عاصفة الهوى ٥٦

45.8K 2.5K 562
                                    

عاصفة الهوى (٥٦)
بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيمووو

حاتم فضل بره منتظر نهاية المحاضرة ، راقب همس وهي خارجة. خرج وراها وقرب منها: "همس."
وقفت وبصتله بتحذير: "باشمهندسة، لو سمحت ما ترفعش الألقاب بينا."
ابتسم بموافقة: "حاضر، آسف يا باشمهندسة، بس كنت هقولك: عرفتي إن خلود أبوها أخدها؟"
استغربت: "وحضرتك مهتم يعني؟"
حاتم قرب خطوة: "مستقبلها هيضيع. دي كلها كام شهر وتتخرج."
همس رجعت خطوة لورى: "محدش قالك تنسى إنك دكتور وتعمل اللي عملته طالما بتخاف على الطلبة بتوعك."
حاتم حاول يلعب عليها: "هو مش كنتِ بتطلعي لسيف مكتبه؟ إنتِ مجربة، إزاي بتحكمي علينا؟"
همس بصتله بحدة: "بطلع لسيف مكتبه أسأله، وعمري ما طلعت لأي سبب تاني. غير إني مكنتش بطلع لوحدي، كنت باخدها هي معايا وهالة كمان. وفوق كل ده، سيف دكتور محترم وعمره ما تعدى أي حدود معايا. فحتى لو كنا بنحب بعض وكان الشرح والسؤال ده مجرد حجة نشوف بعض بيها، بس في النهاية كان في احترام متبادل بينا. بعدين لو بتحبها زي ما بتقول، روح لوالدها واطلب إيدها رسمي واعتذرله، واقنعه يخليها ترجع لدراستها. ده لو كنت راجل بجد وبتحبها فعلًا."
ابتسم بغيظ منها لأنه كان متخيل إنه هيعرف يكسب تعاطفها مش تقلب الدفة عليه بالشكل ده.
سابته ومشيت لأصحابها، وقفت معاهم.

مؤمن كلم المحامي وبلغه بنيته إنه يتنازل ويوقف قضية الحضانة، وإن نور هتوقف هي كمان القضية، بس فريد رفض تمامًا: "غلط طبعًا اللي حضرتك بتقوله ده، أنا هكمل القضية وهجيب الحضانة الكاملة ليك."
مؤمن بدفاع: "وليه قضايا وليه محاكم؟ هي متنازلة."
فريد قعد قصاده: "يا حبيبي افهم، دي لعبة المحامي بتاعها عاملها. مفيش حاجة اسمها أم متنازلة عن الحضانة، دي بتلعب بيك. هتتنازل النهارده وبعد شهر ولا شهرين هتروح ترفع قضية تانية وتطالب بحضانة إبنها وهتاخدها."
مؤمن بتهكم: "ما تاخدها دلوقتي مش قلت الموضوع في صفها؟ بتتنازل ليه؟"
فريد: "علشان دلوقتي مبقاش في صفها، ومحاميها عارف ده كويس. الأول آه قلتلك مفيش سبب إنها ما تاخدش الحضانة، وقلتلك صعب. لكن دلوقتي بعد اللي حصل لإبنك خلاها غير كفء وبقت نقطة سودا عندها. إبنك تاه يومين، وده هيخلي القاضي يحكم لنا الجلسة الجاية. لكن المحامي عمل كده لأنه عارف إنه هيخسر، فقال يلعب بيك ويعدي موضوع التوهان ده. بعدها تروح ترفع قضية تانية وهتكسبها."
مؤمن بتأكيد: "ماشي، هخليها تمضي على إقرار بالكلام ده."
فريد عمل صوت ببوقه تريقة: "بله واشرب ميته، مفيش الكلام ده. قانونًا مفيش حاجة اسمها أم تتنازل. لو بكرة رجعت في كلامها، هتاخده منك. بس تنيمك لحد ما يتنسي اللي حصل، وبعدها تقولك إبني عايزاه والحضانة بتاعتي وتاخده. فهمت؟"
مؤمن قعد مكانه وبيفكر في كلام فريد. معقول نور وافقت علشان تخدعه؟ بس مش معقول، ليه؟ دي مش طبيعتها. ده إذا كانت فكرت تخطف إياد علشان توجع قلب أمل وكريم، فإزاي مش هتخدعه هو؟
فريد: "أنا هكمل إجراءات الدعوى، والحضانة تبقى ليك. بعدها عايز تسمح لها تشوفه براحتك واعمل كل ما بدالك. بس تبقى في مركز قوة مش ضعف. وفي النهاية براحتك."
مؤمن بص له: "خلاص كمل إجراءاتك."

عاصفة الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن