استيقظت باكراً في الصباح التالي , و كان لا يزال الوقت مبكراً لاستيقاظ بيتر للعمل لذا فقد قررت ان اعد الافطار كنوع من اظهار الامتنان له .
لم اكن شخصاً يحب الطبخ ، حتى انني لم اكن اجيد طبخ شيء سوى طبق او طبقين اذا اعتبرنا البيض المقلي طبقاً.
تجنبت الطبخ و كأنه الوباء طوال حياتي السابقة. لكن في ظروف كتلك التي كنت اعيشها مع بيتر و انا لا املك معي اية موارد او اموال لتساعدني .. لم يكن امامي طريقة اخرى لاظهر شكري وعرفاني سوى في ان اعد له شيئا ً يؤكل ، آملة ان ينال اعجابه الامر.عندما انتهيت من اعداد السفرة و رأى بيتر الطعام على الطاولة ترقبت ثناءه لي .
لكنه جلس بهدوء و اكل فطائري المحلاة بهدوء كانت تلك الفطائر هو الشيء الوحيد الذي استطيع طبخه. بعد ان انتهى من الاكل بصمت ، نظر إليّ لوهلة ثم قال و هو ينهض " شكراً على الوجبة , لكن لا تعتادي على الامر"نظرت اليه باستغراب لا افهم ما كان يعنيه بذلك. لكني فهمت ما ان ألتفت الي قبل مغادرته واضاف محذرا " و كفي عن التصرف و كأنكِ زوجتي"
تفاجات من فظاظته التي تستمر بادهاشي في كل مرة لكني كنت قد بدأت أفهم بيتر اكثر . او بالاصح اعتدت على ألفاظه الجارحة بعد ان شعرت بأنه لا يعنيها.اجبته دون انفعال " لن اسمح لك بازعاجي . بالمناسبة انت لا تستطيع ان تقول شيئاً لطيفاً دون ان تتبعه بكلمات سامة , أليس كذلك؟"
كان تفاعله غريباً لما قلته كما لو انني كشفت سره وعلمت جانبه اللطيف الذي كان يخفيه بسلوكه الفظ و كلماته القاسية. و تأكدت انه كان شخصاً رائعاً لكنه كان يخفي ذلك عن الاخرين . اسرع بيتر الى الخارج دون ان يقول كلمة , بينما ابتسمت سعيدة باكتشافي.
خرجت في ذلك اليوم لابحث عن وظيفة مؤقتة , بالرغم من ان الحصول عليها دون هوية كان امراً شبه مستحيل لكني اردت المحاولة ،فعيشي كالطفيلي على حساب بيتر كان غير مريح لي بتاتاً.
حاولت ايجاد عمل في مكان ثم اخر دون جدوى .في المرة الثالثة دخلت الى مطعم ما و انا اقول في نفسي انها محاولتي الاخيرة ,شرحت له ما حدث لي وعن مدى حاجتي للعمل واني لن احتاج اكثر من اسبوع من العمل . و بعد مشقة بالغة وافقت المرأة العجوز على تركي اعمل مقابل اجر ضئيل لكني وافقت بكل سرور . و بدأت بالعمل فوراً .
كنت اغسل اوعية الطبخ الدسمة و الصعبة ،كان ذلك يتطلب مجهوداً اكبر مما توقعت لكنني تحملت بينما انا افكر ان اليوم الاول هو دائماً الاصعب و اني سأعتاد بسرعة على الامر.
انهيت عملي في السابعة , و عدت للشقة و انا افكر باني يجب ان اخبر بيتر بعملي الجديد. قرعت الباب طويلاً لكن احداً لم يجب .و بعد مرور ربع ساعة تاكدت بان بيتر ليس موجوداً.
جلست انتظر في الردهة امام باب الشقة كالمتسولة قبل ان يأتي رجل عجوز و بعد ان القى التحية سألني " انتِ قريبة السيد باركر أليس كذلك ؟" هززت رأسي بنعم و انا مترددة اشعر بالعار لكذبي لكني كنت خائفة نن عواقب قول الحقيقة على بيتر.
أنت تقرأ
مــن انـت ؟ ( مكتملة )
Science Fictionتنطلق شابة في رحلة البحث عن من احبت .شخص لم تعرف عنه الكثير لكنها رغم ذلك لم تستطع ان تعيش بدونه ، في كل المدن وبلا كلل الى ان يستوقفها رجل غامض انتحاري ! عندها تتعقد خطتها البسيطة ، وتتوالى الاحداث.