كانت الساعة الثانية بعد الظهر بالفعل ، بينما كنت لا ازال عالقة في زحمة السير ..بقيت اشتم اختيار بيتر لمكان الزفاف الواقع في الجهة المقابلة من المدينة و في مكان بعيد حقاً!
كنت خائفة جداً من تأخري و عندما وصلت كان عليّ أن اتشاجر اولاً مع المسؤول الأمني للقاعة كي يدعني ادخل .انا " ارجوك دعني ادخل انت لا تعلم أنه يجب عليّ ايقاف العرس مهما كلف الأمر!"
الرجل و ابتسامة على وجهه" انتِ تعطينني أسباباً أقوى كي امنعكِ من الدخول!"
انا يائسة " ارجوووك بيتر صديقي الوحيد و لا اريد ان أراه يتزوج من تلك الخائنة-"
قاطعني " يبدو انكِ اسأتي فهم شيء ما فالعروسين هما مارك و سارة "
انا في حالة من اللا تصديق " حقاً ؟! هل انت متأكد من الأمر؟"
أشار بيده إلى لوحة غير بعيدة كنت على عجلة من أمري بحيث لم الاحظها مسبقاً .و بالفعل كان ما يقوله الرجل صحيحاً و لم يكن العروسين الا مارك و سارة .شعرت بالراحة وابتسمت ابتسامة عريضة و انا أشكر الله.
كنت اعتزم الرحيل لكني تذكرت اني لابد أن أخبر بيتر على أية حال كما أن فرصتي الوحيدة كانت امامي.فبعد ساعات كنت سأسافر مغادرة المدينة للابد!
عدت إلى المسؤول الأمني الواقف امام البوابة مجدداً و هذه المرة وعدته بأن لا اتسبب بأية مشاكل .
بعد دقائق من المحاولة وافق اخيراً على ادخالي. في داخل القاعة وقفت سعيدة امسح بنظري المكان بحثاً عن بيتر .مرت لحظات طويلة من البحث حتى وجدته يرتدي بزة قرمزية و يبدو غاية في الروعة. سعدت لرؤيته يتخلى اخيراً عن الوان ملابسه السوداء، كنت فخورة به .
جمعت عزيمتي لاخبره بما حدث البارحة. ثم انطلقت نحوه لأقلص العشرة أمتار التي فصلتنا بخطوات واثقة.
كان بيتر مشغولاً بالحديث مع مجموعة من الناس و لا اعلم كيف حدث الأمر بأن ألتوت قدمي و خذلني حذائي ذو الكعب العالي لاسقط!
حاولت التمسك بأي شيء إلى جواري و كان اختياري خاطئاً لاني فقط تسببت بعدم توازن أحد المضيفين لينتهي بي الأمر في ان يتم غسلي بالمشروبات!
احسست بالاحراج لحد لا يوصف و كان من حولي قد تجمعوا لينظروا نحوي.
في الحياة هنالك تلك اللحظات التي تتمنى فيها الاختفاء او ان تصبح فجأة العدم، شعرت بذلك في ذلك الموقف وتمنيت لو انني فقط اختفي.
لقد تسببت بضجة جلبت انتباه الجميع و ساد الصمت للحظة بدت كسنة كاملة ،تكلم احدهم اخيرا ليكسر جمود الموقف عندما سألني أحدهم أن كنت بخير .
لم أتمكن من رفع رأسي لمواجهة كل تلك الوجوه الساخرة .اعتذر المضيف لي لكني لم أتمكن من قول شيء سوى " لا بأس انا بخير الان!" حاولت الوقوف و انا اريد الفرار و كل رجائي أن بيتر بطريقة سحرية ما ، لم يرى ما حدث .
لكني لم أتمكن من الوقوف لا اعلم هل كان الانتباه الشديد الذي وجهه الاخرين اليٌ ما جعلني متجمدة المفاصل ام ان كان جسدي تخلى عني من شدة انحراجه مني ، سريعاً شعرت بذراعين يساعداني على الوقوف.
نظرت إلى الرجل لاجده بيتر دون غيره.. ذلك ما كنت اخشاه و كم يحدث أن تتحقق أسوأ مخاوفنا .تبلل ثوبي و شعري و كنت في حالة لا يحسد عليها. لم ارده ان يراني و انا بذلك الحال ،لكن ماتم قد تم.
شجعت نفسي بأن اتماسك و ان لا أموت خجلاً من نفسي.
غطيت وجهي بمحفظتي اللماعةالصغيرة و انا افكر ( ربما لم يتعرف عليّ بعد.. كل ما عليّ فعله هو المغادرة بأسرع ما يمكن)
أنت تقرأ
مــن انـت ؟ ( مكتملة )
Science Fictionتنطلق شابة في رحلة البحث عن من احبت .شخص لم تعرف عنه الكثير لكنها رغم ذلك لم تستطع ان تعيش بدونه ، في كل المدن وبلا كلل الى ان يستوقفها رجل غامض انتحاري ! عندها تتعقد خطتها البسيطة ، وتتوالى الاحداث.