part 4

2.2K 114 151
                                    

يجلس جون أمام الحاسب الآلي ، يراقب الكاميرات التي بالشوارع لعله يستطيع رؤية ايلين المفقودة ، وكانت تجلس بجانبه كارولين تعبث بهاتفها بعد أن رحب بها الجميع بعودتها لعملها مجدداً ، فزفرت بتملل ثم تنحنحت قائلة وهي تغلق هاتفها تضعه علي المكتب بهدوء : " عن ماذا تبحث جون ؟  "

قال جون وهو لازال ينظر الي الحاسوب : " انظري كارول ، انه رابع يوم علي اختطاف حبيبة صديقي ، وأنا أبذل قصاري جهدي حتي أجدها ، لأنني وعدته بذلك وعليّ أن أوفي له بوعدي .. "

اومأت له بصمت متفهمه ، ثم أكملت قائلة ببراءة : " أيمكنني مساعدتك ؟ "
اومأ برأسه سريعاً موافقاً ، وهو يُخرج من جيبه صورة ايلين يعطيها لكارولين لكي تبحث معه عنها في الكاميرات علي الحاسوب ..

فنظرت ايلين الي الصورة ثم شهقت بذعر وهي تضع يديها علي فمها قائلة بصدمة : " ايلين !! "

نظر لها جون بتعجب ، قائلاً بإستفهام : " هل تعرفيها ؟ "

اومأت له ولازالت علامات الصدمه علي وجهها لتقول بقلق : " هذه حبيبة زين الذي كان يحدثني عنها دائماً ، هكذا أصبحت الأمور واضحه "

نهض جون من مكانه وهو يعقد حاجبيه قائلاً بجدية : " مهلاً مهلاً ، ومن أين تعرفين زين ؟ أنا لا أفهم شيئاً "

تنهدت براحه وهي تضع يديها علي جبينها قائلة بهدوء : " عندما تركت عملي ورحلت عنكم جميعاً ، ذهبت الي فرنسا لأكمل حياتي هناك ، وبالصدفه قابلت زين بالمطعم وأصبحنا أصدقاء ، وحينها كان لا يحدثني سوا عن ايلين وعن حياتها وجمالها وشخصيتها وهكذا .. ، وقبل أن يعود لندن كان يحاول اقناعي بالعوده معه لأعود الي طبيعتي مره أخري ، ولكني رفضت في البداية ، وجئت بعد أن عاد زين الي لندن بإسبوعين ، وقابلته علي الشاطئ وكان يبدو عليه الحزن والأسي ، وحينها لم أكن أعلم ان ايلين اختطفت ، لأن زين كتوماً دائماً .. فالآن أصبحت الأمور واضحه بالنسبة لي "

كان ينصت جون اليها بإهتمام ، حتي انتهت من حديثها وجلس علي مقعده امام المكتب وعلي وجهه الغضب والإستياء قائلاً : " لقد تحمّل زين الكثير من العواقب في حياته ، وساعدنا جميعاً دون أن ينتظر مقابل ، كان لطيفاً معنا رغم حزنه الذي يدفنه بداخله ، وأعتقد أن اختطاف ايلين كانت أقوي صفعه له .. وهو عاجزاً لا يستطيع فعل أي شئ لينقذها "

نهضت كارولين نحو جون وهي ترتب علي كتفيه بإبتسامتها المشرقة قائله بهدوء : " لا تقلق ، سنرد له المعروف وسنجدها ، نحن لن نستسلم بهذه السهولة جون "
_______________________________________________________________
تلك الغرفة المعتمه قد انفتح بابها أخيراً ، وظهر منها نوراً بسيطاً لتتأكد ايلين أنها لم تصيب بالعمي حتي الآن ، ليدخل ( جورج ) بإبتسامته البارده التي تجعل ناراً تقيد بداخلها ، فيحدق بها ، الي الدماء والكدمات التي لازالت تاركه اثر بجسدها ، والي ساقيها ويداها المقيدين بالحديد ، والي نظرة الخوف التي بعيناها تنتظر ما سيحدث لها اليوم من هذا اللعين ، فيتقدم خطوات بطيئة نحوها ليكون امامها تماماً وهو يجلس علي ركبتيه ينظر الي جروحها قائلاً بإبتسامه مستفزه بارده : " ماذا بكِ ؟ هل هذا كان مؤلماً ؟ "

To infinity - إلي مالا نهايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن