53 : شعور فقدان شيء يخصك

367 39 5
                                    

في مخبز يطل مباشرة على برج الساعة في الساحة، كان هذا هو المكان الذي وعدت فيه إديل بلقاء إينا، الفتاة التي تعمل في مصنع الصبغ، جلست إديل في الشرفة، تشتري مجموعة شاي ما بعد الظهيرة وبعض الخبز لتقدمه لإينا، وأمرت صاحب المخبز أن يضع الخبز باسم إينا حتى تتمكن من أخذه في أي وقت ترغب فيه، مع توجيه الفاتورة إلى الأرشيدوقية.

بينما كانت إديل، ورينيان، وفيين يشربون الشاي، دقت الساعة الخامسة، وسمعوا صوت الجرس من برج الساعة، بعد لحظات، اقتربت منهم فتاة صغيرة.

"أ-أهلاً..."

كانت إينا هي من اقتربت، ممسكة بزجاجة صغيرة بين يديها وكأنها تخشى شيئًا، بدا أنها لا تزال تشعر بالتوتر كما كانت في اللقاء الأول.

"تعالي، كنا ننتظركِ"

ردّت إديل بلطف بصوت ناعم، محاولة أن تخفف من توتر إينا، التي كانت تبدو متجمدة.

"كنا نأخذ قسطًا من الراحة. لماذا لا تجلسين هنا وتتناولين بعض الحلوى معنا؟"

أشارت إديل إلى المقعد الفارغ بجانبها، وعندما بدأت إينا تتحرك نحوه، بدا أنها تتعثر، وبينما كانت تمر بجانب رينيان وفيين، تعثرت فجأة وسقطت على الأرض.

"آه...!"

سقطت إينا، وسكب السائل الغامض الذي كانت تحمله الزجاجة على أرجل رينيان وفيين.

"آه!"

صرخت فيين بفزع وقامت على الفور، بينما فتح رينيان عينيه على اتساعهما من الدهشة عندما رأى السائل يبلل سرواله.

"أنا آسفة!، أنا آسفة جداً...!"

وقفت إينا بسرعة، تمسك الزجاجة الفارغة بيديها، وبدأت بالاعتذار بشكل متكرر، ورأسها منحني.

"ما هذا السائل؟"

"إنه صبغ تنتجه مصانعنا... طلب مني المسؤول عن المصنع أن أسلم العينة للعميل... لكن..."

أجابت إينا بصوت مرتجف، وعيونها تمتلئ بالدموع، عندما سألتها فيين عن السائل الذي صبغ طرف ثوبها بلون داكن، تدخّلت إديل سريعاً لتخفيف الموقف.

"هل أنتما بخير؟، وهل أنت بخير يا إينا؟"

"أنا بخير، رغم أن الثوب مبلل قليلاً."

"وأنا أيضاً، فقط طرف سروالي مبلل"

رغم أنهم أشاروا بأنهم بخير، إلا أن إينا لم تتوقف عن القلق، عيناها تمتلئان بالدموع، وصوتها يرتجف.

"آه... يجب أن تنظفوا الملابس بسرعة وإلا ستترك بقع..."

كانت إينا قلقة من ترك بقع على الملابس الباهظة الثمن التي يرتدونها، حاولت إديل تهدئتها.

"لقد كان حادثًا غير مقصود من إينا، لذا أرجو منكما أن تعذراها، ومن الأفضل أن تزيلا الصبغة فورًا كما قالت"

زهرة الدوق مصيبتها مصيبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن