16- منقذي

22.1K 1.3K 49
                                    

بيتر " عن من تبحثين ؟" كنت قد شردت قليلاً اتذكر الماضي عندما أعادني سؤال بيتر لارض الواقع . ابتسمت بألم و اجبت" كايل.."
صمت بيتر ينتظرني لأتكلم و انهِ حديثي ." اعلم ان ما سأقوله سيبدو ساذجاً بالنسبة لك انت بالذات ..لذلك انا احذرك: لا تعليقات ساخرة.
ما سأقوله هو اني ابحث عن ذلك الشاب الذي أحببته منذ كنت في الثانوية .. بعد ان اختفى فجأة و لم اجد له اثرا "
تفاجأت بانه لا يسخر مني بل سألني " كم مضى من الوقت و انتِ تبحثين عنه ؟"
اجبته و قد أثار السؤال مرارة في صدري " منذ انهيت الجامعة .. يكاد يصبح عامين .لم اجده بعد "
بيتر " لماذا ؟ هل هو هارب منكِ؟ "
ضحكت و انا اقول "في الحقيقة يبدو كما لو انه كذلك! لكنه دون مبالغة تبخر مختفياً في الهواء"
بيتر "هل ستتوقفين عن تشتيتي و تخبرنيني بالقصة كاملة ؟؟"
تنهدت ثم بدأت من جديد
" كل شيء بدأ عندما قررت امي ان ننتقل الى مدينة جديدة بسبب عملها ، كنت في الشهور الاخيرة من السنة الاخيرة في الثانوية لذلك كان ذلك صعباً جداً بالنسبة لي .
قد لا تصدق ذلك لكني كنت انطوائية جداً و لم اتمكن من الانسجام مع تغير مدرستي ."
قاطعني ليقول مستنكراً " انتِ؟؟! انطوائية؟!!"
نظرت اليه بحنق فأمسك بيده فمه كوعد ان لا يسخر مجددا.
فتابعت كلامي "كنت اقضي وقت الاستراحة في مكتبة المدرسة الواسعة والشبه خالية وقت الاستراحة. و هناك رأيت كايل للمرة الاولى .. لقد كان غريب الأطوار أكثر مني,فلم يكن يتكلم او يتفاعل مع احد. فقط كان يجلس دائما على احدى الطاولات لا يفعل شيئا ، كما لو كان ينتظر احدهم.
علمت منذ البدء انني كنت مفتونة به ، كان الغموض المحيط به خطر شدني اليه. .
التفاجؤ الذي اعتراه عندما ألتقت عينينا يوماً كانت كفيلة بأن تجعلني ادرك انني كنت احبه . في تلك اللحظات السحرية التي كنا نتبادل فيها النظرات من على بعد طاولة تفصلنا . كل يوم و اخر حتى اصبحت احبه . كان يجعلني اشعر بأن لديه دائماً شيء ما ليقوله  لي  و لا يستطيع .. كان حذرا لا يدع احد يقترب منه وذلك ما شدني اليه ...لقد ظننته طالباً في مدرستنا بسبب زيه و اسمه المكتوب على سترته ، لكن بعد تخرجي اختفى تماماً بحثت عنه في سجل المدرسة و لم يكن له اثر "
بيتر " لحظة فقط ، اريد ان استوضح شيئاً. "
توقفت لاسمعه " هل تعنين انه و طوال ذلك الوقت لم تتحدثي معه او تخبريه بمشاعركِ؟! و مع ذلك لا زلت كالمهووسة تبحثين عنه منذ سنين؟!".
انا بنظرة حقد على وجهي " لا تنظر اليّ بعين ناقدة فعلى الاقل انا احارب لاجل ان اكون مع من احب !" كان هجومي المضاد فعالا حيث اخرس بيتر و جعله يدرك انني كنت محقة .
سألني عندها بجدية " لماذا لم تجديه حتى الان؟"

لم اعرف بما أجيبه سوى الحقيقة المحبطة " لقد بحثت عنه في كل أنحاء المدينة دون جدوى .. و بعد إنهائي الجامعة ظل سر اختفائه يؤرقني و مشاعري نحوه رغم اختفائه لا تنقص بل تزيد عندها قررت ان افعل كل شيء لأعثر عليه ..لم يستطع المتحريين الخاصين الذي عينتهم في السابق ان يجدوا له اثرا ، لذا قررت ان اتولى مسألة ايجاده بنفسي"

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن