.:: الفصل السابع والستون والنصف. ::.
ذكريات من الماضي (٢).
..
..في غرفة كبيرة فاخرة حيث عم الهدوء والسكون أرجائها ... فتح تداسي عيناه ببطء ثم أخذ يتلفت حوله وكان يشعر بألم شديد في رأسه.
اعتدل في جلسته وأخذ يتساءل عما حصل ... فجأة تذكر كل شيء فصاح وهو يقول: كاورو!
فسمع صوتا مألوفا: ما الذي تهذي به أيها الطفل؟
رفع تداسي نظره ناحية مصدر الصوت ليجده عمه كارل برفقة خاله يوجين فقال لهما بقلق: ما الذي حصل؟ أين هما كاورو وكاوري؟ ... أهما بخير؟
أجاب يوجين: كل ما حصل أننا مررنا صدفة بالحديقة التي ترتادها أنت وأصدقاؤك دائما ووجدنا الصبيان اللذان كانوا يقومون بأذيتكم وقد ولوا بالفرار ... وحين اقتربنا منكم وجدناك فاقدا للوعي مصابا بإصابة في رأسك وكاورو بدى متعبا للغاية ... اضطررنا لنقله إلى المشفى ... كاوري بخير لا تقلق عليها.
قال تداسي والقلق بادٍ على تقاسيم وجهه: وكيف هي حاله؟؟
ابتسم كارل ابتسامة لطيفة وقال مطمئنا: إنه بخير تماما ... لكن عليه البقاء لمدة في المشفى ... لا تقلق في حلول الغد سيخرج منها.
سكت تداسي ثم أخفض بصره للأسفل حيث الغطاء ... استغرب كل من كارل و يوجين من تصرفه فقد بدى محطما ومنكسرا للغاية فاقتربا منه وقال يوجين: تداسي ...
ثم لاحظا تلك الدموع التي أخذت تنساب على وجنتيه فقال كارل: تداسي ... ما بالك؟ ... لم تبكي؟ ... أرأسك يؤلمك؟
أجاب تداسي بصوته المخنوق: يؤلمني كثيرا!
ثم أردف: لكنني لن أبكي من أجل شيء كهذا ... أنا فعلا سعيد لأن كاورو بخير ... لكنني ... لكنني هذه المرة كنت السبب في دخوله للمشفى.
قال يوجين باستنكار: ما الذي تتفوه به أيها الطفل؟ ... كاورو كان متعبا منذ البداية وكان لابد له الذهاب عاجلا أم آجلا ... لم تكن السبب في دخوله للمشفى.
قال تداسي بانفعال: بلى! ... أنا السبب! ... لو كنت أقوى قليلا ... أقوى ولو قليلا فقط ... كان بإمكاني حمل كاورو بلا تعب وإعادته لمنزله بأسرع وقت قبل أن تسوء حاله ... أو على الأقل كنت سأتمكن من التصدي لأولئك الحمقى ... فقط لو كنت أقوى!!
قال يوجين في نفسه معلقا على ما سمعه: ألا يعلم أن حمل شخص ما أو التصدي لمن هم أكبر سنا منه يحتاج قوى كبيرة تفوق قوة طفل صغير مثله؟
شد تداسي يديه ليمسك الغطاء بقوة أكبر وانسياب دموعه في ازدياد ثم قال بألم: أريد أن أصبح أقوى ... الضعف مؤلم! ... لأول مرة أشعر فيها أن الضعف فعلا مؤلم ... يجعلك تفكر بجبن طوال الوقت ... يجعلك تفكر بأنانية ولا تفكر سوى بنفسك وكيفية الهرب مما أنت فيه ... أريد أن أصبح أقوى لأنني لا أريد أن أفكر بجبن ثانية ... أريد أن أكون شجاعا حتى أدافع عن نفسي وعمن أحبهم كما ينبغي ... حتى لا اضطر لتركهم خلفي ثم الندم طوال الوقت.
أنت تقرأ
رواية || تحدي الصعاب VIP
Fiksi Remaja.. "أنَـا الفَـتى الـذي يجْعـلُ مِن المُسْتحِــيلِ مُمـكِـنًا" ! .. 「 مكتملة 」 الجزء الأول من الرواية (لايت نوڤل) الغلاف والرسومات داخل الكتاب جميعها من رسمي ♡ هذا الجزء عن الصداقة وبه جانب رومانسي. يرجى قراءة «المقدمة» قبل الشروع في القراءة. .. +12...