"أهلاً بقدومكِ، يا صاحبة السمو."وصلت الأرشيدوقة إلى المبنى الذي أُعِدَّت فيه إقامة الأرشيدوق، تماماً كما كان متفقًا عليه مسبقاذ، انحنى الخدم المنتظرون أمام الغرفة لها بانسجام.
"صاحب السمو ينتظر وصولكِ."
استقبلها بيير بابتسامة ودودة، وهو يقف أمام الخدم.
"إذن، أتمنى لكِ ليلة هانئة."
"شكرًا لكم، استريحوا جيداً جميعًا."
بادلتهم إديل التحية ودخلت إلى غرفة الأرشيدوق عبر الباب الذي فتحه لها الخدم على الجانبين.
عندما أُغلق الباب خلفها، ظهر توتر خفي كان يختبئ تحت ملامحها الهادئة، أخذت إديل نفساً عميقاً، محاولةً تهدئة نبضات قلبها المرتجفة.
استعادت تعابير العزم في وجهها، ثم وجهت نظرها مباشرةً للأمام، كانت أضواء المصابيح تضيء الممر القصير المغطى بالسجاد الذي سارت عليه، حتى انفتح أمامها الفضاء الواسع.
كانت غرفة الأرشيدوق تُشبه في تصميمها غرفة الأرشيدوقة، ضوء القمر كان يتسلل عبر شرفة ضخمة تغمر الغرفة المظلمة بإضاءة خافتة.
شعر كايرون بوجودها حين استشعر عبيرها، فالتفت نحوها.
"لقد أتيتِ."
"هل انتظرتَ طويلاً؟"
تأخر وصولها قليلاً عن الموعد المتوقع، بسبب الرعاية الخاصة التي أولتها لها الخادمة اليوم.
"لستُ متأكدًا، لكن حتى إن كنتُ قد انتظرت، فلم يكن ذلك مملًا، كنت أتطلع بشغف إلى مجيئكِ."
ازداد خفقان قلبها، وبدت ملامح الإحراج على وجه إديل، مع ضيق بسيط في زاوية عينيها بسبب نظرته التي كانت تشعر بها بقوة.
"ألا تقتربين؟ تعالي إلى هنا."
دُعيت برقة من كلماته، فتقدمت إديل نحوه بخطوات بطيئة.
كلما اقتربت منه، زادت ارتعاشات جسدها، فأحكمت قبضتيها على حافة رداء نومها، رغم أنها لم تكن المرة الأولى التي تتواجد فيها معه بمفردها، إلا أن أجواء الليل أضفت توترًا خاصًا.
كايرون بدوره، عندما اقتربت منه وشعر بعبيرها، شدّ قبضته وأرخاها عدة مرات، كان يشعر بضغط الحرارة يتصاعد في عضلاته، وكأن خلايا جسده كلها قد استيقظت وأخذت تهتف بشدة.
توقفت إديل عن التقدم على بُعد خطوة واحدة بينهما، محاوِلة إخفاء نظرة التوتر البادية في عينيها تحت رموشها المرتعشة كأوراق العشب المتمايلة بفعل النسيم.
سادت لحظة من الصمت بينهما، صمت كان يحمل في طياته معاني كثيرة.
بدأت إديل بتحريك شفتيها وكأنها مترددة في بدء الحديث، بادرها كايرون بالكلام أولاً.