95 : الزناد الذي تم الضغط عليه

54 9 1
                                    


عندما لامس طرف سكين ديرينجر فخذ إديل، انتشر ألم لاذع أشبه بإيقاظ الوعي الغافل، تسربت أنّة صغيرة من بين شفتي إديل.

"هاه…"

بإصرارها على عدم فقدان الوعي، قاومت إديل، لكنها لم تستطع تحمل ثقل جسدها المتعب، وسقطت أخيرًا على الأرض.

"يجب أن أستعيد وعيي…"

لحسن الحظ، بدا أن تأثير البخار المنوم قد تلاشى، إذ بدأت الغيمة الضبابية التي كانت تحجب رؤيتها تتبدد، وأصبحت الرؤية أكثر وضوحًا تدريجيًا، ومع ذلك، كانت تكافح لتتمسك بآخر خيوط وعيها عندما سمعت أصواتًا قادمة من الخارج.

"هل كل شيء جاهز؟"

"نعم، يبدو أن الأرشيدوقة والأمير الثالث فقدا وعيهما تمامًا."

مع هذه الكلمات، انفتح باب المدخل المغلق بإحكام، وسمعت خطوات تقترب، صداها يتردد في أذنيها بينما هي مستلقية على الأرض.

"كما توقعت، بخار النوم المستورد من الشرق له تأثير مذهل."

قال هذا رجل يبدو أنه قائد المجموعة، مبتسمًا برضا وهو ينظر إلى إديل ورينيان الممددين بلا حول ولا قوة.

"سأتولى إنهاء الأمور هنا، أما أنتم، فاذهبوا لتأمين الحراسة بالخارج."

"نعم، حاضر."

بعد أن أمر أتباعه بالمغادرة، اقترب الرجل من الطاولة أولاً، مد يده ولمس وجه رينيان الذي كان فاقدًا للوعي، وكأنه يتحقق من حالته.

رينيان، الذي كان ممددًا على الطاولة وعينيه مغلقتين، بدا وكأنه ميت تمامًا، دون أي استجابة، لاحظ الرجل قربة ماء مقلوبة بجانب رأسه وضحك ساخرًا.

"رينيان… لقد كنت تتظاهر بالذكاء دائمًا، لكن انظر إلى حالك الآن، كيف تقع في فخ كهذا؟"

لم يكتفِ الرجل بالبخار المنوم  لضمان فقدان الوعي، بل خطط مسبقًا، قبل بداية مسابقة الصيد، أمر شخصًا بشكل سري بوضع مخدر قوي في قربة ماء رينيان.

قال تاجر من الشرق إن هذا المخدر قوي بما يكفي لإغماء فيل، لذا لم يكن غريبًا أن يسقط رينيان هكذا بلا حول ولا قوة.

"حسنًا، يبدو أن أمر رينيان قد انتهى، لنرَ الآن حالة الأرشيدوقة."

بعد أن تأكد الرجل من أن رينيان غارق تمامًا في النوم، بدأ يتجه نحو إديل التي كانت مستلقية على الأرض، بينما يدندن أغنية بخفة.

"يا للأسف، كيف يمكن لسموكِ أن تكوني مستلقية على أرض باردة كهذه…"

عندما رفع الرجل جسد إديل عن الأرض، شعرت بصدمة لكنها قاومت رغبتها في الصراخ، ضاغطة على أسنانها بشدة، في موقف كهذا، حيث لم تكن تعرف هوية الرجل أو نواياه، لم يكن بإمكانها التصرف بتسرع، قررت التظاهر بفقدان الوعي، فأغمضت عينيها بإحكام وحاولت جاهدة ألا تبدي أي رد فعل.

زهرة الدوق مصيبتها مصيبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن