عاصفة الهوى ٥٤

42.2K 2.4K 336
                                    

عاصفة الهوى (٥٤)
بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيموووو

كريم أول ما سمع اسم إيان وقف بسرعة، أخذ مفاتيح عربيته وطلع معاها: "نكلم مؤمن؟"
نفت بسرعة: "لأ، أوعى، نتأكد الأول وبعدها نكلمه، بلاش تديه أمل أو توجعه زيادة لو مش موجود."
ركبت جنبه في العربية، وهو اتحرك على الموقع اللي في موبيلها وسألها: "جبتي الأخبار منين؟"
أمل حطت إيدها على قلبها: "هحكيلك بالتفصيل بس مش دلوقتي أرجوك، قلبي هيقف من الوجع والحماس. إيان حتة من قلبي زي إياد."
سكت ومحبش يزود، لأنه هو كمان إحساسه زيها، قلبه بينبض بحماس مخلوط بخوف ورعب.
سألها: "أمل، إحنا داخلين كده على البدرشين، إنتِ متأكدة من اللوكيشن؟"
بصتله بحيرة: "طبعًا مش متأكدة. بص، أنا وهمس عملنا إعلانات في كل مكان على السوشيال ميديا، وهمس بعتتلي رسالة إن واحدة كلمتها وقالت إن إيان عندهم. كلمتها وأكدت إنه معاها، وعرفتها إزاي تبعتلي اللوكيشن وبعتته. هل كلامها صح؟ هل بتكذب عليا؟ معرفش. اللي عرفاه إني عايزة أطير لهناك. فكرت أروح لوحدي بس خوفت يكون حد بيكدب أو عنده غرض تاني لأننا قلنا في مكافأة مالية كبيرة."
كريم بصلها: "لو كنتِ روحتي لوحدك كنت هقتلك أنا، الحمد لله إنك ما اتهورتيش."
طلع موبيله وفتح لايف لوكيشن مع حد. فسألته: "أوعى يكون مؤمن؟"
نفى بحركة من رأسه، وبعدها موبيله رن، فرد: "أيوه يا سيف، بقولك أنا بعتلك اللوكيشن بتاعي علشان لو أي حاجة حصلت تعرف توصلي."
سيف كان في عربيته رايح الشركة، فاتكلم باستغراب: "مش فاهم حاجة. إنت رايح فين؟ طيب أجيلك؟"
كريم بسرعة: "لا لا، بص، أمل ومراتك عملوا إعلانات."
حكاله اللي فهمه من أمل كله.
سيف باستحسان: "طيب، كويس إنك فكرت تبعتلي اللوكيشن. أنا معاك، ولو في أي حاجة كلمني، ولو عايز أجيلك عرفني برسالة حتى. مؤمن عارف؟"
كريم: "لا، محبناش نقوله غير لما نتأكد. بلاش نديه أمل كداب. بس يارب نلاقيه."
كريم وصل اللوكيشن، وأمل طلعت الموبايل واتصلت بالبنت: "أيوه، أنا وصلت اللوكيشن، عند صيدلية آل عمر."

"تمام، أنا منتظراكِ بالله عليكِ بسرعة."
أمل قفلت وبصت لكريم، مسكت إيده: "بتقول نازلة، قلبي هيقف يا كريم."
كريم ضغط على إيدها: "يارب خير، ما تنزليش من العربية إلا لو شفتي إيان، تمام؟ غير كده ما تنزليش."
الاتنين قعدوا في صمت تام منتظرين. كريم موبايله رن، فاتخضوا الاتنين، ورد بسرعة: "أيوه يا سيف."
"إنتو واقفين صح؟ اللوكيشن مش بيتحرك."
كريم: "أه، وصلنا، المفروض واقفين عند صيدلية ومنتظرين البنت تنزل بإيان، ما تتخيلش التوتر اللي إحنا فيه."
"خير إن شاء الله، طيب خلي الخط مفتوح تمام لحد ما تشوف في إيه."
أمل لمحت بنت طالعة وشايلة عيل على كتفها، وكانت هتنزل من العربية بس كريم مسك دراعها: "استني، قلتلك لما تشوفي إيان، مش أي عيل على كتفها."
انتظرت بتوتر وماسكة إيد كريم. البنت جاية لعندهم وبتتلفت حواليها مش عارفة هم فين ، فاتصلت بأمل: "هو حضرتك فين؟ أنا طلعت بس مش شايفة حد."
أمل: "هو نايم ليه؟ ولا ماله؟"
البنت: "زعلان، مش نايم."
أمل اقترحت: "قوليله يلا نروح لإياد؟"
البنت شايلة الولد على كتفها وبتكلمه: "نروح لإياد، يلا؟"
الولد رفع رأسه وبص لقدام: "يلا ياد."
كريم وأمل، في اللحظة اللي شافوه، نزلوا الاتنين جري من العربية: "إيان!"
سيف سامعهم وحس إن قلبه هيقف من الفرحة، وضغط على الدريكسيون في إيده.
إيان أول ما سمعهم زق البنت اللي نزلته على الأرض وطلع يجري عليهم. أمل شالته في حضنها وبتبوس فيه، وكريم كذلك بيبوس فيه. فرحتهم بيه كانت لا توصف أبدًا. البنت واقفة متابعاهم ودموعها نزلت.
قربت منهم: "حمدالله على سلامته، والله قطع قلبي اليومين اللي فاتوا من العياط."
أمل بصتلها: "إزاي وصل لعندك؟"
البنت ابتسمت: "النصيب جابه لهنا، طيب اتفضلوا تعالوا نشرب أي حاجة."
كريم اعتذر: "اعذرينا دلوقتي، إحنا هنتفضل، بس الأول نطمن العيلة. ما تتخيليش حالة الكل إيه، جدوده بالذات قلبهم موجوع. هنرجعلك تاني."
إيان بص لكريم: "بابا، يلا ياد، يلا بابا بيت."
كريم أخده من أمل وحضنه أوي: "يلا يا روح قلبي، يلا."
البنت بفضول: "مين ياد اللي كل شوية يقول يلا ياد؟"
كريم سبقها للعربية، وأمل وقفت معاها: "إياد أخوه، متعلقين ببعض والاتنين هيتجننوا على بعض. المهم، إزاي وصلك لحد هنا؟"
البنت: "هو ما وصلش لهنا. أنا كنت في شغلي، أنا لا مؤاخذة بنظف بيوت يعني وكده و..."
حكتلها سريعًا إزاي وصلت لإيان وإزاي رجعت بيه بيتها.
كريم في العربية شاف موبايله والخط مفتوح: "أيوه يا سيف، إيان معايا."
سيف بارتياح: "ياااه أخيرًا، كلم مؤمن طمّن قلبه."
كريم ابتسم: "هاخده لعنده، الاتصال مش هينفع، أنا رايحله، وإنت..."
قاطعه سيف بابتسامه: "مش هتكلم لحد ما توصل لمؤمن وياخد إبنه في حضنه، خلي اللايف مفتوح لحد ما توصل البيت واطمن تمام."
أمل رجعت العربية وأخذت إيان من كريم، حضنته، وهو اتحرك بسرعة. اتصل بمؤمن: "إنت فين؟"
مؤمن: "لسه صاحي، هاخد شاور وألبس وأنزل."
كريم: "خد شاورك وألبس وانتظرني في البيت، أنا جاي في الطريق. يلا سلام."
قفل قبل ما يرد، وأمل استغربت: "ليه ما قلتلوش؟"
كريم ابتسم: "علشان الانتظار قاتل، وقلبه هيفضل يوجعه لحد ما نوصل. قلبي وجعني من لحظة ما قلتِ لي لحد ما وصلنا هنا، فمالوش لازمة، وكلها شوية ونوصل."

عاصفة الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن