رغيفةُ ديـــن || زين مالك

صلاةُ الميت || ٣١

الحُب مثل الموت وعدُ لا يُرَدّ ولا يزول
- محمود درويش
_______________________

وفي صباح حزين يملئه الأنين صوت البكاء بدل من تغريد  العصافير ...

انتهى المُكفن بعدما وضئه وضوء الصلاه غسل جسده لثلاث مرات بالماء وعطر جسده بالسدر والكافور ثم لفهُ بقماشه بيضاء ثلاثاً وربط أعلى رأسه ومنتصف جسده واخيره عند قدميه ..

يسطفون المسلمون في المسجد كان هناك الكثير من المصلين حتى أن هناك أُناس من خارج القريه
كلما حسن خُلقك كثر المصلين عليك والداعين لك خيراً.

وقف زين أمام جثت خاله البيضاء ينظر بصمت غريب ثم خلع ردائه وغطاه عاد بخطواته للوراء استعداد لتكبير  ولكن انحنى رأسه بدا ضعيفاً

لذا تقدم عمر وضع يده على كتفه واشار له متبسماً بحزن عاد زين لصف الاول خلف عمر الذي اقام صلاةً لأول مره  ... وكانت صلاة لميت
لا تحوي ركوعاً او سجود ..

يقفُ أمام رأس جثة ذاك الرجل المحبوب ليكبر تكبيرة الاحرام ومن ثُم يقراء الفاتحه بعدها يكبر آخرى ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً كما في التشهد الاخير من صلاة الفريضة ثم يكبر آخرى
ويدعو للميت
كان صوتهُ معتدلاً واضحاً
:
اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار. اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً. اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته. اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب.

وعندما قال
:اللهمّ اّنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته.

سكت باكياً متأثراً لوهله ثم اكمل يدعو
:اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين. اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسن أولئك رفيقاً. اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة. اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور. اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم.

واخيرا يكبر للرابعه ثم يسلم للجهةِ اليمنى فقط .

وفي طريقهم حاملين الجُثةً على اكتافهم يتسابقون الاجر  قاصدين القبر وعند وصولهم القوا التحيةً على موتاهم
"السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون "