ولا أهزمها وأهزم أي شيئ ممكن يخليني أتراجع عن قراري في ترك خالد.. ياسمين ،قصي سامحوني..وعدتكم إني هضحي علشانكم بكل شيئ..بس خلاص ماعاد فيني أتحمل أكثر من كذا،رح أواجه الكل بقلب قوي وعزيمة أقوى..حياتي كلها رح تعتمد على قراري ذا..وخالد مارح يكون له أي وجود فيها،ووجودي في الكرسي مارح يغير قراري ،هيكون دافعي علشان أصير أقوى ،من اللحظه ذي ممنوع  الدموع والحزن والضعف " أخذت نفس عميق محمل بريحة البحر اللي تعشقها،أخذت دفترها من الطاولة وفتحته بمفتاح صغير معلق في سلسلة معاه..مسكت قلمها للحظات وإبتسمت لنفسها بتشجيع  وكتبت(مازالت هناك ضحكات لم أضحكها،وسعادات في جيب الأيام لم أعشها.. مازال هناك في العمر خبايا جميلة تنتظرني..فصبراً جميلاً وبالله المستعان)
أتوسعت إبتسامتها وتحولت لضحكة لما طير الهواء خصلات شعرها الطويل وأتبعثر حولها وصار يتحرك في كل جهه وهي تحاول تلمه وفي الأخير أستسلمت وتركته للهواء يحركه بحرية هي في أمس الحاجة لها..وبعد دقائق دخلت صوفي/يالجمالك تبدين فاتنة.
طالعت فيها بنص عين/يالك من كاذبة سيئة صوفي..أنظري لوجهي الشاحب وأثار الكدمات والخدوش التي تغطيه..فعن أي فتنة تتحدثين.
مسكت خصلات شعرها وإبتسمت/شعرك لوحده حكاية جمال..أما وجهك فيحتاج القليل من المكياج وتصبحي قاتلة.. سأضع لكي بعض المستحضرات.
مسكت يد صوفي تمنعها وبضحكة/توقفي لاأستطيع وضع المكياج لإن الأطباء سيقومون بزيارتي لاحقاً.
صوفي/القليل لن يلاحظه أحد.
جوري بإبتسامة/إذا لا فائدة منه في كل الأحوال.
كشرت صوفي بزعل وأتغيرت ملامحها بسرعة/تذكرت..ألم يأتي الدكتور فهد ؟
جوري/كلا لم يأتي أحد.
صوفي/لقد كان في الخارج منذ قليل وسألني إن كنتي مستيقظه..وأخبرته بما حصل وكان قادم لرؤيتك.
هزت جوري رأسها بلا وأتنهدت بسخرية/ربما وجد إنه من الأفضل تشكيل لجنة طبية لإعادة الفحص،يبدو إنهم سيعانون من وجودي هنا.
صوفي بزعل/لاتتحدثي هكذا فأنتي ألطف مريضة صادفتها حتى الأن.
جوري بمزح/وأجمل مريضة..هل نسيتي.
صوفي بضحكة/والأجمل أيضاً لم أنسى ذلك وتابعت بجدية/أنتي دائمة الإبتسام ..لا تتذمري ولا تصرخي ولا تتصرفين كباقي سيدات الطبقة المخملية اللاتي يحضرن .
ضحكت جوري/ومن قال لكي أني منهم..أنا إنسانة عادية من طبقة متوسطة ولا أمت بصلة للطبقة التي تتحدثين عنها، وإلا لكنت مثلما قلتي.
صوفي/حقاً..لقد توقعتك مثلهن،فكل مرضانا من هذة الطبقة.
جوري بإستغراب/لماذا،نحن في أي مستشفى .
صوفي/ مستشفى*****
شهقت جوري بصدمة  "أيش جابني هنا، أكيد خالد أتجنن بعد الحادث،معقول بيكفر عن اللي سواه ومالقي غير ذي الطريقة.. لااااا مو معقول..أسبوعين في العناية المركزة في ذي المستشفى غير الفحوصات والغرفة ذي أكيد كلفوه  ثروة المجنون،من وين جاب الفلوس الغبي..أخذقرض؟أتسلف؟ باع السوبر ماركت؟" مسكت رأسها اللي عورها فجأة من الصدمة.
صوفي/ما الأمر.
دارت جوري بعيونها في الغرفة وبهمس/أنا كيف ماركزت إنها بذي الفخامة من قبل.. ولا أنتبهت لأهتمام الدكاترة المبالغ فيه وصوفي اللي معايا زي ظلي.. أنا لازم أخرج من هنا بأسرع وقت.
وبعد ساعة دق الباب ودخل عبدالرحمن والأولاد،وبمرح/السلام علي.......
قطعوا كلامهم لما شافوا جالسه قدامهم بإبتسامتها الحلوه وأنتبوا الكرسي.
قربوا منها بقلق،طالعت فيهم وسبلت بعيونها  بدلع وبمزح/صوفي قالت إني فاتنة وما صدقتها،بس بعد تناحتكم ذي آمنت بالله.
ياسمين/ماما ليه جالسه هنا؟
جوري بضحكة/حبيت أستقبلكم اليوم بحفاوة..بدل نومتي عالسرير وصوفي ماقصرت جابت عكاز وكرسي،وزي منتو شايفين.
دارت بالكرسي حوالين نفسها وحولهم بإبتسامة شريرة/عبادي..في الليل لما تخلص الزيارات أبغاك تخرجني برا.
عبدالرحمن بإبتسامة/أمشيكي؟
هزت رأسها بلا/أباتجري فيا من أول الممر لأخره بأسرع شيئ.
قصي/وأنا بجري معاكم.
ياسمين بزعل/ماما من جدك بتطيري بالكرسي برا.
عبدالرحمن/خير عندك اعتراض..أخوان بيتسلوا ليه قاطه معانا..
قصي بدحلسه/أنا ماأعترضت يا خال..أنا معاكم.
ضربوا كفوفهم سوا بضحك على ياسمين المبوزه.
جوري/ترى اتأخرتوا ودخت من الجوع،مارح تأكلوني؟
فكت ياسمين وقصي الأكياس ورصوا الصحون عالطاولة واتجمعوا وبدأوا يأكلوا بنفس مفتوحه.
جوري/هوا الأكل مررره حلو ولا أنا بعد أنقطاعي عن الملاعب صار يتهيألي.
ياسمين/لا هوا حلو..بس خففي الفلفل يمكن مو كويس.
هزت رأسها برفض/الأكل بدون فلفل ماله طعم.
كملوا الغداء بين السوالف والضحك.. وبعد العصر أرسلت رساله لعبدالرحمن يصرف الأولاد ،طالع فيها بإستغراب وأعطاهم فلوس يروحوا الكافي تبع المستشفى ويلفوا شويه.
وبجدية/أيش فيه؟حصل شيئ في غيابي.
زفرت بهدوء وحاولت توصل له اللي صار. بدون ماينفعل،وبعد ماخلصت طالعت في وجهه المكتوم وهو عاض شفايفه بقهر ورجله تهتز بتوتر،قربت منه ومسكت يده/حبيبي أنا متأكده أني بإذن الله سليمة.. أنت عارفني خوافه..نسيت أيش صار لي قبل الزواج وكيف تعبت وطلع كل السبب نفسي.
  عبدالرحمن وهو شاد على أسنانه/أيوه.. جينا لمربط الفرس..أيش اللي سواه ذي المرة وخلا نفسيتك كذا..أعترفي يلاا.
جوري بهدوء/ أنها ليه مصر تحشره في النص،قلت لك من قبل هوا ماله دخل باللي صار زمان ولا باللي صار الحين.. أنا نصيبي كذا،ربي كاتب لي كذا هتعترض!
ضرب عالطاولة بقوة وبحده/جوري أقسم بالله إن ماتكلمتي مارح يصير طيب..على بالك مصدق كلامك..أصلاً هوا من يوم ماجيت مرتبك ويحاول يتجنبني ووضعه مو عاجبني،وأنتي خايفة تقولي..سوا شيئ ماينسكت عنه وخايفة أبتلي فيه صح.. قل بأصله معاكي ذي المره لأي حد!!
لفت بالكرسي،وأعطته ظهرها وراحت الشباك وببرود/تصدق أو لا ذي مشكلتك وحاول تحلها بنفسك..المهم أنا بطلع في أسرع وقت..متى بتأخذني لبيتك.
عبدالرحمن بعصبية/مارح أخذك وأنتي كذا، شقتي في الدور الرابع ،بدور بيت في دور أرضي علشان تقدري تتحركي براحتك.
جوري/طيب،أنا برتاح ذحين خذ الأولاد وروحوا.. ياريت لما توصلهم تقول لأمي واللي هناك إن الدكتور مانع الزياره ذي اليومين.. مابغى أشوف أحد وبالذات خالد.
أخذ نفس عميق وجلس عالأرض قدامها ومسك أيديها وبحنان/أنتي ليه ماتفتحي قلبك وتقولي اللي مزعلك..كبتك ذا هوا اللي بيمرضك ياقلبي..قولي وأنا أوعدك ماأسوي له شيئ،بس ريحيني يابنت أمي وأبوي.
ضغطت على يده برجاء/إذا تبغى راحتي لاتخليني أشوفه أو أسمع صوته،وطلعني من هنا،عبادي..والله موقادرة أتنفس ريحة المستشفى والمرض والأدوية خنقتني.
ضمها لصدره بحنان وهي أتعلقت فيه تدور الأمان اللي فاقدته..بعدها عنه بشويش وطالع في وجهها المبتسم،وبمزح/دوبك كنتي منهاره.. مسرع هديتي يانصابه.
حطت يدها على خده بحب/أخذت جرعة حنان من أحلى أخ في الدنيا وتبغاني ماأهدى..ماتدري إنك دوايا؟
باس كفها وبجدية/بمر الدكتور فهد علشان الفحص.
هزت رأسها برفض/معايا صوفي لاتقلق ،أنت وصل العيال وكلمهم قبل مايجوا الزيارة المغرب،مارح أقدر أرد أمي والبنات من الباب.
هز رأسه وبإبتسامة/في مفاجأة في الثلاجة لاتنسي تشوفيها.
ودعها وراح أخذ الأولاد يوصلهم،وفعلاً جاء وقت الزيارة وماجات أم خالد والبنات وأكتفت برسالة تطمنهم عليها..
وأتصلت لمازن وأحلام وقفلت معاهم
بعد صلاة العشاء دخلت صوفي تستئذن لدخول دكتور فهد واللي معاه،طلبت منها جوري تساعدها في لبس عبايتها ونقابها ورفضت تنام عالسرير وأستقبلتهم على كرسيها.
دخلوا وسلموا وردت السلام بهدوء.
دكتور فهد بإرتباك/ألف سلامة عليكي.. كيف حاسه نفسك.
جوري بهدوء/الله يسلمك..تمام الحمدلله.
دكتور فهد/لسا بتشكي من الغثيان والصداع والتشويش..والحادث أتذكرتيه ولا لسا ؟
جوري/الحمدلله ماعدت أحس بيها،والزغلله والصداع راحوا لما لبست نظارتي،بس جرح رأسي يألمني وفيه حكه،والحادث أفتكرته.
دكتور فهد/الحمدلله ،والحكه دليل إن الجرح بيلم وبدأ يطيب..أما بالنسبة لرجلك فأنا أحب أطمنك إن كل فحوصك كانت سليمة حتى اللي انأخذت لك وأنتي في الغيبوبة كانت كلها إيجابية..
أشر على الدكتور اللي زارها قبل وتقدم منها وبهدوء/دكتور محمد.. طبيب نفسي أتمنى مايكون عندك مشكلة في تخصصي.
هزت رأسها بلا،وتابع/مشكلتك واضح إنها نفسية،لكن للإطمئنان بنعيد فحوصاتك.
هزت رأسها برفض وبهدوء/اللي فيا نفسي موعضوي زي ما أنت قلت.. فماله داعي تتعبوا نفسكم وتعيدوا الفحص..
دكتور محمد بإستغراب/وليه متأكدة إنه نفسي.
جوري/دكتور فهد قال فحوصاتي سليمة وأنعملت مرتين..فالطبيعي إن علتي نفسية.
جلس قدامها بجدية/طيب أنتي أتعرضتي لصدمة نفسية من ذا النوع من قبل وأثرت في وظايفك الطبيعية.
أترددت للحظات قبل ماتهز رأسها بموافقة.
تابع/طيب ممكن أعرف اللي حصل ومتى بالضبط.
دارت بعيونها من تحت غطاها وشافتهم كيف يطالعوها بإهتمام وترقب"ذول ليه جالسين كإنهم يحضروا فيلم".نزلت رأسها وفلتت منها تنهيدة مسموعة..فهم عليها دكتور محمد وأشر لفهد وناصف يطلعوا،طالع فيه فهد بتردد قبل مايسحبه ناصف ويطلعوا.
دكتور محمد/تقدري تأخذي راحتك مافي أحد..أسمعك.
رفعت رأسها وشافت الغرفة كيف فضيت إلا منها وصوفي ودكتور محمد،وبهدوء/في عمر 11سنة صار لي موقف مرعب ومن بعدها صرت إذا وصلت لدرجة كبيرة من الرعب أو الزعل بتجيني..نوبات هلع بس كانت محدوده وأتعلمت أسيطر عليها.
وقفت كلام وضغطت على جبينها بإرتباك والدكتور محترم سكوتها وماحب يضغط عليها،أخذت نفس وتابعت/بعدها بسنتين أتعرضت لموقف ثاني،لكن ذي المرة كان أكبر من إني أتحمله وأسيطر عليه في الوقت المناسب ..ودخلت بعدها في غيبوبة لمدة ثلاث أيام،دكتورتي اللي كانت مشرفه على حالتي قالت إنها كانت طريقتي في الهروب من مواجهة اللي صار معايا.. وبعد ماصحيت أكتشفت إني صرت خرساء..شهرين كاملة كنت خرساء طول النهار و ما تطلع مني الآه واتفاجأت لما عبادي قال إني بتكلم وأنا نايمة يعني كأني بمثل عليهم.
سكتت وزفرت بضيق لإنها لأول مرة بتتكلم في شيئ يخصها،وخاصةً ذا الموضوع.
طول ماكانت تتكلم كان الدكتور محمد يكتب ملاحظاته بهدوء وإهتمام شديد. وبهدوء/موحابه تحكي لي المواقف اللي صارت لك.
فكرت شوية وبنبرة عادية/ الموقف الأول واللي سبب لي نوبات الهلع،حصل لي في المقابر.
سكتت وطالعت في الدكتور تشوف ردة فعله،بس وجه كان طبيعي وخالي من أي تعبير،أشر لها بيده تتابع كلامها/كنت ألعب في الحارة مع عبادي ،المقبرة ماكانت مسورة وبعدت عنه ودخلتها بالغلط، ولما أنتبهت للمكان وجيت بخرج منها طلع لي واحد من بين المقابر ،أنا وقتها ماحسيت بنفسي..بس لماصحيت كنت في بيتنا وعبادي قال إني في البداية صرخت ولما وصلوا كنت موقادرة أتنفس وأغمى عليا،وعرفت إن اللي طلع لي كان واحد مجنون في حارتنا وأنا بالعادة أكلمه وماأخاف منه،بس عاد ذاك اليوم كان نصيبي كذا..والموقف الثاني أحب أحتفظ فيه لنفسي إذا ماعندك مانع.
طالع فيها بإبتسامة/ماعندي مانع،بس حال اسألك كم سؤال إذا أنتي ماعندك مانع.
إبتسمت من تحت نقابها وهزت أسها بموافقة ،كان يسألها ويتكلم معاها ببساطة وماحست معاه بأي توتر ،بعد ساعة ونص أستئذن منها بعد ماوعدها بزيارة ثانية.
وعالساعة 10 في الليل سمعت صوت خالد عند الباب وهو يحاول يقنع صوفي اللي رافضه تدخله علشان يشوفها لإن جوري أعطتها خبر مسبق بمنع خالد من زيارتها ،وبعد ربع ساعة من المحاولة الفاشلة وتهديد صوفي بطلب الأمن أستسلم وراح..أتنهدت بضيق كانت حابه تكلم أبوها في ذا الوقت ،.أتذكرت محاولاته اليائسة لأقناعها بالطلاق بعد زواج خالد، أكيد هيفرح لما يدري بقرارها، كانت حابه يكون جنبها يساندها ويدعم قرارها ويطمنها،يقول لها إنها ماغلطت بقرارها ذا،حابه تشوف إبتسامة الرضى على وجهه اللي أشتاقت ليه، وبدون ماتحس مسكت جوالها وأتصلت على أبوسند وأول ماسمعت صوته حست بدموعها بتهدد بالنزول وبهمس/السلام عليكم..
أبو سند/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هلا ببنيتي.
إبتسمت من كلمة بنيتي/هلا بك يبه.. سامحني إذا أزعجتك الوقت متأخر صح؟
أبوسند/لا يا قلب أبوك وين متأخر بعد مارجعت من الشركة.
جوري بقلق/يبه الله يسلمك ليه تتعب نفسك..خلي شغلك دوام واحد.. أنت تعبان والشغل الكثير مو كويس علشانك.الفلوس  مارح تنفعك إذا طحت بسبب شغلك الكثير.
أبو سند بضحكة/يابنيتي ورانا ناس نصرف عليها،لازم نشوف أكل عيشنا.
جوري بعتاب/عندك رجال الله يحفظهم لك يقدروا يدبروا أمورهم ،مارح يعجزوا إن شاء الله..أنت بس أدعيلهم بسعة الرزق والله كريم.
أبو سند بجدية/خلك مني الحين..صاير لك شيئ،مو بعوايدك تتصلي هالحزه.
أتنهدت وبهمس صادق/أشتقت لأبويا ومالقيت نفسي غير متصله عليك.
أبوسند/يعني ماأشتقتي لي.
ردت بغصة/لا تقول كذا،يشهد الله إن محبتك في قلبي من محبته وماتفرق عنه، أصلاً لو ماأشتقت لك ماكنت دقيت عليك ذا الوقت دون خلق الله.. صح؟
أبو سند/ترى قاعد أمزح معك..أدري إنك  تحبيني والود ودك تشوفيني الحين.
نزلت دموعها بغزارة وبعدت الجوال عنها للحظات قبل ماتهمس بصوت باكي/أيوه أحبك،مو أنتا أبويا لازم أحبك وأشتاق لك.
أبوسند بخوف/وش صاير يا بوك ،علامك تبكين.
مسحت دموعها وبهدوء/من قال إني أبكي.. أنا قلت لك مزكمة وتعبانه ل-------
قاطعها بجدية/أمنتك الله تقولين وش صاير لك..عيالك فيهم شيئ..أهلك بخير..رجلك سوا لك شيئ! أنطقي يابنت.
غمضت عيونها بقهر وهي تبكي "ماكان لازم أتصل، ذحين أيش أقوله"،حاولت تعدل صوتها وبهدوء/تعبانه بس ولما سمعت صوتك مدري أيش حصل،يمكن لإنك وحشتني يبه.. لاتخاف مافيني شيئ ياتاج رأسي.
أبوسند/يعني ماتبين تشكين لأبوكي وتقولي وش وجعك. 
ردت بإبتسامة/تدري يبه أحب أسمعك لما تقول لي  بنيتي وأبوك..أحسها طالعه من قلبك وأحس إني بنتك عن جد مو بس كلام.
أبو سند/وأنا أحب أقولها لك لإني ماأشوفك غير بنتي حتى لو كل الناس قالت غير هالشيئ..أنتي بنتي تفهمين.
ضحكت بخفه/بنتك غصباً عن كل العالم..يبه تدري إن عبدالرحمن عندي جاني من أكثر من أسبوع،إن شاء الله بخليه بكره يكلمك لإنه متحمس يتعرف عليك من كثر ماأهذي فيك.
أبوسند بضحكة/والله أنا اللي بشوف هالعبادي اللي لعوزتينا فيه .
جوري بإبتسامة/إن شاء الله بيجي يوم ومافي شيئ بيمنعني عنكم.   
أبوسند بشك/هو رجلك مانعك تكلمينا،هو اللي مايبيكي تزورينا؟
جوري بهدوء/لا يبه رج..أبوقصي مامنعني عنكم،أنا اللي ما ودي تدخلون في تفاصيل حياتي..علشان لايصير لكم زي اللي يصير بأهلي.
أبوسند/ وش فيهم أهلك؟ 
جوري بتنهيدة حسرة/على طول خايفين وقلقانين عليا..شايلين هم غربتي وزوجتة الثانية.. لا أرتاحوا يوم كنت عندهم ولا أرتاحوا يوم بعدت عنهم..ماجاهم مني غير الهم و..المرض،علشان كذا خلكم بعيدين عني أحسن لكم.. يلا يبه أكيد جبت لك الإكتئاب بكلامي الماسخ تالي الليل،أشوفك  على خير وأستودعك الله..السلام عليكم.
أبوسند/وعليكم السلام والرحمة.
قفلت منه وهي حاسه بنوع من الراحة، ما عرفت كيف حبته وأتعلقت فيه بذا الشكل وبذي السرعة حتى أهله حبتهم من حبها ليه هي تدري إنه مو محرم لها ولا يجوز إنها تكلمه..لكن كبر سنه و معاملته الحنونه لها خلاها تفكر بمبدأ (إنما الأعمال بالنيات) وربنا عالم بنيتها من جهته وإن شاء الله مايكون عليها ذنب،  راحت للشباك اللي ماقفلت ستارته طول اليوم وأسترخت على كرسيها وهي تقرأ سورة الملك وأذكارها المعتادة  وماحست بنفسها لماغرقت في النوم.
السبت 4:30 عصراً
كانت جالسة على كرسيها اللي صارت ماتفارقه غير وقت النوم،حست إنه بيوفر لها مجال أكبر للحركة وتقدر تعتمد بواسطته على نفسها بصورة أكبر خاصةً إن فيه جيب تقدر تحط فيه جوالها ودفترها ويكونوا معاها على طول .. لما صحت الفجر لقت نفسها في سريرها وعبدالرحمن نايم عالكنبة جنبها ،قضوا اليوم سوا والعصر راح لكم شغله،كانت لابسه عبايتها وطرحتها ونقابها وحتى قفازها في حضنها علشان إذا مرها أحد من الدكاتره تلبسها بسرعة وما تلطعه عالباب، وفي يدها رواية أسطورة النافاراي لأحمد توفيق وكانت أحداثها بتدور عن الإنتقال عبر الزمن والتخاطر الروحي وخرابيط ماهي مصدقتها لكن كانت معجبة بأسلوب الكاتب وشخصية البطل لذي السلسلة اللي مايمت بأي صلة لأبطال الروايات والمسلسلات المعتادين واللي بيكونوا قمة في الوسامة والجسم المتناسق وأسلوبهم الفريد في إيقاع البنات في شباكهم..فالدكتور رفعت إسماعيل بجسمه النحيل ورأسه الأصلع وخجله وإرتباكة في حضور الجنس الناعم وبساطته وذكائه الشديد.. بعيد كل البعد عن مواصفات البطل الخارق وفارس الأحلام..ورغم ذلك حبت شخصية من صغرها وحبت والمواقف اللي كان بيحط نفسه فيها،كانت مندمجة في القراءة لدرجة إنها ماحست بدخول خالد الثاير ولا رجعت للواقع إلا على صوته الغاضب/ممكن أعرف ليه مانعيني من الدخول؟
طالعت فيه بصدمة في البداية لإنها اتفاجأت بيه وبعدها أتحولت صدمتها للبرود،حطت روايته في جيب الكرسي ورفعت عيونها الخالية من أي تعبير ليه وبجمود/أعتقد سمعت إن الزيارة ممنوعة عني ولا أنا غلطانه؟
خالد/وياترى مين اللي مانعها؟
   جوري ببرود/أنا منعتها..عندك إعتراض؟
خالد بإستغراب/أنتي ليه بتكلميني،كذا،وليه ماتبغي تشوفيني؟
طالعت فيه بإستغراب أكبر/وأشوفك ليه أساساً؟
خالد بعصبية/أنتي هتستهبلي ،يعني أيه ليه تشوفيني..زوجك وبشوفك.
لفت بالكرسي وأعطته ظهرها وببرود/نصيحة مني أطلع من هنا قبل مايجي عبدالرحمن،ذا إذا كنت حاب تطلع من هنا على رجولك.
اتقدم منها ولف كرسيها بيده السليمة بغضب / لاتعطيني ظهرك وأنا أكلمك ولاتهدديني بعبدالرحمن حقك ذا،تراكي معطيته أكبر من حجمه.
جوري ببرود/أنت بالذات ما يطلع لك تتكلم عن حجم أحد وبالذات عبدالرحمن،عارف ليه؟لإنك ماتسوى عندي ظفر أصبعه الصغير وماله داعي أحدد أي أصبع بالضبط..
مسكها من كتفها وهزها وبصراخ/أنتي أتجننتي أكيد..الضربة اللي في رأسك أثرت عليكي..
نفضت يده بعنف عنها ومسحت كتفها بقرف وهدوء/إذا مستغني عن يدك حاول تلمسني مرة ثانية..ولأخر مرة أقلك أطلع برا، لهنا وأنتهينا مابيني وبينك كلام..الكلام بيكون مع أخواني.
مسك كرسيها وبحدة/أتكلمي عدل وفهميني أيش بأهلك ،ليه بتتصرفي معايا كذا،لاتهدديني بأخوانك اللي مدري وينهم.
إبتسمت بسخرية/ ماتدري وينهم .. طيب كيف المفروض أتصرف في حالتي ذي..لايكون تبغاني أخذك بالأحضان ولا أقلك زي كل مرة تعال ننسى اللي فات ونبدأ من جديد!!
خالد بعصبية/لاحول ولاقوة إلا بالله.. ننسى أيه وجديد أيه..حبيبتي أنتي شكلك تعبانه ومو بوعيك.
غمضت عيونها وأخذت نفس،وبهدوء /مصر تلعب دور الأهبل والمصدوم بتصرفات زوجته المجنونة اللي مالها مبرر في نظره .. أنا كنت بختصر الموضوع ،لكن مادام تبغى نقلب في المواجع..ماشي أنا جاهزة.   
سكتت شوية وتابعت/ أنا مو بوعيي! والضربة أثرت عليا! حلو ذا عذري للي بسويه ذحين .. لكن أنت أيش عذرك للي سويته قبل..قول وأقنعني.
خالد بإرتباك/ أيش قصدك باللي سويته قبل مافهمت .
جوري بسخرية/وأنت صادق ،من كثر فعايلك صار صعب تحدد أي فعل أقصد..
وبجدية/صار لك من أمس وأنت مصر تشوفني،خير أيش تبغى بشوفتي.
خالد بتوتر/ زوجتي وتعبانه وبطمن عليكي فيها شيئ؟
طالعت فيه وركزت عينه عليه وبهدوء/أمس أكتشفت إني زوجتك!ولما كنت مرمية في السيارة  قدامك بين الحياة والموت ماكنت زوجتك!
ولما فقت وخرجت من السيارة بدون ماتلتفت لي ماكنت زوجتك! لما طلعت ندى وساعدتها وتركتني أواجهه مصيري لوحدي ماكنت زوجتك!
غمضت عيونها وأخذت نفس واللي صار بيمر قدام عينها كإنها بتابع فيلم وتابعت بقهر/ولما تركتني مع رجال غريب ماكنت زوجتك!ولما طلب منك وترجاك تساعدني وأنت رفضت بكل برود ماكنت زوجتك! سكتت وصارت تتنفس وتحاول تسيطر على نفسها .
خالد بإرتباك/أنتي لازم تفهمي أنا شفتك كيف كنتي... ماكنت أقدر أساعدك.. يدي كانت مكسورة ومستحيل أقدر أطلع..أنا كنت مستني الدفاع المدني..أنا..ماسبتك..
راقبت أرتباكه وتأتأته في الكلام،عيونه اللي موقادر يحطها في عينها، غمضت عيونها "مايستاهل حتى أني أنقهر وأعصب منه"
طالعت فيه ببرود/عذر أقبح من ذنب،مهما قلت وعدت مالك عذر ،مهما أخترعت حجج وألفت كذبات مالك عذر.. بتتعذر بحشرتي في السيارة ويدك المكسورة وقلة حيلتك في عدم مساعدتي،طيب ذول كلهم مايمنعوك تطل عليا،تسألني أنتي بخير ياإنسانة،أنتي عايشة ياآدمية، تركتني زي ماأكون كلبة صدمتها في الشارع وماهمتك ،وتكرم الكلبة عني عالأقل لما تصدمها بتطالع في مرايتك تشوف أيش صدمت..هتتعجب على حالها وتترحم كمان..يامسلم ساعدني من باب الرحمة والإنسانية بلاش القرابه ولا النسب..عادي تتركني ببساطة للغرب يساعدوني..الغرب اللي طلعوا أحن عليا منك الغرب اللي خافوا عليا ورحموا حالتي أكثر منك الغرب اللي قلعوا اللي عليهم وستروني منهم علشان يساعدوني..
مشت لسريرها ومدت الشال قدامه بإمتنان/الغريب طلع أرجل منك سترني عنه وأحنا في خلا مايدري عنا غير رب العباد ،واللي محسوب عليا زوج ماطالع فيا..الغريب ساعدني وماتخلى عني واللي جاي مسمي نفسه زوجي قله هيا قوية وموبحاجتي.. الغريب مسك يدي وقلي مارح أتحرك غير وأنتي معايا واللي المفروض إنه أبو أولادي قله روح أنت ساعدها..
ضحكت بمرارة وتابعت/الغريب سترني في صحوتي وسترني في غيبوبتي..الغريب وصى الممرضة ماتنزل شاله من رأسي مهما صار علشان يسترني من عيون الرجال وأنا مو بوعيي ومالي حيلة أستر نفسي.. شفت الفرق بينك وبينه.. فرق السماء عن الأرض، وذحين جاي تقولي زوجي ؟ أي زوج ذا اللي يترك زوجته بين الحياة والموت بدون مايطل فيها..أي زوج اللي يخلي عرضه للرجال وهو جالس يتفرج عليها..أي زوج ذا اللي مافيه غيرة ولانخوة ولامرؤه على أهله..
سكتت تأخذ نفس بعد ماتكلمت دفعة وحده وطلعت اللي في نفسها، خالد بتوتر/أنا مقدر حالتك النفسية ومقدر إنك زعلانه مني ومارح أزعل...بس صدقيني أنا مو زي منتي مفكره..لما نرجع بيتناالأيام رح تثبت لك  كلامي.
عقدت حواجبها بإستغراب"لايمكن يكون إنسان طبيعي" وببرود/أحلف بس..عن جد..لا الصراحة ماقصرت رجال تعرف الأصول و القبيلة مافيها كلاااام.
خالد بعصبية/جوري بلاش غلط..لاتشوفيني ساكت وتحسبيني ماأقدر أسكتك..بس عندنا بيت نتحاسب فيه.
طالعت فيه بإبتسامة/بيت مين يابوبيت.. لايكون عقلك المريض صور لك إني بيجمعني فيك سقف واحد بعد كذا، وإنك أساساً لك كلمة عليا من ذي اللحظه.. أ..ن..س..ى..أنسى.
قرب منها بعصبية/أيش قصدك بكلامك ذا.
أنتبهت لصوفي اللي دخلت وقربت منها بقلق/أسفة حقاً لم أراه عندما تسلل،هل أطلب الأمن.
خالد بصراخ/أنقلعي برا،موناقص غير تطلبي الأمن أنا زوجها.
طنشته جوري وبإبتسامة/لاداعي صوفي، السيد سيرحل الأن لإنه دخل الغرف الخطأ.
 ربطت شعرها ولفت الشال على رأسها وقبل ماتنزل يدها حست بشعرها يتقطع من قوة الشد،طالعت في شعرها اللي أتنثر على كتوفها،رفعت عينها وشافت الشال في يد خالد المعصب بعد ما سحبه من رأسها وبسخرية غاضبه/وأنا اللي كنت مستغرب وبسأل نفسي مين  دفع تكاليف علاجك ،أتاريه حبيب القلب وأنت محتفظه بشاله،وأكيد صار بينكم تلفونات إذا ماكانت زيار-----
سكته الكف اللي نزل على خده زي الصاعقة قبل ماتنهار عالكرسي وتسحب الشال منه بغضب/أنا أشرف منك ياشبيه الرجال..واللي قاعد تتكلم عنه ..أنت ماتسوي مواطيه ..فاهم ..والله ماتعرفني زوجة ليك لو فيها موتي ومن اللحظه ذي لاتحلم إني أرجع لك أو حتى  تلمحني...أطلع برا ولاتخليني أشوفك بعد اليوم.
ألتفتت لصوفي/أطلبي الأمن حالاً وأخرجيه من هنا..
لفت الشال على رأسها وغطت فيه وجهها ودفت كرسيها لبرا الغرفة وتركت خالد وراها  مصدوم.
خرجت للممر بعشوائية وهي تحاول تبعد عن الممرضات اللي أتلموا على صراخ خالد..حركت كرسيها بدون هدف محدد، ووقفت بتردد  قدام الأصنصير اللي أنفتح وماعندها خيار غيره.. وقبل ماينقفل دخلته وضغطت على زر الطابق الأرضي..كانت متمسكة في كرسيها بقوة وعيونها ترمش وتدور في الفراغ بدون ماتفكر في شيئ.. انفتح الباب معلن وصوله لوجهته خرجت واتفاجأت بعدد البشر المتواجدين قدامها ، دفت كرسيها بصدمة وهي تحاول تتجنب تصدم الناس اللي بيمروا حولها وهي مو عارفه وين المخرج..دارت في المكان للحظات قبل ماتلمح البوابة الزجاجية الضخمة أتوجهت لها وطلعت للحديقة المنتشر فيها كم شخص ينعدوا على أصابع اليد الوحدة ، دفت كرسيها عالأرضية المرصوفه بالحجارة وأختارت أبعد نقطة في الحديقة وفجأة لقيت نفسها في الجزء الخلفي من المستشفى ،أتقدمت أكثر في الحديقة الخلفية كانت قمة في الهدوء وخالية من الناس وذا الشيئ اللي تحتاجه وبشدة.. فكت الشال عن وجهها الأحمر وصارت تتنفس بعمق وتزفر بقوة،حاسه بنار في صدرها وجسمها يرتجف من الغضب وهي تحاول تستوعب اللي صار"ماكفاه اللي سواه فيا..جاي يطعني في شرفي النذل،الحقير،ليه كل ماقلت ذي أخر طعونك ترجع تطعني بشيئ أكبر ليه"شدت بيدها على كرسيها وصرخت بقهر/آآآآآآآآآه..
سندت رأسها عالكرسي وغمضت عيونها وصارت تضرب على صدرها بألم ودموعها تنزل بغزارة "وأنت يا صاحب الشال كم جميل لسا رح تحملني ياه وتقيدني بيه..وفي الأخير ماجاك مني غير التشكيك في نبلك ورجولتك " بكت بحرقة وهي تتذكر اللي سواه علشانها وأتمنت فعلاً لو كانت تعرف أسمه عالأقل ..فتحت عيونها بعد فترة على رنة جوال، كان قريب منها أتذكرت جوالها اللي في جيب الكرسي، شافت المتصل صوفي، مسحت دموعها وأخذت نفس قبل ما تعدل صوتها وترد بهدوء/السلام عليكم..مرحباً صوفي.
صوفي بقلق/أين أنتي عزيزتي..لقد بحثت عنك في كل مكان.
جوري/أنا في الحديقة الخلفية للمستشفى.
صوفي/هل أنتي بخير..سأتي لأصطحابك حالاً.
جوري بشرود/أنا بخير عزيزتي لاتقلقي، عندما أشعر بالتحسن سأصعد بمفردي..إلى اللقاء.
أنحنت على رجلها وسحبت منها الفلات ونزلتها عالعشب وغمضت عيونها وهي تتخيل ملمس العشب الرطب والمتشبع بقطرات المويا بسبب رشاشات الري المنتشرة في الحديقة بأكملها وأتمنت في ذي اللحظة لو السماء تمطر ويمتلئ الجو بريحة الأرض بعد المطر..كانت تعشق ذي الريحة والأجواء اللي تتبع نزول المطر،وبعد دقائق لبست فلاتها وصارت تدور في المكان الخالي براحة،كان المكان مريح ويوحي بالسلام والهدوء بأشجار النخيل والورود الموزعة بطريقة فنية وأصوات العصافير منتشرة حولها،رن جوالها وقطع عليها خلوتها الهاديه كان أبوسند المتصل،إبتسمت بحب/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..حيا الله ذا الصوت وراعيه.
أبوسند/وعليكم السلام والرحمة..الله يحييك ويبقيك... شلونك يابنيتي.
طالعت في السماء وبهدوء/الحمدلله..من الله منيحه... أشتقت لك يبه.
أبو سند/تشتاق لك العافية..إذا صدق مشتاقة خليني اشوفك.
أتنهدت بتعب/ والله صدق مشتاقه لك يبه وماأتمنى في اللحظة ذي غير أني أشوفك قدامي، بس ظروفي ماتسمح الفترة ذي وإن شاء الله بس تتحسن ظروفي رح تلاقيني عندك ياتاج رأسي،مالي غنى عنك يبه.
أبوسند/يعني ماودك تقولين وش مكدر خاطرك يابوك.
جوري بهدوء/محد خالي يبه..أنت لاتشغل بالك،الله كريم وكل شيئ بيتصلح قريب.
أبوسند بصوت عالي/ والنعم بالله..لكن ماظنتي يابوك بيتصلح قريب دامك تخبي علتك عني.
سكتت بصدمة ولفت كرسيها بتردد قبل مايطيح الجوال من يدها وبرجفة/ يييبه.

أنتهى البارت

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 رواية خريف الحب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن