الورقة الرابعة والثلاثون

619 11 0
                                    

لا أُحب أن أرىظ° قلوباً مگسوره أو حزينه حتى لو گُنت لا أعرفها فيارب أُجبر خواطر أنت أعلم مني بسرها.

الرياض

طلعوا من القصر وقصي مستنيهم وشافت أبوها مساعد واقف مع عبدالرحمن ركبت وفتحت الشباك لما دق عليه أبوها مساعد/الحمدلله على سلامة الوصول.. شلونك يابنيتي.
جوري بفرح/الله يسلمك من كل شر..الحمد لله بخير..أنتا كيفك يبه،وحشتني.. وألف مبروك والله يتمم لهم على خير.
أبوسند بضحكه/ وش فيك قطيتي كل الكلام مره وحده..الحمدلله ماعلينا خلاف والله يبارك فيكي والفال لك.
استحت من اندفاعها وبتبرير/يبه لا تتريق، ذا من فرحتي علشان شفتكم صرت متحمسه..المهم أنت كيف صحتك وكيف جدي صقر.
أبوسند بإبتسامه/كلنا بخير لاتحاتي.. وحنا بعد أشتقنا لك ولهبالك ذا..ياسمين شلونك حبيبتي؟
ياسمين بخجل/الحمدلله بخير..أنتا كيفك جدو مساعد.
أبوسند بضحكه/بخير جعلك بخير ياقلب جدو أنتي..
جوري بضحكه/ أيش هبالي ذي !!كذا تشمت عبادي فيا،وتهز هيبتي قدام عيالي ..مقبوله منك يبه.. 
أبوسند/لامايسويها عبدالرحمن عاقل.
كتفت أيديها على صدرها وبتمثيل/لاااا.. أشوفك صرت تحبه أكثر مني..
أبوسند/وليه ماحبه دامه سمع كلامي وماردني ورضي تجون الليله عندنا.
طالعت في عبدالرحمن بقهر قبل ماتقول بهدوء/ماعاش من يردك يبه..خلاص زي ماتحب..بس لازم نمر الشقة نجيب أغراضنا.. أنت أسبقنا وبنلحقكم إن شاء الله.
أبوسند/حنا بنمشي معكم علشان لاتضيعون الدرب..يلا في أمان الله.
ألتفتت جوري لعبدالرحمن أول ماتركهم أبوسند وبعتاب/عبادي الله يهديك ليه وافقت نروح بيتهم ؟
عبدالرحمن بهدوء/جدي صقر وعم مساعد لزموا وحلفوا وعيب اردهم..خلاص لاتكبري الموضوع،يعني لو كان الوضع معكوس كناسوينا نفس الشي.
جوري بضيق/ياحبيبي أنت ماشفت أهلهم قد أيه! ماشاء الله كثار ..وين بيودونا..ماهم ناقصين قروشتنا بنحرجهم ونحرج نفسنا.
عبدالرحمن بإبتسامه/لاتخافي مافيها لاأحراج ولاقروشه..بعدين وين كلامك عن إن الوسع في القلوب.. وكل مازاد العدد زاد المرح.
زفرت بضيق/يا الله منك أنا أكلمك جد..أخاف نضايقهم ونكلف عليهم..أنت ليه ماتفهمني.
عبدالرحمن بجديه/أنا فاهمك، أنتي اللي مو فاهمه..لاتستعجلي وأهدي بس.
طالعت فيه بإستغراب وفضلت تغير الموضوع لحد ماوصلوا شقتهم ونزلت ياسمين مع عبدالرحمن وجابت أغراضهم وكملوا طريقهم وبعد فتره أنتبهت للبوابة الضخمة اللي انفتحت وللحرس اللي مروا جنبهم وهم داخلين بالسيارة..دارت بعيونها بصدمه في الممر الطويل المرصوف بالحجار والمزين بشجر النخيل من الجهتين والإضاءه القوية حولت الليل لنهار وكشفت قدامها حديقة كبيرة مزروعه بأكثر من نوع من الشجر والورود المتوزعه بعنايه وتنسيق،صحت من تأملها على صوت عبدالرحمن الهادي ويده تضغط يدها بحنان/يلااا انزلي وصلنا.
طالعت فيه بعدم أستيعاب/أحنا وين؟
ألتفتت لما انفتح بابها فجأه وشافت أبوها مساعد يبتسم لها/تعالي كلهم يحترونك داخل.
نزلت بهدوء قدام مبنى أقل ماينقال عنه إنه قصر بحجمه الضخم وأدواره الثلاثة اللي انعكست عليه الإضاءه وأعطته لمحة قصور ألف ليلة وليلة بنافورته الدائريه اللي تتوسط المدخل المدرج اللي أصطفت على جوانبه أحواض الورد وينتهي بمدخل واسع مزين بأعمدة رخاميه طويله..
طلعت الدرج مع أبوها مساعد على مهلها وبحذر بسبب رجلها المجبسه بعد مارفضت إن عبدالرحمن يشيلها لفوق.. وهزت رأسها بموافقه لما قلها تتصل عليه إذا احتاجت شيئ وإنه بيروح مع قصي للرجال
دخلت صاله واسعه مفروشه بفخامه وذوق كبير.. وشافت صافي وثريا والجده وأمها منيره قدامها،أبوسند/تو مانورتي بيت أبوكي،تفضلي يالجوري حياك.
ردت بهدوء/الله يحييك يبه..منور بأهله.
جلسوا يتكلموا لربع ساعه قبل مايتركهم ويروح وبعدها وصلتها ثريا لغرفتها بعد ماستأذن الكل علشان يرتاحوا،ثريا بإبتسامه/الله يعينك على قومة الفجر يلا تنامي لك ساعتين ،جدي وجدتي مارح يتقهوون غير وأنتي معهم.
فسخت عبايتها بإبتسامة/لاعادي متعوده.. وشكلي مارح انام من كثر حماسي لشوفة جدي صقر.
أبتسمت ثريا بتأكيد/هو بعد يبي يشوفك بس قال إنك الحين تعبانه والصباح بينتظرك.
قعدت معاها لخمس دقايق قبل ماتروح تنام.
ابتسمت لما لقت ياسمين تحت اللحاف وفي سابع نومه،طلعت لها غيار وبدأت تفك تسريحتها وأخذت دش وصلت وترها وجلست تقرأ في مصحفها الصغير ومر الوقت بسرعه وصلت الفجر مع ياسمين اللي رجعت تنام.
فكرت في ساره أكيد عرفت لقبهم ووضعهم  أمس ذحين بس فهمت سبب إصرارها في إني أتصل عليها أول ماأصحى أكيد علشان تقلي اللي أكتشفته..إبتسمت وطالعت في ساعتها وأرسلت لها رساله مختصره متأكده إنها مارح تشبع فضولها ورح تتصل عليها بمجرد ماتفوق.
زاحت طرف الستارة بهدوء ومراقبه لفتره قبل ما تفتح الشباك بثقه وراحه لما اتأكدت من خلو المكان من أي شخص..استنشقت انفاس الفجر الأولى المحمله بندى الاشجار والورد  بعمق، ذكرت الله وصلت عالنبي وعيونها تتأمل المنظر الممتد قدامها بمزيج من التوتر والإعجاب،مساحه شاسعه من اللون الأخضر وأشجار النخيل وأحواض الورود المنتشره على مد البصر، أتنهدت وأرتسمت إبتسامه باهته على شفايفها وهي تتذكر كلامها لأبوها مساعد ورجائها ليه علشان يترك دوامه المسائي وينتبه لصحته واتذكرت رده لها وإنه وراه ناس يصرف عليهم..عقدت حواجبها وهي تفكر في كلامه..معاه حق وماقال شيئ غلط يعني أكيد إنه تعب وكافح سنين طويلة لين وصل للي هوا فيه اليوم ،مو معنى غناه إنه جالس مرتاح أكيد لازم يباشر شغله ويتعب عليه وأكيد في ناس معتمده عليه في عيشتهم من بعد الله.
هزت رأسها بقوه وطردت أفكارها الغريبه بتصميم وهي تفكر "وضعهم مو مهم أغنياء.. على قدهم..مافي شيئ تغير بالنسبه ليا.. طول معرفتي بيهم مالمست أي شيئ  في كلامهم وتصرفاتهم معايا تدل على إنه وضعهم عامل حاجز بيني وبينهم ..عاملوني بطيبه وأخلاق وماحسسوني بأي فرق بيننا ومرت علينا قرابة السنه وأحنا بنتعامل مثل الأهل.. هوا أبويا وهما جدي وجدتي والبنات أخواتي..مافي شيئ يمكن يغير ذي الحقيقة.
إبتسمت براحه لقرارها وبدأت تجهز نفسها لمقابلة جدها صقر وهي حاسه بحماس وترقب مو طبيعي.
رمت نفسها عالسرير بعد ماصلت الفجر وعيونها منفخه من كثر بكاها اللي ماوقف من ساعة مارجعت من ملكتها،مسكت جوالها للمره الألف وهي تتأكد إنه عالعام وإن الشبكه فل وإنه مافي أي شيئ يمنع مشعل من الإتصال ذا لو فكر أساساً..رمت جوالها عالأرض بقهر وبدت أشبه بطفله حرموها من لعبتها المفضله وهي تتحرك  عالسرير  بغضب وإحتجاج عاللي صار..كل شيئ مر في بالها وكأنه صار في التو واللحظه..دخلة مشعل عليها بعد ماوقعت وأخذها بالأحضان قدام أمها وأمه وأخواتهم وذا الشيئ اللي خلاها تعصب منه وبعدها حركاته معاها وقت التصوير ماترك وضعيه طلبتها المصوره إلا ونفذها بذمه وضمير وبكل جرأه لدرجة إنها أتمنت الأرض تنشق وتبلعها من كثر الظ±حراج ..وكل ما بينت رفضها أو أنزعاجها من قربه وحركاته الجريئه كان يأخذ الموضوع بضحك وهو يقول إنها حلاله و إن هذي أيام ماتتكرر ولازم يستغلوها زين وبيجي يوم تشكره على حركاته ذي..أتمنت وقتها تصفقه بأقرب تحفه علشان يفكها من سماجته لكن ماكان في فايده لصق لها وسوا اللي في باله وهي تحاول تتماسك قد ماتقدر في وجود المصوره.. كانت عامله حساب ذا اليوم من وقت ما هددها في المستشفى وقلها بيجي يوم وأعرف أسكتك عدل بس ماكنت متخيله أن اليوم بيكون بذا الشكل..وعلى ماوصلت للكوشه كانت واصله حدها منه وبمجرد مابدأ يلعب بأعصابها ويلمسها بذيك الطريقة إنفجرت ببكى وفي نفس الوقت اتفاجأت بتقبله إنفجارها وهدوئه اللي طغى على باقي الشكليات اللي عملوها قبل ماينسحب بهدوء ويترك مكانه خالي بشكل غريب..مانتبهت عالبنات وهم حولها يكلموها ويباركوا لها ولا انتبهت لحشهم ونغزاتهم على حركات مشعل،كانت منتظره وحده منهم تقلها إنه منتظرها في غرفتها فوق..أو إنه يبيها تطلع له بيأخذها مشوار مثل ماهي عادة اللي يملكوا..لكن إنتظارها طال وخيم عليها إحساس بالتهميش وعدم الأهميه..حست بطعنه في أنوثتها لما تركها بدون ولا كلمه.. وحتى لما رجعوا من الملكه ظلت تراقب جوالها لدرجة إنها لما أخذت دشها بعد ساعة اخذت الجوال معها على أمل إنه يتصل ولما طال الوقت صار أقصى طموحها مجرد رساله منه يبرر فيها أو يعتذر ..لكن عبث.. ضرب بكل توقعاتها وأمانيها عرض الحائط الشيئ اللي زاد في إحساسها بالغيظ والقهر منه، وطلع الصبح عليها وهي تتوعد فيه لحد ماغرقت في نومها وسط بحر من الدموع

 رواية خريف الحب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن