رواية || تحدي الصعاب VIP

30 : || الشجرة الأسطورية. ||

.:: الفصل الثلاثون ::.

الشجرة الاسطورية ! 🌳

..
..

عاد تداسي إلى منزله و قد كان سعيدا من أجل صديقه جيلبرت الذي بدأ يتغير تغيرا ملموسا ... و حالما وصل إلى قصر عائلته اتجه كالعادة إلى غرفة جدته.

دخل و ألقى التحية عليها و على تداشي ثم سار نحو سريرها الذي تجلس عليه و قبل يدها و جبينها احتراما لها.

لاحظت الجدة وجود لاصقات الجروح على وجهه إثر ذلك الشجار فسألته عنها بصوتها الهادئ : ماذا حل بوجهك يا بني ؟

أجابها تداسي على سؤالها ببعض الارتباك : كل ما حصل هو أنني تشاجرت مع مجموعة من الصبيان دفاعا عن صديقي.

ثم ظل يتحدث مع جدته عن أمور متنوعة ... كان تداشي يجلس معهم في الغرفة ذاتها إلا أنه كان هادئا للغاية.

لاحظ تداسي عليه شروده و هدوءه و قرر سؤاله عن سبب تفكيره العميق إلا أنه فضل أن يحدثه خارج غرفة الجدة ... لو كانت عنده مشكلة من نوع ما فسيخبره بها دون الحاجة لمعرفة الجدة بالأمر فهو لا يحب إقلاقها عليه و على تداشي.

نظر تداسي لأخاه ثم قال بابتسامة : كيف هي الروضة معك ؟

كان تداشي الجالس بجوار شقيقه على الكرسي ينظر إلى حيث قدميه اللتان يحركهما و يأرجحهما بهدوء ... و لما سمع سؤاله حرك نظره نحوه بنظرة غريبة ثم أعادها إلى قدميه و أجاب بنبرة هادئة يتسللها بعض الخوف و الارتباك : لا بأس بها.

حينها شعر تداسي بضرورة التحدث مع أخاه فنبرته كانت غريبة و مثيرة للحيرة.

وقف من على الكرسي و أمسك بيد أخاه و قال بابتسامة و مرح : جدتي سنخرج الآن من الغرفة فأنا و تداشي نود اللعب في حديقة المنزل و لا نريد أن نثقل عليك ... إذا أردت أي شيء فاتصلي على هاتفي المحمول.

ابتسمت الجدة ابتسامة حنونة و بلطف قالت له : يمكنكما الذهاب ... رافقتكما السلامة.

خرج تداسي من الغرفة و هو يسحب أخاه معه بعدما أغلق أضواءها بناء على طلب جدته ثم سار به حتى وصلا إلى حديقة القصر.

هناك جلس تداشي على الأرجوحة الموجودة في الحديقة بهدوء و لم يتأرجح بها بينما وقف تداسي على الأرجوحة المجاورة لأرجوحة شقيقه و بدأ يحركها بخفة.

كان الصمت هو سيد الموقف ... لم يتحدث كلاهما لفترة بل ظل كل منهما على حاله.

كان تداسي قد فكر بترك تداشي يخبره بما يشغل تفكيره وحده إلا أن ذلك يبدو مستحيلا فهو لم ينبس ببنت شفة منذ خروجهما من غرفة الجدة ... و هنا قطع تداسي ذلك الجو الصامت بقوله : هناك ما يشغل تفكيرك ... أليس كذلك ؟؟