29-انا و هو

20.1K 1.2K 38
                                    

بكيت حائرة و خائفة من تلك الكوابيس التي كما بدى ارادت قتلي . احاطني بيتر بذراعه و ضمني إليه و هو يخبرني انه لن يدع مكروهاً يصيبني .
شعرت بطمأنينة بوجودي قريبة منه و لحن غريب دافئ سرى في جسدي .حينها فكرت ( لا اعلم ما يحدث لي ولمَ اشعر بكل هذا ناحية بيتر لكني آمل اني لا احبه).

بعد ما يقارب الساعة من مغادرتنا لمحطة القطارات، كنّا قد وصلنا الى المنزل الريفي الكبير الذي امتلكته عائلة بيتر . كان الجو ليس بارداً كجو المدينة و الأشجار و الخضرة تحف المكان رغم ان الوقت كان أوائل الربيع مما بث في داخلي احساسا بالدفء.
تنفست بعمق جالسة على شرفة المنزل احاول ان لا افكر بكل الاشياء السيئة التي كانت تحصل لي مؤخراً.
شعرت بغطاء يسقط على أكتافي فألتفتّ لأَجْدَه بيتر . لففت الغطاء الصوفي حولي وشكرته ثم عدت لأشرد بتفكيري بينما جلي هو بهدوء الى جانبي.
****

في ذلك المساء تناولنا طعاما معلبا مع بعض المشروبات لم يكن عشاءً لذيذاً لكن بيتر وعدني بأنه سيطبخ لي لاحقاً.
جلسنا بعدها نشاهد بعض الافلام الكوميدية التي اخترتها من قائمة أقراص مدمجة كانت في رف الى جانب جهاز التلفاز لديهم. كانت فكرة النوم بعد تلك الحادثة تسبب لي الرهبة و ساد الترقب بذعر و قلق بأقتراب الليل، لم ارد النوم مهما كلفني الامر .
جلست مع بيتر نشاهد فيلماً تلوى اخر و نضحك كلما حدث مشهد مضحك في الفيلم بينما كنّا نأكل الوجبات الخفيفة دون توقف.كان وقتاً ممتعاً لم أحظٓ به من قبل مع اي احد .
بيتر في تلك المرحلة كان الشيء الوحيد الذي يجلب لي السعادة و يجعلني ابتسم رغم كل شيء.
كانت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل عندما بيتر اخبرني انه يشعر بالنعاس و يريد الذهاب للنوم.

أخبرته انه يستطيع النوم متى ما اراد الا إني لن اتمكن من النوم على اية حال. لكنه رفض و قال بينما عاد ليجلس حيث كان بجواري على الأريكة " حسناً اذن فلنقم بماراثون السهر معاً"
انا " لا بيتر اذهب للنوم انت لا ذنب لك لتبقى دون نوم"
بيتر بحزم " لا تحاولي انا لن اذهب و لن انام"
كنّا كلينا نشعر بالنعاس و نقاوم بعناد سطوته.
سريعاً ما شعرنا ان الافلام الكوميدية التي كنّا نشاهدها لم تعد مضحكة و بدت مملة امام فكرة النوم المغرية.لم اعلم متى لكني استسلمت دون شعور مني و نمت على كتف بيتر.
استيقظت فكان اول ما ادركته هو ان التلفاز لا زال مشغلا رغم انتهاء الفيلم . كنت لا ازال على كتف بيتر . و هو جالس كصنم لا يتحرك . استقمت ألمس عنقي المتخشب و ارى الساعة التي اشارت للثامنة صباحاً بالفعل.
عدت بنظري الى بيتر الذي كان لا يزال مستفيقاً لكن يبدو كالميت . ابتسمت و أخبرته " صباح الخير ايها الزومبي اللطيف"
انتبه لاني استيقظت و بعينين شبه مغمضتين ابتسم و هو يقول " هل حظيتِ بنوم هنيئ!"
انا " نعم ، بفضلك. شكراً لك على حراستك لي يا ملاكي الحامي"
ابتسم محرجاً و كان ذلك لطيفاً للغاية ثم قال " ليس بيني و بينكِ كلمة شكراً او اسف جايني"
ابتسمت و قرصت خده و انا اقول " حسناً ايها الصغير حان وقت نومك الان"
بيتر " يجب ان اريكِ الأماكن الجميلة هنا اولاً "
نهضت و سحبته ليقف و انا اقول بحزم و لين في الوقت ذاته " لاحقاً سنقوم بكل هذا اولاً نم لبعض الوقت رجاءً "

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن