79 : الي غابة الجنيات

130 15 1
                                    

لفحت نسيمات رقيقة تداعب الغابة، فملأت جسدها برائحة الزهور والأعشاب وأشجار الغابة، وكأنها تحيط بها بلمسة هادئة.

“هاه...”

تنفست إديل بعمق، مستمتعة بتلك الرائحة المنعشة التي اخترقت رئتيها، مبعثرةً معها القلق الضئيل الذي كان يساورها.

-"إثبات نفسكِ بسيط للغاية، فكل ما عليكِ هو دخول غابة الجنيات بمفردكِ ثم العودة مرة أخرى."

-"هل من الممكن أن تكون غابة الجنيات خطيرة؟"

-"بالطبع لا، فهي مكان تعمّه الزهور والأشجار وكأنه جنة، إذا واصلتِ السير حتى تصلين إلى منتصف الغابة، يمكنكِ العودة في غضون ساعتين على الأكثر."

لم تلبث مخاوفها الأولى أن تتلاشى، حيث بدت غابة الجنيات هادئة كما وصفها الجد الأكبر.

“إذا تابعت من هذا الطريق، سأصل إلى وسط الغابة، أليس كذلك؟”

امتد أمامها طريقٌ في الغابة يتخلله نور الشمس المتسلل من بين الأشجار العالية الكثيفة، بدا كما لو أن الطريق قد رسم خصيصًا ليدلها، فسارت إديل على هذا الطريق باندفاع وثقة.

"أين يا ترى تنمو زهور اللوتس الأحمر؟"

تأملت إديل بتمعن الزهور المحيطة بها، وألقت نظرة على الصورة التي بيدها، كان في الصورة زهرة لوتس حمراء اللون، وقد أخبرها الجد الأكبر عن شكل زهرة اللوتس مسبقًا، لكنه أوضح لها أنها ستحتاج إلى البحث عنها بنفسها داخل الغابة، ووفقًا لكلامه، فإنها ستجد الزهرة على الطريق المؤدي إلى وسط الغابة بفضل بركة الجنيات.

وأثناء سيرها وهي تراقب محيطها بعناية، سمعت صوت مياه قريبة منها، بدافع الفضول، شقت طريقها بين الشجيرات المتشابكة لتجد أمامها شلالًا هائلًا.

“واو...”

كانت آلاف شظايا الشلال المتناثرة تتلألأ بوضوح أمام عينيها، توقفت إديل في دهشة، مسحورة بهذا المشهد الرائع الذي تراه للمرة الأولى.

"هل يعقل، أن تكون هذه...؟"

حدقت بتركيز، لتلمح أزهارًا حمراء نابضة بالحياة متسلقةً الجرف الذي يخترقه الشلال، محاطة بأغصان كثيفة.

"بما أنها تنمو بين الأغصان، فمن المحتمل أن تكون زهرة اللوتس الأحمر."

نظرت إديل مجددًا إلى الصورة التي بيدها، في الصورة، كانت زهرة اللوتس محاطة بأغصان خضراء، بعد تأكدها من مكان الزهرة، قررت أن تقترب للتحقق منها بنفسها.

"عليّ أن أعبر الوادي أولًا."

كان من الضروري أن تعبر الوادي للوصول إلى الشلال حيث تنمو الزهرة، لم تتمكن من تحديد عمق المياه بدقة، لكن وسط الوادي كانت هناك صخور يمكنها استخدامها كجسر.

زهرة الدوق مصيبتها مصيبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن