28-حلم واقعي

19.6K 1.2K 50
                                    

نظرت إلى سارة متفاجئة مما قالته ثم ابتسمت لها و قلت بتوتر " لا .. ان ما بيني و بين بيتر شيء مختلف.. انه فقط صديقي الـ .."
قاطعتني سارة و هي تضحك" هذا لا يعني ان بيتر يراكِ كصديقة فقط !."
غمزت بعينها و ذلك جعلني اشعر بالخجل و انا افكر ( ترى هل بيتر يحبني ؟)
ثم استطردت الفكرة من رأسي بينما فكرت باقتناع ان بيتر حتى تلك اللحظة لم يكن قد قال او فعل اي شيء يدل على ما قالته سارة.

أنتهت الامسية ،ودعنا بعضنا و اوصلني بيتر الى الفندق و مهما أقنعته بالمغادرة كان يرفض . برر سبب رغبته في البقاء بأنه يريد ان يحرص على ان لا اقتل نفسي و انا نائمة . أخبرته انه شيء لم أقم به من قبل المرة الماضية و لن أكررها على الأغلب لكنه تحجج بأنه قد سأل صديقه الطبيب هيدسون فأخبره ان يعتني جيداً بي، استسلمت في الاخير و تركته ينام كما اراد على أريكة الفندق الضيقة.

*****
في مكان مظلم لم ارى فيه اي بصيص للضوء ، كنت وحيدة تماماً لوقت بدى و كأنه ساعات و ساعات. شعرت بالخوف و بدأت اسأل موجهة خطابي للا احد !
" ماذا يجري؟؟. . أنا خائفة!"
كنت اترقب شيئاً سيئاً ليحدث لكن صوتاً مألوفاً أجابني " لا تخافي انا هنا جايني"
ألتفت الى مصدر صوت بيتر وفجأة اختفى كل الظلام و وجدته الى جواري على السرير واضعاً رأسي في حجره. كان ذلك حلماً أنقذني منه بيتر قبل ان يتحول الى كابوس .
نظرت اليه بأمتنان و قلت له بصوتي النعس "شكراً لك بيتر "
بيتر وقد وضع يده على رأسي " لا حاجة للشكر بيني وبينكِ جايني.فقط عودي للنوم"
عدت للنوم ولم الاحظ وقتها انه في مرحلة ما توقف عن مناداتي جاين و اخذ يدللني بجايني.

استيقظت على صوت ضوضاء و وجدت بيتر يعبث في الغرفة نهضت لأرى الساعة وهي التاسعة لكن بيتر لم يكن بالعمل. نظرت اليه و هو يلبس ثياباً غير التي كان يلبسها في الليلة السابقة . سألته " عماذا تبحث؟"
ارتبك بيتر ما ان علم اني صحوت و قال " انا اجهز ملابسكِ للقيام برغبة"
دفعته جانباً لأراه و قد وضع ملابسي بجوار ملابسه في حقيبة صغيرة للسفر . شعرت بانتهاك لخصوصيتي.
انا ببعض من الغضب و كثير من الشعور بالاحراج والخجل سحبت الحقيبة من امامه لاتفقد ما اخذ " اي رحلة؟ ومن سمح لك بأن تبحث في ملابسي هل انت رجل منحرف ؟!"
نظرت نحوه بحقد و قد علمت انه اخذ ملابس لم يكن يفترض به رؤيتها حتى!
بيتر " اقسم اني لم اقصد اي شيء ..اخبرتك سابقا اني كلمت الطبيب هيدسون بشأنكِ ، و نصحني بأن ابعدكِ قليلاً عما يشغل تفكيركِ و يقلقكِ ففكرت برحلة مفاجئة لكِ.."

انا " لا استطيع ، لقد خططت للرحيل اليوم "
تكلم بيتر بوجه حزين و قد أمسك كلتا يدي في يديه " ارجوكِ جايني . دعيني أحظى ببعض الذكريات السعيدة لنا معاً ،فقط ليومين! "
بتلك الطريقة التي كان ينظر لي بها لم استطع ان ارفض و أكسر قلبه كان الاحرى بي ان افعل ،لكنني لم امتلك القوة امام نظراته المتسولة كي تبقى معي .
ناهيك عن ان تلك الكوابيس المزعجة كانت قد استنزفتني نفسيا و جسديا و خطر لي وقتها ان احلامي المزعجة قد تزول بأخذ استراحة في مكان جميل.
تلاقت عينيّ بعينيه و كم احببت تلك اللحظة و ذلك الشعور و الاحساس الذي يبثه في قلبي ذلك الرجل ، مشى الوقت بكم غير معلوم قبل ان ادرك انه كان ينتظر ردا فقلت " حسناً ..أين تريدنا ان نذهب على اية حال ؟"

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن