3-اليوم الاول

38.3K 1.6K 119
                                    

بعد ضياع متعلقاتي و بطاقاتي البنكية ، كنت قد تقبلت واقع انني ذاهبة الى ملجأ للمتشردين و لحسن حظي تغير الامر الى شيء افضل. كنت ممتنة في داخلي للطبيب هيدسون بينما توجهت نحو سيارة بيتر . سمعت بيتر يؤكد على طبيبه ان لا يخبر والده .

هنالك عرفت ان الرئيس باركر -أي والده- هو اكثر ما يخافه بيتر, لانه كان صارم التربية على الارجح.
لذلك فقد قررت استخدام هذه الورقة الرابحة وقت الضرورة . أعلم ان هذا كان شيئاً لئيماً مني لأفعله، لكنه كان صعب التعامل و لم اكن املك خيارات اخرى ،مهما حاولت .
غادرنا المستشفى و لست اعلم كم مرة بالضبط قلت كلمة شكراً للطبيب ، لكنني افرطت في استخدامها بعد ان فشلت في ايجاد كلمات اخرى للتغبير عن امتناني فقد كان هو من انقذني من عيش المشردين ، و وحده الله يعلم لكم من الوقت كنت لاعاني و ماذا كان ممكنا ان يحدث خلال فترة ضياعي في الشارع بلا مأوى او اموال او حتى جهات اتصال!
صعدت على سيارة الرجل الانتحاري الغريب الذي كنت سأبقى معه، قمت بفعل ذلك بسرعة كما لو انني خفت ان يتراجع عن قراره ما ان يختفي الطبيب هيدسون عن النظر .
نظر نحوي بيتر بعد ان صعد عليها هو الاخر بنظرة استعجاب و شيء ما جزمت حينها انه كان استنكاراً ، قبل ان يقلّب عينيه بوجهه المستاء و ينظر امامه متجاهلاً اياي.

ما ان بدأ بيتر يقود باتجاه منزله حتى كنت افتش السيارة . وسط دهشة و سؤال بيتر الذي لم يكن يعلم عماذا كنت ابحث,لكن هدفي كان واضحاً في رأسي . عندما نجحت في ايجاد ما كنت ابحث عنه ، امسكت برخصة قيادته و نظرت إليه بانتصار، نظرة مليئة بالدهاء .

علق بيتر " أنتِ لا تنفكين تزدادين غرابة ما خطبكِ يا أمرأة؟! أعيدي رخصتي "
سحبها من يدي بينما ابتسامتي الغريبة كانت لا تزال معلقة على وجهي .
فتكلمت بثقة و انا اقول " لقد حفظت رقم رخصتك , اياك ان تفكر في تركي قبل ان استعيد بطاقاتي, و الا سأذهب الى الشرطة لابلغ عنك!"
تكلم بعدم اهتمام و تهكم " و ماذا ستقولين لهم؟ ان يعتقلونني لانكِ اضعتِ حقيبتكِ؟"
شعرت بالغباء فقد كان محقاً ، لكنني لم اتوقف هناك فوجدت الحل و قلت دون تفكير " ألم تسمع بكيد النساء بعد؟ سأذهب للشرطة و اخبرهم بأنك اعتديت عليّ! "

بيتر تكلم بنبرة تنم عن المرارة و الاستحقار " اي امرأة انتِ !! .. ألا تملكين حدوداً لما يمكنكِ القيام به و ما لا يفترض بكِ فعله ! ألا تخافين ان تؤذي سمعتكِ كأمرأة ؟ "

اجبته بنبرة قوية " لا . لست اخاف ان اؤذي سمعتي فقط لاني امرأة . و بالمناسبة ، انت لست افضل حالاً مني ،انظر الى نفسك ..أنت رجل لا يستطيع تحمل مسؤولية حياتك ، تتسلق الابنية رامياً بنفسك للهلاك دون ان ترى كم ان ذلك سيدمر اهلك و احبت-"
قاطعني بغضب " لا تتكلمي كما لو كنتِ تعرفينني! انتِ لا تعلمين شيئاً و نحن غرباء تماماً لذلك فليلزم كل منا حدوده "

عندها عم السكون للحظات قبل ان يتكلم مجدداً " مما رأيت بتُ أعلم انكِ امرأة متهورة. لكن لا زلت غير قادر على فهم هذا الامر : فكيف يمكن ان يكون شيئاً عادياً بالنسبة لكِ المبيت في منزل رجل عازب !.. انتِ فعلاً بلا مخاوف"

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن