الورقه الثالثة والخمسون

655 13 0
                                    

عن أبي هريرة ـ رضى الله عـنه ـ عن النبي صلي الله عليه وسلم
(( أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخري، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً فلما أتي عليه قال: أين تريد؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية. قال : هل لك عليه من نعمة تربها؟. قال: لا ، غير أني أحببته في الله عز وجل. قال : فإني رسول الله إليك ، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)).
رواه مسلم.

-------

حين أُصاب بالأرق.. أُدرك تماماً بأنكِ السبب..

لأنكِ وجعي اللذيذ الذي أحبه !!!

لندن،الثانيه صباحاً

بعد ثلاثة أيام

صار له ساعه من رجع من عند بتول وثريا في المستشفى ومن وقتها وهو يتقلب في فراشه بعنف ويعدل المخدات تحت رأسه علشان يلقى وضعيه مريحه للنوم ولما يأس أتمدد على ظهره بإستسلام وطالع في السقف وكلم نفسه/ماكان لازم أشرب قهوه.

سمع صوت همس في عقله"أنت تدري إن القهوه مالها ذنب، هي اللي شاغلتك وسارقه النوم من عينك"

هز رأسه برفض/موبشاغلتني .. موبشاغلتني.

وبحركه وحده كان واقف برا السرير، فتح البلكونه وطلع إستند على سورها وأخذ نفس عميق لكذا مره.. حس إنه مخنوق ومو قادر يتنفس وقلبه يدق بسرعه كعادته مؤخراً كل ماأتخيل منظرها وهي بين إيديه وكله خوف عليها وفي لحظات.. أتحول الخيال لحقيقه!!!

فجأه رجع حس بجسمها الصغير بين إيديه وبوزنها الشبيه بوزن الأطفال.. غمض عيونه وغاص في ذكرى اللحظات اللي أرتفع فيها رأسها لمستوى أقرب من وجهه لما لف ذراعيه على جسمها بقوه أكبر وضمها لصدره بتملك وداعبت أنفه ريحه ناعمه وخفيفه شدت حواسه وأستنشقها بعمق وتلذذ غريب.

فتح عيونه فجأه وشتت نظراته بعدم إستيعاب في في السماء وقبض على سور البلكونه بعنف وصدمه من اللي قاعد يفكر فيه..

ماكانت هذي المره الأولى اللي ينصدم فيها من أفكاره اللي أخذت منحنى غريب وغير مألوف بالنسبه له.. ذكرى اللحظات اللي كانت فيها نايمه على صدره وبين إيديه مافارقته من وقت اللي صار وكل ماغمض عيونه بيلقى طيفها الأسود بيحاصره ليله بعد ليله حتى في أحلامه وفي كل مره بيعيش نفس الإحساس الغريب اللي أثار حواسه وأربكها بقوه..

ضرب سور البلكونه بعنف ودار في جناحه بتوتر وهو يبرر اللي حاس فيه بمنطق.. اللي قاعد يصير له طبيعي لإن ذي كانت مره أول يلمس فيها حرمه ويكون قريب منها لذي الدرجه من سنين، جلس على كرسي وسند إيديه على الطاولة وأخفى وجهه بين كفوفه وعقله لازال يبرر بإصرار.. هو بعد موت سمر نسي نفسه ودفنها في الشغل لأقصى حد لكن في النهايه كان رجل من لحم ودم و له مشاعره وإحتياجاته الطبيعيه اللي قدر يتحكم فيها ويتناساها بفضل طيف سمر وحبها اللي سكن قلبه وماسمح له بالتفكير في شيئ ثاني طول السّنين اللي فاتت غير صالة الرياضه اللي بيستنزف فيها كل طاقته كل ليله، لكن ذحين الوضع أختلف وأتغير وسمر صارت مجرد طيف وذكرى جميله وبعيده.

 رواية خريف الحب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن