كانت إديل في القسم الخاص من القطار المُتَجه إلى دوقية إليوس، لقد كانت مساحةً خاصةً لا يمكن أن يستخدمها احد غير عائلة الأرشيدوق.
في اللحظة التي دخلتْ فيها هذا المكان، تفاجأتْ، كان الجزء الداخلي من القطار أشبه بفيلا صغيرة فاخرة.
أما الجزء الداخلي من القسم الخاص، والذي يستخدمهُ افراد الدوقية فقط، فقد امتلأ بالأثاث المصنوع من خشب الماهوجني.
كانت هناك طاولةٌ بها مشروبات مثل الشاي والعصير والفواكه، بالإضافة إلى أريكةٍ ناعمة... وسريرٍ على الطراز القديم حتى تتمكن من الحصول على قسط كافٍ من الرَّاحة أثناء الرحلة الطويلة.
كان من الصعب جداً تصديق ان هذه المساحة، التي كانت تحتوي حتى على حمام مع حوض استحمام، كانت داخل قطار لولا المشهد المتحرك خارج النافذة.
منذ اللحظة التي اختفى فيها الخدم وبقت هي وهو فقط في القسم الخاص، بدأت إديل بالتوتر.
على وجه الخصوص، كانت عيناها تهتز بلا رحمةٍ وهي تنظرُ نحو السرير، لم تتخيل أبداً أنه سيكون هناك سرير في القطار.
ولإخفاءِ توترها، تَعمدت إخراج كتاب من حقيبتها، لكنها لم تتمكن من رؤية الكتابة.
"لقد بدأتُ أشعر بالملل"
بينما كان كايرون يقلب كأس العصير الذي كان يحمله، ظلت مكعبات الثلج تتخبط ببعضها البعض.
"بطريقة ما، أشعرُ بالتعب قليلاً"
عندما سَمِعَتهُ يقول إنه متعب، عبست زوايا عينيها قليلاً.
"لقد عدتُ للمنزل في وقتٍ متأخر أمس..."
اعتقدَتْ أنه ربما كان متعباً بسبب عودتهِ إلى المنزل في وقت متأخر وأنه قد غادر في الصباح الباكر.
لكن لو سمع شيد ما قاله لكان قد صُدِمَ تم تجاهله.
الأرشيدوق، الذي شارك كقائد لقوات الحلفاء خلال الحرب الأهلية في مملكة راثلاند قبل بضع سنوات، قاد العملية بشكل مثالي لمدة ثلاثة أيام دون غَمزةٍ من النوم.
لم يكن هناك ولا حتى أثرٌ للتعب حتى لحظة النصر، عيناه أشرقت بشكل مشرق.
وكان شيد، الذي شهد ذلك بنفسه، سيعلم أن قوله بأنه متعب بعد عودته إلى المنزل متأخراً كان تصريحاً سخيفاً، وانه يكذب.
"هل انتَ متعب جدا؟"
لم يكن لدى الأرشيدوقة الساذجة أي وسيلة لمعرفة هذه الحقيقة، عندما تحولت عيناها المليئةُ بالقلق نحوه، ابتسم كايرون.
"أريد أن أرتاح قليلاً"
وضع كايرون كأس العصير على الطاولة ونهض ببطء من الأريكة.
"هل ترغبين في ان ترتاحي معي؟"
لقد كان يوماً مُنعشاً وصافياً بدون سحابة واحدة في السماء.