1- الانتحاري

215K 4.1K 883
                                    

في هذه الحياة آلاف القصص تنسج كل يوم .كل انسان منا في قلبه يحمل قصة, و أنا لن اذهب بعيداً و سأحكي قصتي. قد تبدو للبعض شيء لا يعني الكثير لكنها كانت بأحداثها ..حياتي.

منذ سنوات قليلة مضت ,انطلقت في رحلة للبحث عما أسميته مستحيلاً لا يمكنني العيش بدونه!
أن أبحث عن أحد لا أعلم عنه شيئاً سوى ان قلبي اصبح معلقا في حل لغزه المحير . هل كان حباً ام فضولاً ؟ عشق ام جنون؟ غباء او اتباع حدس ؟ لم اكن ادر في بادئ الامر .. كل ما عرفته هو انه يجب عليّ ان اخوض الدرب حتى نهايته لاقيّم كيف عشت .

لم يكن لدي رؤية عماذا كنت سأواجه و لم أملك خطة سوى البحث المنظم و انتظار لفتة رحيمة من القدر لنلتقي.
جبت شوارع المدن الغريبة عليّ، ابحث عنه في كومة القش اللامتناهية التي كانت امامي .

مدينة تلوى اخرى ، قابلت اناسا جعلوا حياتي اسعد و اخرين جعلوها صعبة و خطرة مما استدعاني في احيان على الرحيل .. لكن و مع كل تجربة و تفاعل جديد مع احدهم . كنت استشف خبرتهم و اتعلم درسا جديدا عن الحياة منهم ، و من المواقف .. و من الزمن .

لكن القصة لم تبدأ في الحقيقة الا في مدينة - ساينتوود , عندما ترجلت من الحافلة التي اوصلتني هناك و انا احمل حقيبة ظهري و آلة التصوير التي لم تكن تفارقني . هكذا كنت دائماً ( جاين ) التي تحمل كل ممتلكاتها معها اينما ذهبت , كون ما كنت املك لم يتجاوز ما تتسعه حقيبة ظهري الصبورة!

نزلت في تلك المدينة الجديدة كلياً عليّ في وقت متأخر من النهار , في جو شتوي بارد للغاية .لم يكن الثلج يتساقط بالرغم من ان الطقس كان بارداً بما يكفي لتعتقد ان هنالك عاصفة ثلجية تعصف بالارجاء.

تنفست بعمق ثم زفرت هواء رأيته يتجمد و يتسامى في لحظات.
لكن ذلك الطقس القاس لم يمنعني من ملاحظة مدى روعة تلك المدينة و جعلي اتجول فيها . كانت السماء تتزين بألوان تأسر القلوب .بينما الشمس تنسحب من الأفق بهدوء ,كانت بقية الألوان تجري خلفها تؤدي رقصة وداع حزينة و مبهجة في الوقت ذاته.

أخرجت آلة التصوير و بأصابعي الباردة و المنملة بدأت ألتقط الصور لتلك اللحظات السحرية . بينما أنا أفكر "من وراء تلك البنايات الاسمنتية التي لا حياة فيها كانت الشمس ترسم لوحات تجعلها تبدو اكثر دفئاً".

في احدى صوري التي قربتها لاتأمل روعتها وجدت شيئاً تمنيت لو انني كنت اتخيله و لم يكن يحدث حقاً .
رفعت رأسي نحو البناية لاتأكد فرأيت ما أثار في داخلي الرعب و الهلع!
هناك على إحدى البنايات العالية الواقفة امامي ، كان على سطحها ظل آدمي على الحافة يتهادى.. و بدون تفكير مطول كنت قد وجدت نفسي أجري نحو ذاك السطح تاركة كل شيء أحمله ورائي, ملقياً على الأرض. و أنا أفكر أنني لن ادع ذلك يحدث.. و لن ادع أحدهم يتخلى عن حياته بينما انا اشاهد دون ان افعل شيئاً.

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن