توجهت أنظار الحاضرين نحو مدخل القاعة الكبرى. كانت الأميرة أوفيليا أول من دخلت إلى قاعة الاحتفال بخطوات واثقة."إنها الأميرة أوفيليا!"
"لا شك أن لا أحد يمكنه مجاراتها في الجمال."
أثارت أوفيليا، بجمالها الباهر ومظهرها المهيب الذي تميزت به في إمبراطورية ليساندرو، إعجاب الجميع، ولكن لم يكد الحاضرون يلتقطون أنفاسهم حتى دخلت امرأة أخرى خلف أوفيليا، فتجاوزت دهشتهم حدود الإعجاب إلى الانبهار المطلق.
"من تكون هذه السيدة؟"
"هل يمكن أن تكون الأرشيدوقة إليوس؟"
كانت المرأة التي دخلت خلف أوفيليا تملك ملامح جميلة، وبشرة بيضاء ناصعة تشع بالنقاء، كانت ترتدي فستانًا مزينًا بالدانتيل الناعم، تنساب أطرافه كأجنحة الفراشات كلما تحركت، خطواتها الرشيقة أضافت لمسة من السحر، وكأنها جنية زارت عالم البشر.
عندما نظرت بعينيها الخضراوتين، التي تشبه أوراق الشجر في أوائل الصيف، إلى الحضور، شعر كل من وقعت نظراتها عليهم بالارتباك وتملكتهم الدهشة.
قالت أوفيليا بابتسامة راضية وهي تلاحظ اهتمام الحضور، وخاصة الشباب، بإديل : "يبدو أن الكثيرين معجبون بكِ، أيتها الأرشيدوقة."
كما خططت أوفيليا، كانت هذه هي النتيجة التي توقعتها، ثم أضافت بصوت ناعم، لكنه مغلف بثقة.
"هل تريدين أن أقدم لكِ أول من سترقصين معه؟، بما أنني من قمت بمرافقتكِ إلى هذا الحفل، فأنا أملك الحق في اختيار شريككِ للرقصة الأولى."
في إمبراطورية ليساندرو، كان من قواعد الحفلات أن تكون الرقصة الأولى والأخيرة مع الشخص الذي رافقكِ، ولكن بما أن أوفيليا، كامرأة، رافقت إديل، كان يحق لها اختيار شريكها للرقص، وكانت هذه خطة أخرى من خطط أوفيليا.
"حسنًا، من ترغبين أن أقدم لكِ أولاً؟"
بمجرد أن أنهت أوفيليا كلامها، تجمع الشباب من حول إديل كما يتجمع النحل حول زهرة يفوح منها العطر.
"تحياتي لأرشيدوقة إليوس."
"لقد فقدت الكلمات أمام جمالك الآسر."
"هل تشرفينني برقصكِ معي؟"
تقدم الشباب بإعجاب واضح، محاولين جذب انتباه إديل، مما جعل عينيها تتسعان من المفاجأة، بدت غير معتادة على هذا النوع من الاهتمام، واحمر وجهها الناصع، مما زادها جمالًا.
بينما كانت تخفض عينيها بتردد وتفكر في كيفية التصرف، ارتعشت رموشها بخجل، وهو ما جعل الشباب يفقدون صوابهم مرة أخرى أمام هذا الجمال الفريد.
كانت أوفيليا تفكر بجدية بينما تنظر إلى الشباب المتجمعين حول إديل.
'من الذي سأختاره ليجعل الأرشيدوق يشعر بالغيرة؟'