قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) رواه البخاري و مسلم----------------
نخشى الإعتراف أحياناً بمايدور داخلنا،،
وحدها وسائدنا..وأوراقنا..تعرف ذلك.الساعه الثامنه صباحاً
خط الرياض السريععدل المرايه وطالع في الجالسه بإستكانه غريبه عالمقعد الخلفي لسيارته واتأمل جمودها ونظراتها الشارده لبعيد، مضى أسبوع على إنهيارها الأخير ومن وقتها وهي في حالة جمود غريب ماريحه أبداً وخلاه يقابل الدكتور محمد اللي كان مسؤل عن حالتها بعد ماطلعت من الحادث قبل كم شهر.
حكى له عن اللي صار لها بالتفصيل وعن كلامها الغيرمفهوم وتعبها اليومين اللي بعدها.. وعن اللي فاجأه أكثر وهو نسيانها لكل اللي صار واللي قالته بعد ماجات سيرة خالد في كلامهم.زاد سرعة السياره وهو يتذكر الكلام اللي دار بينه وبين دكتور محمد عن تصرفات أخته في الأيام اللي تلت إنهيارها، كانوا جالسين عالبحر ويتكلموا،عبدالرحمن/ماأقدر أقول إن تصرفاتها غريبه لإنها بتتصرف بذي الطريقه دائماً.. لكن الغريب كان هي بحد ذاتها.
دكتور محمد بجديه/وضح مافهمت!
طالع فيه بتفكير/جوري بعد كل مشكله تواجها بتحاول تمارس حياتها وتتصرف بشكل طبيعي، مهما كانت زعلانه ولاتعبانه أو حتى خايفه لحد الرعب كانت دائماً بتحاول تبان قدام الكل وكأنها ماتأثرت باللي صار بأي شكل من الإشكال.. بتأدي واجباتها وتقوم بروتينها اليومي واللي الكل متوقعه منها بشكل طبيعي يخلي اللي مايعرفها يظن إن ماعندها إحساس ولاشيئ يفرق معاها، بس اللي يعرفها تمام بيلاحظ إنها بتتصنع..
سكت للحظات وضغط على جبينه بقوه قبل مايتابع بضيق/لكن المره ذي صايره غريبه.. هي فعلاً ناسيه اللي قلناه وناسيه الحاله اللي كانت فيها.. وبعد يومين من الإستسلام الغريب في السرير اللي ماتداني تجلس فيه، قامت تتصرف وتعيش يومها زي ماهي متعوده ومعودتنا، لكن تصرفاتها وكلامها وتمثيلها ناقصهم الحماس.. بتتصرف باأليه وجمود.. نظراتها غريبه وملامحها باهته.. مجرد جسم بيتحرك ويتصرف بدون أي إحساس.هز الدكتور محمد رأسه بتفهم/ بالعكس اللي قاعده تمر فيه شيئ طبيعي بالنسبه لحالتها وكنت متوقعه في أي لحظه.
أتوسعت عيون عبدالرحمن بإستغراب خلاه يتابع بجديه/أنا متابع حالة أختك النفسيه من بعد مافاقت من غيبوبتها، ومن كلامي معاها عن ماضيها سواءً قبل أوبعد زواجها قدرت أفهم شخصيتها وطريقة تفكيرها رغم تكتمها وحرصها الشديد على خصوصيتها واللي أحتفظت بتفاصيل كثيره منها طي الكتمان ورفضت بشكل قاطع إنها تشاركني فيها.. أختك تركيبه معقده وبسيطه في نفس الوقت.. طبيعتها الرقيقه بتخليها أكثر إحساس وتعلق باللي حولها.. أولادها وأهلها والناس اللي تحبهم بيجوا في المرتبه الأولى في حياتها وعلشان كذا دائماً بتحاول تسعدهم وتبعد عنهم أي قلق أو خوف، جوري طبيعتها إيجابيه ومتفائله ومرحه لكن هيا في داخلها جداً ضعيفه وهشه لدرجة الكسر وذا الشيئ هيا عارفته كويس وهنا يبدأ التعقيد في شخصيتها، هيا بتحاول تكون أكثر قوه وإصرار علشان تقدر تواجه كل الأشياء السيئه اللي مرت فيها واللي زي ماهو واضح لسا بتمر فيها، هيا حكت لي مواقف من طفولتها ومراهقتها أثرت فيها بشكل كبير وتركت عليها أثار لحد الأن وخلتها تدفن مشاعرها وتتصنع البرود واللامبالاة .
سكت للحظات وهو يحاول يوصل اللي بيقوله بشكل صحيح لعبدالرحمن اللي كان واضح إنه منتظر يسمع الجزء الأسوء، تابع بجديه/كل اللي حكته ليا بنفسها واللي عرفته عنها منك فيه جزء ناقص، تفاصيل مهمه أتعمدت تغفل عنها وماتذكرها.. حلقه مفقوده.. مواقف حست فيها بالخذلان وعدم الأهميه نتج عنها إحساس بعدم الثقه وإنعدام الأمان، واللي فهمته من كلامك إنها رجعت أتذكرت موقف كان له تأثير سيئ على نفسيتها لدرجة إنها إندمجت فيه وعاشته بكل تفاصيله من أول وجديد، وطبيعي لما توصل لذروة إنفعالها وعجزها تنهار تحت الضغط.. مهما كانت قويه فهي بشر ولها قدره معينه عالتحمل..
وقف عبدالرحمن وصار يتمشى بعصبيه/هو خالد الزفت مافي غيره.. أنا حاس إنه وراء كل اللي صار لها..
دكتور محمد بتفكير/مهما كان اللي صار لها فأنا متأكد إن له يد فيه، محاولتها الدايمه لتجنب الكلام عنه والأشياء البسيطه اللي حكتها عن حياتها الخاصه معاه، ونسيانها لكل اللي قالته قبل إنهيارها بيأكد لي إنه السبب الرئيسي لحالتها.. هيا قاعده تحاول تتلاعب بعقلها وتسقطه من حدود ذاكرتها وكأنه ماله وجود في حياتها.. أختك حالتها ماتطمن حاول تخليها تتكلم عن اللي تاعبها ومسبب لها كل ذي ضغوط وإلا ممكن يجيها إنهيار عصبي لاقدر الله.