وكلما تذكرتك.. اردد " حسبي الله ونعم الوكيل…رفع راسه لأمه بضيق/أمي.. يعني لمتى مارح يكلمني.. بيقاطعني العمر كله!!
ضغطت على جبهتها بيدينها وبنفاذ صبر/أنت ياولد أهبل من جد،ولا تستهبل علينا.. لك عين بعد اللي عملته تتكلم وتعاتب..
رد بعصبيه/ حلفت لكم ألف مره.. ماكنت أقصد،أعمل أيه علشان تصدقوني،،أموت نفسي،يمكن ترتاحوا…
ردت بسخريه مريره/ لا حبيبي.. كفايه بنت الناس بين الحياة والموت.. موناقصتك والله.. الله يعين أهلها اللي بيتجننوا ،ولاعارفين أيش جرالها..
حس بخنقه وقهر من لوم أمه وعتابها اللي ماوقف من ساعة اللي حصل، أخذ أغراضه وخرج من البيت، وهو حاس بندم ،وغضب ،وشفقه وقهر، مقهور لأنه شايف نفسه مو غلطان ..ويعني باسها وحضنها ،خير ياطير ..
زوجته واللي عمله طبيعي ، وبيصير بين أي اثنين متزوجين، هو صحيح أنه اللي بينهم لسا ملكه وأنه أتهور لما عاملها بذيك الطريقه، بس تظل زوجته…
رن جواله برقم معاذ اتنهد بضيق وهو يرد/ هلا معاذ.. فتح عيونه عالآخر/بالله عليك.. يلاااا… ذحين اقلهم ونجيكم…
قفل من معاذ ووقف مكانه بتوتر " فاقت ..ياترى حكت لهم اللي صار، لاااا،يكلمني طبيعي،يمكن لسا ماقالت لهم شيئ،ياربي " رجع البيت وقال لهم إن جوري صحت من الغيبوبة، وراحو بسيارة أبو معاذ للمستشفى. وهناك كان الوضع مربك بسبب مشاعرهم اللي اتفاوتت بين الفرح بصحيانهاوالترقب للي هتقوله وبين الصدمه لما عرفوا إنها مو قادره تتكلم،ورجعت حالة الحزن تخيم عالكل ، وثاني يوم طلعت جوري من المستشفى وبعد ما أطمنوا على صحتها وإن حالة الصمت مجرد تابع لصدمتها وبمجرد ماتتحسن نفسيتها رح ترجع تتكلم مثل قبل.. خالد ماقدر يظل عندهم أكثر من كذا.. حس بإختناق طول فترة جلوس جوري في المستشفى،وبعد ماطلعت زاد أحساسه بالخنقه خاصة بعد ما ساءت علاقته بأبوه أكثر ،بعد ماعرفوا عن حالة الخرص اللي صابت جوري،و اللي مامنعتها من تأليف كذبه لهم عن اللي صار وماجابت سيرته نهائيا، بيتهم صار ما يخلى من الناس اللي جايين يزوروها ،غير كلامهم اللي وصله،اللي يقول عين واللي يقول مس،واللي يقول كويس ماذبحها الحرامي..
وبعد ثلاث أيام كان أبو خالد وزوجته وولده في الطياره راجعين لجده...
فك حزام الأمان بعد ماستقرت الطياره في الجو،اختار كرسي بعيد عن أبوه اللي مايتكلم معاه من ساعة اللي صار،غمض عينه بتعب و سند رأسه عالكرسي وهويرجع بذاكرته لوراء
(قبل أسبوع)الكل كان متوتر وهم منتظرين خروج الدكتوره علشان تطمنهم على جوري ..معاذ يهدي أخوه وداخله بركان خوف من اللي جاي وعبدالرحمن اللي كان في غير وعيه كلامه متقطع وغير مفهوم وكل شوي يسأل عليها.. وخالد ماكان أحسن منهم، ماهو مستوعب هو كيف اتجرأ وعمل اللي عمله.، مو هذا اللي كان مخطط له، لعن نفسه ألف مره على ضعفه قدامها، وماهو مصدق انها في ذي الحاله بسببه.. يبغاها تفوق علشان يرتاح من عذاب ضميره،وفي نفس الوقت خايف لما تفوق ويسألوها عن اللي صار،ايش بيكون موقفه قدام أهلها..
قطع حبل أفكارهم خروج الدكتوره وعلى وجهها علامات الحزن والغضب وبحده/ ممكن أفهم أيش اللي حصل بالضبط..
معاذ بلهفه/ هاا.. فاقت ..ريحيني الله يريح بالك.
هزت راسها بأسف/ جوري أتعرضت لصدمه عصبيه..وحاليا.. هي ..نايمه.. يعني نقدر نقول ..غيبوبه..
أنهار عالكرسي وهو يهز راسه بعدم تصديق ورفع رأسه وهو يكرر ورأها/ صدمه عصبيه… غيبوبه.. كيف يعني صدمه عصبيه…
جلست عالكرسي بهدوء/ أنا جالسه أحاول أفهم منكم اللي حصل،بس أنتم ما ساعدتوني بشيئ..أكيد حصل شيئ صدمها،خوفها المهم وصلها لذي الحاله..
معاذ بضياع/ كيف نساعدك أحنا ماندري أيش حصل لها.. كانت تجري زي عادتها في الحوش وعبدالرحمن لقاها عالأرض وجبناها على طول.. هي لها فتره طويله بخير والحاله ماعاد جاتها من أكثر سنتين…
دكتوره بشرى/للأسف.. جوري أتعرضت لضغط شديد، وبالنظر لحالتها القديمه.. أتوقع إنها حالة خوف وصل للرعب..
معاذ بخوف/ والغيبوبه أيش سببها..
دكتوره بشرى/ جسديا هي ماتعاني من أي مشكله، لكن الصدمه اللي أتعرضت لها كانت اكبر من أحتمالها، وأعتقد إن غيبوبتها وسيله دفاعيه منها للتحايل عاللي صار لها..
خالد كان في حيره من اللي يسمعه.. مو مصدق ،صدمه وغيبوبه،التفت للدكتوره وبصوت مبحوح/كيف يعني وسيله دفاعيه.
ردت بهدوء/ الإنسان أوقات، لما يصادف مواقف قوية ويعجز عن مواجهتها أحيانا بيدور وسيله للهروب من الموقف اللي هو فيه، وفي حالة جوري.. النوم كان وسيلتها للهروب من الشيئ اللي واجهته…
لما شافت ملامح عدم الفهم على وجوههم تابعت/بإختصار.. جوري فضلت تنام علشان ماتواجه اللي صار لها.. لما عجزت عن المواجهه عقلها فضل الإنسحاب والدخول في غيبوبه لحد ماتتوازن نفسيا وتقدر تتخلص من صدمتها..
معاذ بتردد/خالد.. ممكن تتركنا شويه؟
طالع فيه وهز رأسه ومشي وجلس بعيد عنهم..
معاذ/جوري قبل كم يوم اتزوجت.. بدون علمها.. ولما عرفت تعبت وجاتها الحاله، بس عبدالرحمن كان معاها والحمد لله عدت على خير..
ردت بحده/ انتوا كيف تتصرفوا بذي الطريقه وأنتوا عارفين حالتها… معاذ أختك حساسه جدا،وبعد اللي صار لها زمان أصبح أي شيئ يأثر فيها،وأنا شرحت لكم ونبهت عليكم تبعدوها عن الزعل والخوف.. تقوموا تزوجوها بدون علمها.. أكيد أنصدمت ..
وبتفكير/لكن أنت قلت أن ذا قبل كم يوم ..مش معقول عادها تستوعب الموضوع ،أكيد حصل شيئ ..
هز رأسه بيأس والتفتت للأخوه و-------- وين عبدالرحمن؟
استغرب لما ماشافه عالكرسي،دار بعيونه عالكراسي اللي حوله ،شاف خالد اللي جاي لعنده وناس بتراجع مثل حالتهم..
دكتوره بشرى/دخل لجوري اول ماخرجت من عندها.. وتقدر تشوفها وتطمن عليها ،بس بسرعه ..عموما لازم تنقلوها المستشفى لأن العيادة مش مجهزه لأستقبال ذي الحالات،أنا رتبت كل شي مع مستشفى* **** وأنت شوف الأوراق ووقعها..
دخل معاذ وخالد وشافوها نايمه عالسرير بوجهها الشاحب وقناع الاكسجين على وجهها،والسيروم في يدها.. وعبدالرحمن جالس جنبها عالسرير ،كان يلم شعرها بشويش كأنه خايف لايوجعها وحطه على جنب، ومسك يدها بين ايديه وهو يكلمها بصوت واطي..
قرب منها معاذ وباس جبينها وهويقرأ عليها ،أتأملهم خالد بحزن وندم على حالتهم اللي تسبب فيها وماقدر يجلس وطلع برا وهو يفكر في در فعل البقيه لما يعرفوا اللي صار..
مرت عليهم ساعات من أصعب مايكون،،اضطر فيها معاذ يتصل بأبوه اللي جاء مع أبو خالد وهم في صدمه وماهم مستوعبين .. قبل ساعه كانت معاهم وتضحك ومافيها أي شيئ ،أيش اللي حصل في الوقت اللي غابت فيه عنهم،الكل في حيره وضياع وخوف، والحريم اللي في البيت ماكانت حالتهم أحسن،خاصة بعد ماقالت لهم ناديه أن عبدالرحمن أخذ جوري المدرسه وبعدها خروج أبو معاذ وأبو خالد المفاجئ، وجية معاذ بعدها وأخذ أمه وأم خالد اللي أكد لهم أن جوري فيها شيئ… عالمغرب رجع الكل للبيت ماعدا عبدالرحمن اللي أصر يظل عندها ومايتركها لحالها .. ماقدر يتحمل أصوات بكاهم اللي زاد أول ماوصلوا البيت ،وراح غرفته على طول وبعد ربع ساعه دخلت أمه ووجهها مايتفسر، وبعد خمس دقائق صمت،التفت لأمه/ أمي أيش عندك،في كلام على لسانك،قوليه وارتاحي ..
اتنهدت وبضيق/ أيش سويت لجوري؟
وقف بتوتر/هااا، جوري.. أنا ماعملت لها شيئ، مالي صلاح فيها..
أم خالد بحده/ لاتكذب.. أنت بعد الصلاة ماطلعت غرفتك.. وبعدها أنا شفتك وأنت طالع ،كنت خايف وشكلك مو طبيعي،وبعدها رجعت نزلت ووجهك مقلوب.. أنا عارفتك ياخالد.. قول وريحني..
خالدبعصبيه/قلت لك ماسويت شيئ، هيا اللي مجنونه ومدري أيش فيها…
مسكت يده بخوف/ خالد حبيبي، لاتخاف أنا أمك قولي أيش صار وأنا بتصرف..
دف يدها ووقف وصار يدور في الغرفه بضياع وتوتر/ماسويت شيئ،ماسويت ..أنا بس.. هي السبب.. هيا قالت ماتبغاني.. ماتبغى تشوفني.. أنا كنت بس بعاقبها…هيا اللي طاحت مدري أيش فيها..
دخل أبوخالد ومسكه من ملابسه بغضب/ أيش سويت ياكلب،أيش سويت سود الله وجهك..
صرخ بغضب/زوجتي.. ماسويت شيئ غلط.. أيش يعني لو بستها ولا حضنتها.. زوجتي ومالكم صلاح
… سكته الكف اللي جاه من أبوه قبل مايدفه عالأرض وتوقف أمه بينهم وهي تدف أبوه اللي يصرخ بقهر/سود الله وجهك ياعديم المروه، ياقليل الشرف.. اتهجمت عالبنت وفي وسط بيتها.. اتهجم-----
قاطعه خالد بصراخ/ لاتقول اتهجمت عليها، تراها زوجتي، ومحد يقدر يمنعني عنها،زوجتي ولو بأخدها اليوم محد يقدر يفك حلقه بكلمه..
أم خالد بترجي/ وطي صوتك لاتفضحنا مع الناس….
أبو خالد بعدم تصديق/ ولدك الكلب فضحنا وخلاص.. متهجم عالبنت ،أعتدى عليها.. موتها حسبي الله عليه من ولد.. أيش أقول لصالح.. بأي وجه اقابله وعياله..
جلس جنب أبوه وهو يترجاه/لاتقول موتها.. والله كنت بس بكلمها،لكن كلامها استفزني، كنت ..كنت بأدبها.. بس بوستها.. ماسويت لها شي..هيا مدري أيش جرالها… .وفجأة صار يبكي ويشهق/والله ماكان قصدي.. هيا ماتت.. أنا ماسويت لها شي.. صحيتها بس ماكانت تسمعني.. كانت ميييته.. يدها بارده وماترد عليا.. أنا ماسويت شيئ
انصدموا من بكاه ودموعه ومالقي أبوه غير إنه يضمه بقوة ويهديه/خلاص.. هيا بخير.. هتكون بخير.. خلك رجال ولا تبكي ..
خالد بترجي/أبويا… خلاص أنا بطلقها.. ما..
دفه أبو خالد بعصبيه/ أقلك خلك رجال.. تقول اطلقها.. أنت مافيك خير.. بعد اللي سويته فيها.. بطلقها.. هوا ذا الي قدرت عليه..
خالد/ أبويا افهمني.. البنت مو طايقتني.. أنت شايف أيش جرالها علشان بس بوستها… وإذا فاقت.. أكيد مارح تسامحني..
عصب من ولده وصار يشد في شعره بقهر/أنت ناوي تجنني.. بدل ماتجلس معاها لين تتحسن وتعتذر لها عن همجيتك، وتصالحها تقول هيا مو طايقتك.. أنا قايلك ذي ماهي زي اللي كنت ماشي معاها،ذي على نياتها ،ماتعرف من الدنيا وخباثتها شي.. قلت لك أتقرب لها وحببها فيك وعلمها على يدك .تروح ..تروح تعتدي عليها..
تابع بغضب/ أحنا بنجلس لين تقوم بالسلامه، وبعدها نشوف أيش هيصير.. وأحلم ياخالد أنك تطلقها.. ورب البيت اتبرأ منك ليوم الدين…
شهقت أم خالد بصدمه/الله يخليك لاتقول كذا..
خالد/أبويا أنت من جدك… كيف ت---
-ابوخالد بغضب/ كلمه ومارح أعيدها ياخالد.. إذا صحت جوري هيا اللي هتحدد مصيرها بنفسها وأيش ماقالت كلامها بيمشي عليك غصبا عنك…
حاول يتمالك نفسه بالقوة/طيب يا أبويا ،اللي تأمر فيه هنفذه ،بس أنت هدي بس ولا تزعل نفسك..
باس رأس أبوه وأمه وطلع من البيت وهو بينفجر من الضيق ،مو طايق يجلس في بيتهم ولا يقابل أحد من أهلها، وقف تاكسي وطلب منه يلف في الشوارع بدون هدف،فتح الشباك وسمح للهواء البارد يتغلغل في صدره بقوه وهو يراجع كلام أبوه " هيا مو زي اللي كنت ماشي معاها" سب نفسه ألف مره وهو يتذكر"هلا"حبيبته… لسا فاكر جمالها اللي أسره وضحكتها ودلعها اللي خلاه يحبها من أول مره شافها فيها…