96 : حاصد الارواح القادم من الجحيم

52 11 3
                                    


أصبح الصوت المدوي لإطلاق النار على مقربة وكأنه يصم الآذان للحظة، فيما امتلأت الغرفة بسرعة بدخان البارود اللاذع الذي وخز الأنف.

"ما الذي يحدث؟!"

ركض الحراس الذين كانوا يراقبون بالخارج نحو الباب فور سماعهم صوت الطلق الناري المفاجئ، لكنهم، على دراية جزئية بما كان يقوم به الأمير الثاني داخل الغرفة، ترددوا في فتح الباب على الفور.

"صاحب السمو الأمير الثاني! هل أنت بخير؟"

"…أنا بخير، تراجعوا جميعًا!"

"كما تأمر!"

عاد الحراس إلى مواقعهم خارج الغرفة بعد سماع صوت الأمير الثاني الغاضب، وعندما ابتعدت خطواتهم، مسح الأمير الثاني بيده على وجنته التي كانت تؤلمه بشدة.

"أوه…!"

كان موضع مرور الرصاصة يحترق كما لو أنه قد أصيب بحروق، بينما كان يحدق بغضب جامح في من أطلقت عليه النار.

"كيف تجرؤين… على إطلاق النار عليّ؟!"

كانت إديل، التي ضغطت على الزناد، قد استنفدت قواها تمامًا، بالكاد تمكنت من إسناد نفسها على رأس السرير، تتنفس بصعوبة بينما تغمض عينيها، يداها المتهالكتان تدلت بلا حول، وكأنها لم تعد تمتلك القوة حتى لرفع المسدس مجددًا.

"لم أرد التعامل معكِ بعنف، ولكنكِ جعلتِني أفقد صبري!"

انتزع الأمير الثاني المسدس من يديها المرتخيتين وألقاه باستخفاف تجاه الباب، ثم اقترب منها وصفعها بقوة.

"استفيقي!، الأمور تبدأ الآن، لا يمكنكِ أن تفقدي وعيكِ الآن!" (دنتا كايرون هيعمل منك كفتة*

كانت عيناه مفتوحتين على اتساعهما، مظهرتين بياضهما، بينما أمسك بكتفي إديل وهزها بعنف، صعد فوقها ووقف علي جرحها، مما زاد من حدة النزيف.

مع ازدياد الألم، بدأت إديل تفقد وعيها تدريجيًا، وعندما تدل رأسها بلا طاقة، أمسك الأمير الثاني بشعرها بعنف وحاول أن يصفعها مجددًا، لكن في تلك اللحظة…

"توقف…."

سمع صوت ضعيف من خلفه جعله ينتفض ويلتفت، كان رينيان، الذي كان ملقى على الطاولة، قد فتح عينيه ببطء وبدأ يتحدث بصعوبة وهو ينظر نحوهم.

"توقف… عن ذلك…."

رغم استيقاظه بسبب صوت الطلق الناري، إلا أن تأثير المخدر لم يكن قد زال بعد، مما منعه من تحريك جسده بشكل صحيح، حاول بكل جهده أن يرفع نفسه، لكن جسده لم يستجب سوى بارتعاشات ضعيفة وهو مستلقٍ في مكانه.

"لقد استيقظتَ، يا أخي الصغير."

ابتسم الأمير الثاني بتهكم بينما كان ينظر إلى رينيان، بدا مستمتعًا بما يرى، كان بريق عينيه يعكس جنونًا واضحًا، وكأن العقل قد تخلى عنه تمامًا، ولم يبقَ سوى نزعة سادية متوحشة.

زهرة الدوق مصيبتها مصيبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن