غمرت أجواء متوترة قاعة الولائم الرسمية التي عقد فيها اجتماع بين مملكتي جوبيتر وليساندرو.كان السبب وراء هذا التوتر هو التنافس الحاد بين كايرون، الأرشيدوق، وأمير ليساندرو الأول، حيث جلسا متقابلين على طاولة الاجتماعات.
رغم أن كلاهما تمسك بموقفه دون التراجع خطوة واحدة، إلا أن حرارة نظراتهما ونبرات صوتهما كانت مختلفة تمامًا.
"هل تقصد بكلامك، يا ارشيدوق إليوس، أننا يجب أن نعيد النظر في الرسوم الجمركية تجاه إمبراطورية ريبيتا؟"
"هذا صحيح، يبدو أن تعديل الرسوم الجمركية لتصبح 15% موحدة بين البلدين سيكون الحل الأنسب."
"ماذا!، هذا من الواضح أنه خسارة فادحة لليساندرو!"
عندما عبّر الأمير الأول عن استيائه بشدة، رفع كايرون رأسه قليلًا بابتسامة باردة، كانت ملامح كايرون تعكس ازدراءً واضحًا، وكأنه يسخر من جهل الأمير الأول ببعض الأمور،
اشتعل وجه الأمير غضبًا، وبدافع من الإحباط، ضرب الطاولة بقبضتيه بعنف."كيف لا تكون هذه خسارة!، رسوم ليساندرو الجمركية المفروضة على ريبيتا تبلغ 20%، بينما رسوم جوبيتر لا تتجاوز 10%، إذا قمنا بتوحيدها عند 15%، فهذا يعني خسارة صافية لليساندرو!"
أصبح وجه الأمير مليئًا بالغضب لدرجة أنه كان على وشك الانفجار، لم يكن هناك شك في أن جوبيتر تحاول استغلال ليساندرو مجددًا لتحقيق مكاسبها الخاصة.
"أليس واضحًا أن جوبيتر تبحث عن ذريعة لزيادة رسومها الجمركية تجاه ريبيتا باستخدام اسم ليساندرو؟، جوبيتر ستستفيد بالطبع، ولكن ليساندرو ستخسر بشكل واضح، وهذا غير مقبول إطلاقًا!"
صرخ الأمير الأول بصوت عالٍ، معبرًا عن غضبه وكأنه يكشف عن نوايا كايرون الخفية، تسبب هذا في جعل افراد وفد جوبيتر يتنهدوز باستياء ويهزون رؤوسهم.
"التحكم بالنفس والهدوء هما الأساس في الدبلوماسية..."
"حقًا، إذا كان هذا هو المرشح الأقوى للعرش، فالأمر مخيب للآمال..."
بسبب طبيعة النقاش بين كايرون والأمير الأول، كان من السهل مقارنة غضب الأمير الشديد بهدوء الأرشيدوق الرصين.
"أخي، من الأفضل أن تهدأ قليلًا، يبدو أن ما يقوله الأرشيدوق يحمل بعض المنطق."
كان الأمير رينيان، الذي كان جالسًا بجوار الأمير الأول ويراقب الموقف بصمت، يتحدث بصوت خافت، محاولًا تهدئة الموقف،
لكن كلامه كان له تأثير عكسي، فقد اشتعل الأمير الأول غضبًا أكثر والتفت نحو أخيه الأصغر بنظرات غاضبة."ماذا تعرف لتتجرأ على قول شيء كهذا؟، هل أصبحت من أنصار جوبيتر بعد دراستك هناك؟"
وصلت كلمات ولي العهد اللاذعة إلى الجميع في قاعة الولائم، مما أثار ارتباكًا حتى بين مستشاري ليساندرو، الذين وضعوا أيديهم على جباههم وبدوا في حالة يأس.