30- ظهور كايل

19.1K 1.2K 32
                                    

في لحظة وجدت نفسي مع اصرار بيتر احكي له حكاية الشبح المريب المدعو غيلبرت و انا كلي خوف من كيف سيكون ردة فعله .
انتهيت و أضفت لبيتر" اريدك ان تثق بي بيتر . انت وحدك من ائتمنتك على هذا لاني اؤمن بأنه لو كان هنالك احد سيصدقني فلن يكون احد سواك. انا لست مجنونة و لست اتخيل ! انا ارى الرجل المدعو بغيلبرت كما اراك الان امامي ."
بيتر " انا اصدقك جاين " قالها مطمئنا مربتا على يدي.
ابتسمت وانا اشعر بسعادة غامرة و ارتياح عظيم . كان بيتر سبب سعادتي .
بيتر " لكن ما علاقة جاين التي في قصة ذلك الشبح بكِ انتِ؟هل هو يعنيكٍ؟ هل يريد اقناعكِ بأن لديكِ قوى خارقة؟!"
انا معترفة بقلة بصيرتي " لا اعلم ، لا زلت انتظره ليخبرني المزيد ."
*****

استيقظت قبيل الظهيرة و قد غلبني النوم و انا اتكلم مع بيتر ،كان لا يزال نائماً لذلك تركته و شأنه.
خرجت الى شرفة المنزل أراقب الطبيعة حولي بهدوء مريب يخلو من زقزقات الطيور المعتادة.
شعرت بترقب و خوف مجهول المصدر لكن ذلك زال ما ان رأيت غيلبرت الى جواري .
انا " لا تحاول لم أعد اخاف  من ظهورك المفاجئ"
غيلبرت " سعيد برؤيتكِ أيضاً "
نظرت نحوه بعزم "ستخبرني اليوم بكل شيء .لقد فاض الكيل و لم أعد اتحمل كل هذا الغموض . هل تراك تعام بشأن كوابيسي المزعجة فأنا اريد اجابة لمٓ مخلوقات غريبة تحاول قتلي في احلامي؟ و لماذا تتمكن من ايذائي كما لو كانت حقيقية؟!"
غيلبرت " انتِ محقة ،سأجيب عن أسئلتك ِ كاملة لكني لا استطيع ذلك قبل ان انهي القصة التي بدأتها!"
انا باستسلام و نفاذ صبر " بالطبع ، تفضل واخبرني"

غيلبرت" اخبرتكِ اني علقت في مكان ما بين العوالم. هناك لم اشعر بمرور الوقت فلم يكن هناك ليل او نهار فقط العتمة و العزلة السرمدية.
عندما ظننت ان الامر سيستمر للابد وجدت نفسي كما لو انه يتم سحبي مجدداً الى عالمي . كان منزلي كما هو .تجولت فيه ابحث عن الأولاد . ثم انتظرت عودتهم من المدرسة و بالفعل عاد كايل لكنه كان اكبر عمراً و اكثر نضوجاً، فعلمت ان سنيناً بالفعل قد مرت .
ذهبت اليه سعيداً أكلمه لكنه لم يكن يراني او يسمعني . أصابتني الحقيقة بإحباط و تساءلت ان كنت قد مت و اصبحت شبحاً . بعدها عادت جاين للمنزل و عادت الفرحة لي عندما رأتني جاين و بدأت بالبكاء و هي تسألني أين ذهبت طوال هذه الفترة.
كايل اخبرها انه لا يراني عندها ازدادت دموع جاين و فقدت أعصابها و هي تسأل لماذا مت!.. شعرت بعالمي ينهار حولي و انا احاول. ان أبدو قوياً من اجل صغاري. 
لاحقاً علمت من كايل الذي كان يدرس علوم السحر كهواية اني لم اكن ميتا. لكن اللعنة هي السبب.لحسن حظي كانت جاين تمتلك القدرة لرؤية و مخاطبة ارواح الموتى و كان ذلك كافياً بالنسبة لي ، ان يعلما اني بجانبهما .أخبرتهم بما فعله داني عندما وقفت في وجهه و أخبراني ان داني اختفى يومها و لم يرياه بعدها .
لكن الوقت مر و علمنا سريعاً بمكان داني او بالاصح هو من جاء إلينا .
كان داني منذ البداية مفتون بجاين و مستعد لفعل اي شيء ليجعلها معه.
داني بعد ان ألقى تعويذته عليّ أخذه الظلام الى عالم السحر الاسود ليكون يد الظلام على الارض . تطلب منه بعض الوقت ليقهر تلك القوى و يسخرها لخدمته.بقدراته الهائلة أطاعته كل مخلوقات السحر الاسود  و عالم الظلام.
رغبة داني كانت ان  يفوز بحب جاين و يبعدها عنا .
لكن عندما رفضته جاين ارسل جميع مخلوقاته لجلبها رغماً عنها. و عندما اصبح انقاذها شبه مستحيل سافر كايل بالزمن ليبعد جاين عن داني منذ اللحظة التي تم انقاذهم من المختبر العسكري. و قام بوضعها في ميتم في طرف بعيد من البلاد ."
توقف غيلبرت عن الكلام لينظر إليَّ بينما كنت لا ازال احاول ان افهم ما يقول. عندما طال صمته نظرت إليه و قد راودتني فكرة مخيفة.
هز رأسه غيلبرت و هو يقول " نعم انه انتِ جاين .. جاين التي أنقذها كايل من داني"
شعرت بأن العالم يدور حولي و تنطمس كل ملامحه. كيف يمكن لشيء كذلك ان يحصل؟! . اردت ان اجري بعيداً عن كل ذلك الجنون ! كيف لقصة اقرب للخيال ان تكون قصة حياتي ؟ نهضت لاهرب لا اعلم من ماذا، لكن ركبتيّ لم يقويا على حملي .سقطت أرضاً  و انا احاول التماسك .
غيلبرت " آسف يا ابنتي لاني لم اجد طريقة اخرى لاخباركِ .. داني اكتشف ما فعلناه و ظل يبحث عنكِ طوال الوقت دون جدوى لكن بطريقة ما ، ما ان أصبحتي بعمر جاين التي أرسل لها جنوده  لأخذها ، وجد داني الطريق إليكِ و هو يبعث بمخلوقاته لاخذكِ من جديد !"
شعرت بأني غير قادرة على التنفس .نزلت دمعاتي بلا توقف و أجهشت بكاءً .
شعرت ببيتر يهزني و هو يسألني مالخطب. لكني كنت في عالم آخر .
لا اعلم لكم من الوقت كنت في حالة صدمة . و عندما تمالكت نفسي كنت اتكئ على طاولة  المطبخ و قد لفني بيتر بغطاء وأعطاني كوب ماء . ارتشفت الماء ببطء بينما انتظرني بيتر بصبر.
نظرت الى عينيه القلقتين و أخبرته بكل ما اخبرني غيلبرت . اعتقدت ان بيتر يستطيع مساعدتي ، لكن ردة فعله كانت غريبة .
وضع بيتر كفيه على ذراعيّ و جعلني انظر اليه عندما قال " جايني اريدكِ ان تعلمي اني كنت اراقبكِ من النافذة و لم يكن هنالك احد! لم ارى غيلبرت و انا متيقن اني لم ارى احد حولكِ . كنتي تتكلمين مع الهواء . "
انا مصدومة و دموع باردة تنساب على خدي كما لو لم تكن لي ." بيتر .. اخبرتني انك تصدقني "
بيتر " جايني انا اصدقكِ .. انتِ ترين و تسمعين اشياءً. لكنها ليست حقيقة.. ربما لانكِ لا تنامين جيداً مؤخراً "
لم اتمكن من قول اي شيء. كان جزءاً مني يشعر بالخيانة لان بيتر لم يكن يصدق اني ارى غيلبرت و انه ليس خيالاً و جزء اخر يشك بي و إنني بدأت افقد صوابي لان ما قاله غيلبرت كان ليكون شديد الوطأة عليّ فهربت الى عدم تصديقه .
لكن في أعماقي احسست بواقع ما قاله غيلبرت . ذكرياتي المفقودة لما قبل الميتم .. ربما كنت قد نسيتها لانها كانت مروعة و فظيعة .
و كون  الميتم كان بداية جديدة لعيش حياة طبيعية كالبقية . و ظل السؤال معلقاً هل انا طبيعية؟ لماذا لا ارى الاشباح كما قال غيلبرت انها كانت قدرة جاين؟ و العديد من الأسئلة التي قررت تأجيلها و التركيز على بيتر . الرجل الذي يقف امامي و مستعد لفعل اي شيء فقط ليراني ابتسم.
بيتر " ليس عَلَيْكِ ان تقلقي بأمر شيء .اذا استمر الامر و اردتٍ التعامل معه، سآخذكِ معي الى معالجي النفسي عند عودتنا للمدينة . الان دعينا فقط نستمتع بوقتنا انه يومنا الاخير هنا و انا أعددت له كثيراً . ارجوكِ!"

هززت رأسي موافقة وراقبت بيتر يصنع وجبة افطار مكونة من قطع اللحم و البيض و الفطائر . حتى ذلك الوقت لم اكن اعلم ان بإمكان بيتر صنع الطعام .
******

بعد ان انتهينا من تناول الطعام كنت قد خرجت تماماً من ذهولي بما اخبرني به غيلبرت و لكن صدمة اخرى كانت تنتظرني.
أعد لي بيتر مفاجأة و كانت رحلة على قارب خشبي في بحيرة ذلك الريف و التي كانت كبيرة و بدت عميقة لما بدت المياة قاتمة اللون.
نظرت الى بيتر أودّ اخباره اني اخاف الماء . و لكن في تلك اللحظة عينها، سمعت صوت رجل يصرخ من وراءنا رغم اني كنت متأكدة ان المكان كان خالٍ تماماً من الناس قبل لحظات.
" توقف ايها الاحمق ! "
ألتفت كلينا نحو مصدر الصوت و تجمدت في مكاني!
"ما دمت غير قادر على حماية جاين . فتوقف عن زجها في مواقف خطرة!" تكلم الرجل الغامض بغضب و حنق واضحين يؤنب بيتر .
لصدمتي و شدة حيرتي ان كايل كان يقف أمامنا . غاية في الغضب الغضب .. وحقيقياً للغاية. بعد ان بحثت عنه في كل مكان هو فقط ظهر امامي من العدم !

©ManarMohammed

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن