رغيفةُ ديـــن || زين مالك

فجيعه || ٤١

"لا علاقة لي بنواياك الحسنة حين
تكون أفعالك سيئة ولا شأن لي
بجميل روحك ما دام لسانك مؤذيا .!"
-نجيب محفوظ
_____________

لنعود بالقطار إلى الوراء حيثُ تلك القريه التي انقلب حالها إلى سوء ..

وخاصه بعدما انتهى دور تلك الراهبه في تلك الكنيسه هاربه من كُل شيء

نادى القسيس افقه راهبات الكنيسه في غضب منها عظيم لثاني مره تُسيء لدين
: جلالتك امرتني ؟

عيناهُ تصفُ حزنهُ على افعالها،وحزمُ يملئه صوته قائلا: بعد تفكيرٍ طويل .. الطرد هو انسب قرار في رأينا

اومأت والعارُ يعتريها
: اعلم مافعلتهُ خطأ ولكنها صغيره في السن ولازالت تحتاج إلى النضج 

قطع حديثها قائلا : لقد طردت مارلين مُنذُ زمنّ طويل

صمتت لبرهه ثم اردفت على مضض: قرارٌ حكيم
انا سأعود إلى عملي

وقبل ان تختفي عن الانظار سحب اقدامها إلى الوراء ووكز عيناها حتى اصبح بؤبؤيه في منتصف البياض من الصدمه
القس: ولكن أنتِ من طرد اليوم ياسيده مريم

لدقيقه كانت تمثال يعبر عن الدهشه حتى تلقت تلك الصدمه وعادت بجسدها تنظر إلى القس منعقدة اللسان: لم افهم !! أنا .. كيف هذا؟

يشربُك اصابعهُ خلف ظهره بجديه يقول: أنتِ اسأتي لدين واثمتي فيه بسبب تلك الفتاه وجودك هنا سيضر بالرهبنه اشاعاتُ عن كنيستنا تملاء القرى المجاوره الجميعُ يتحدث بسوء عن المسيحيه بأننا نرغم الفتيات على الرهبنة وأننا نعذب العاصين في سجون تقع في قبو الكنيسه
لم نعد نحتمل اكثر هذا الظلم الذي انتِ سببه وطردك من الرهبنه سيكون رداً واضح على هذه الافتراءت

تضربُ برفق اعلى صدرها ، استعبارٌ يغطي صوتها في عتاب يملاءُ مدامعها: أنا السوء !! أنا السوء !! أنـا السوء لهذا الدين !؟ بعد كُل تلك الاعوام والسنين !! عندما اتيت هذه القريه كانت هذه الكنيسه الضخمه غرفه صغيره وكان نصرانها ملحدين

تزيدُ من ضراباتها وعلو صوتها الباكي: أنا بنيتُ هذه الكنيسه .. انا جلبتكُ من اقصى المدينه .. انا ملئتها بالرهبان و النصارى .. كتبتُ انجيلا بأسم هذه الكنيسه ..اصبحتُ انا سوء هذا الدين !؟ بعد هذا العمر الطويل لم انم لشهور وقفت على ابوابٍ اوصدت في وجهي نهاراً حتى المساء لادعوهم لدين اصبحتُ ان سوءً له !!

تقدمة كاثرين وجورجيسيا يمسكان بكفها يحمونها من نفسها .. دفعت باكاثرين تصرخُ قهراً:
وهذه !! ألن تطرد على مساعدتها !!