اجبت الشاب المحتار بنبرة عالية غاضبة دون مبرر " نعم مجنونة و ساقتلك ان لم تلحق بالسيارة فوراً ؟"
نظر نحوي الشاب بعين الشك، علمت لحظتها انه لم يكن ليتحرك دون نوع من التوضيح ، عندها تنهدت و قلت شارحة " ارجوك ساعدني ! انها مسألة حياة او موت، ارجوك ألحق به قبل ان اخسره للابد "تجمعت الدموع في مآقيّ و انا ادرك تماما ان مصيري لا بل مصير بيتر معلق بقرار فتى لا اعرف عنه شيئا و لا استطيع ارغامه.
عندها ابتسم و اخبرني مطمئنا انه سينفذ ما طلبته و بدأ باللحاق بسيارة بيتر بسرعة جنونية لم اكن امانعها
.شعرت بالامتنان لذلك الغريب فلم ادرِ ما كنت سأفعله لولاه.تكلم الشاب بينما هو يقود و نظره مركز على الشارع امامه" اسمي بيللي بالمناسبة ... ماذا عنكِ؟!"
لقد كان اكثر عقلانية مني بيللي الذي بدى في البداية شابا طائشا الا انه تحلى بالعقلانية اكثر مني.
انا التي كنت اتهور و اخاطر بنفسي في الصعود مع غريب لا اعلم ماذا قد يفعل بي ، في وقت مريب من الليل فقط لانقذ ذلك الانتحاري المخيف. فأقل ما كان يمكن عمله في ذلك الوضع كان تبادل الاسماء .انا قلت و قد شعرت بالحرج " سررت بلقائك بيللي انا جاين ، اعتذر منك فانا لست افكر بشكل جيد في اوقات صعبة كهذه"
كان بيللي يقود السيارة بسرعة متهورة و قد شعرت بخوف انني قد اودع حياتي في حادث سير معه قبل ان نصل الى بيتر.
مع ذلك اراد ان يترك مقود السيارة ليصافحني لكني صرخت به متوترة ان يبقي تركيزه على الطريق .كان حسن حظي ما جعلني ألتقي ببيللي ليساعدني في تلك اللحظة و ليس شخصاً منحرفاً قد يستغل فرصة صعودي معه في السيارة .
بيللي " ألن تخبريني لمَ نلحق بتلك السيارة اذن؟"
انا بتردد " في الحقيقة انا ألحق به لأني خائفة من ان يحاول الانتحار .. اشكرك كثيراً لمساعدتي في انقاذه "
بيللي " اوو.. انا سعيد لاني اقوم بشيء مهم كانقاذ حياة احدهم. بالاضافة انها فرصة نادرة كي احظى برفقة فتاة جميلة مثلكِ" غمز بعينيه لي .
تجاهلت طريقته الساذجة في الغزل و لم يقلقني ما قاله فبيللي لم يبدو خطيراً بالاضافة انه لم يكن يتجاوز التاسعة عشر عاماً و كان كلامه مثيراً للسخرية اكثر من ان يتسبب في خوفي منه.مرت الدقائق بصمت و انا اقلق اكثر على بيتر كلما ابتعدنا اكثر و اكثر عن المدينة . كنت افكر ( ترى ماذا يخطط له بيتر الان ؟ هل سأتمكن من انقاذه هذه المرة ؟)
كنت انقر بتوتر على باب السيارة باصابعي عندما قاطعني بيللي " لا بد انكِ خائفة على حبيبكِ. لكن أليس مجنوناً ليفكر بالانتحار و انتِ معه؟"انا بتلعثم " ماذا تقصد ؟ انه ليس حبيبي انه فقط صديقي .. صديقي الوحيد في هذه المدينة"
أنت تقرأ
مــن انـت ؟ ( مكتملة )
Science Fictionتنطلق شابة في رحلة البحث عن من احبت .شخص لم تعرف عنه الكثير لكنها رغم ذلك لم تستطع ان تعيش بدونه ، في كل المدن وبلا كلل الى ان يستوقفها رجل غامض انتحاري ! عندها تتعقد خطتها البسيطة ، وتتوالى الاحداث.