كنت سأرحل في اليوم التالي لولا كابوس مزعج ضايقني في تلك الليلة السابقة لرحيلي. كان كايل يجري نحوي و مخلوقات مخيفة تحول بيني وبينه .كان كل شيءحقيقي كما لوانه لم يكن حلماً فأصوات تلك الوحوش كانت تبث الهلع في داخلي وذلك الجو المعبق بالشر والمجمد للدماء كان كذلك الذي خبرته في تلك الليلة على اليخت الذي ذهبت اليه مع بيتر .
لم اتمكن بعدها من النوم و بقيت افكر بالاشياء الغريبة التي كانت تحدث لي مؤخراً . و ما ان طلع الصباح حتى كنت قد اتخذت قراري في البقاء في المدينة لمزيد من الوقت .قضيت بضعة ايام في ساينتوود دون ان اخبر بيتر ،لم أرده ان يشوشني اكثر مما كنت بالفعل .
و في الوقت ذاته ،اردت ان اتبع نصيحة الشبح لاني شعرت بأنه لم يرد لي شراً و قلبي كان يخبرني ان انفذ وصيته و أبقى.
بعد ذلك الكابوس المزعج، لم تتوقف الاحلام المخيفة عن زيارتي كل ليلة و دون انقطاع . ذلك كان يسبب لي ارهاقاً نفسياً لاني لم ادر كيفية ايقاف تلك الكوابيس ، حتى بدأت افكر بزيارة أخصائي نفسي.
في اليوم الثالث خرجت نهاراً لامشي و أنا انتظر شيئاً لم اعلم ما هو . و كما لو ان ذلك الشبح كان يشعر بي ، ظهر من العدم كعادته و اخافني بينما كنت اجلس على احد المقاعد امام النهر .
انا " ااه.. انه انت! الا يمكنكِ إعطائي إشارة من نوع ما قبل مفاجأتي و جعلي اجفل؟!"
غلبرت" انا هنا منذ ان جلستي لكنكِ رأيتيني الان فقط"
لم افهم كلامه ثم قلت بالطبع انه شبح!
انا " هل لديك طلب جديد هذه المرة أيضاً ؟"
غلبرت" لم يعد هناك الكثير من الوقت .. لذا سأحكي لكِ كبداية قصتي "
اردت التذمر و أخباره ان لا يفعل فطوال الايام التي مضت لم اكن انام جيداً و ذلك كان قد بدأ يجعلني سريعة اللنفعال و التوتر و في مزاج سيّء طوال الوقت، لكن قبل ان اعترض حتى ، كان غلبرت العجوز قد بدأ حديثه فلم يكن امامي خيار اخر سوى الاصغاء.
هو " تبدأ قصتي منذ كنت صغيراً في التاسعة . اعتاد والديّ على الشجار و كنت اخاف فأهرب في كل مرة الى الخزانة للاختباء . و كأي طفل كنت امقت عراكهما طوال الوقت .كنت اتمنى لو ان لي عائلة اخرى متفاهمة كما البقية.وددت في كل مرة من اعماق قلبي لو اني مع عائلة اقل عنفاً .
و ذات يوم بينما أغمضت عينيّ كعادتي انتظر صوت الضجيج ليهدأ حتى اخرج، شعرت بما حولي يدور بقوة حتى فقدت توازني و وقعت أرضاً . عندما توقف ما حولي عن الدوران كنت في الخزانة و الهدوء يعم المكان. استغربت الامر حتى سمعت ضحكة امي .
شعرت بخوف فلم اكن قد سمعتها تضحك مع ابي من قبل .
فتحت الباب ببطء لأرى والديّ يرقصان بدون موسيقى و ظننت وقتها اني فقدت صوابي او انني أحلم!
خرجت بهدوء عندها تفاجأ كلا والداي لرؤيتي و لهولي لم يتعرفا عليّ ! بكيت و انا اخبرهما باني ولدهما، فهدآني و اطمأن قلبي . لكن ظل هناك احساس بالغرابة اشعره نحوهما ،كما لو انهما لم سكونا حقيقيين .
بعد مضي بعض الوقت بدأت افهم ما يحصل و اني بطريقة ما انتقلت الى عالم اخر كل شيء فيه كما في عالمي القديم ما عدا علاقة والديّ في ذلك العالم كانت جيدة كما تمنيت دائماً .
أخبراني بأنهما لا يستطيعان الإنجاب وان كوني ولدهما مستحيل . لكنهما في النهاية تبنياني. و اصبحت حياتي كما اردت و نسيت كيف حصل الامر.
كان عندما اصبحت مراهقاً ان اكتشفت قدرتي على التنقل بين العوالم المتوازية .
و قد كانت في البداية متعة لا توصف . ان أتنقل بين عالم و آخر و كل عالم فيه إمكانيات تختلف عن الاخر . لكن في الاخير مللت الامر و وجدت نفسي لست طبيعياً ولا املك اي صديق . "
بينما استمعت اليه بلا تصديق قررت انه شبح مصاب بالجنون على الارجح ! و وجدت نفسي اشعر بأني في ورطة و ان لا حل امامي سوى ان اماشيه بأن استمع اليه عله بحكاية قصته الخرافية قد يشعر بتحسن و يقرر العبور الى اينما كان حيث تهجع ارواح الموتى.واصل العجوز الشبح حديثه " خفت ان اكلم والديّ فيقولا عني مجنون او انني تحت تأثير مواد مخدرة. في النهاية ذهبت للقاء احد العلماء الذي لاحقاً اصبح صديقي رغم كبره في السن .
كان جيداً معي و لم يعاملني كفأر تجارب . بل كان مرشدي و قدوتي. أخبرته عن كل شيء عرفته و كان يسجل ما اقول . اخبرني عندها انه قد يكون سبب امتلاكي لتلك القدرة هو ان احدهم تلاعب بجيناتي، لم افهم الامر حتى احضر لي صورة طفلاً و أراني ملفا له و هو يقول ان ذلك الطفل تم تعديله جينياً و ولد في المنشأة التي كان يعمل فيها مايكل لكنه بطريقة ما اختفى عندما كان في قفصه و هو في الثالثة من عمره ، و لم يجد احد له اثر و أخبرني انه يظن بأني قد اكون ذلك الطفل!
اخبرني مايكل عن كرهه لعمله و الذي كان في احدى المنشآت العسكرية . سألته ان كان هنالك تجارب اخرى لاطفال اخرين لكنه لم يتكلم و كان يقول لي دائماً بأنه يريد فعل شيء واحد حتى و ان عنى ذلك موته . عندما كنت اسأله عن ذلك الشيء كان يخبرني انني سأعرف في الوقت المناسب.
ذات يوم فتحت الباب لأجد وجه مايكل الخائف و معه ثلاثة أطفال صبيين وفتاة.
دخل بسرعة و معه البقية و اغلق الباب بسرعة . انا و قد رأيت منظر الصغار الشاحب شككت في الامر .
مايكل حدثني " غلبرت لقد تمكنت من اخراجهم ! انهم أطفال تمت إساءة معاملتهم مثلك غلبرت. ارجوك أنقذهم هذه هي امنيتي قبل ان يأتوا لأخذي "
هدأت صديقي و رغم هلعي تماسكت " و مالذي تريده مني لأفعله! ماذا لو لحقوا بكِ و أمسكوا بِنَا جميعاً الان؟؟"
مايكل "انهم بالفعل اتون. لكني متأكد انه بإمكانك نقلهم الى عالم موازي هناك لا احد بامكانه القبض عليكم"
انا بتوتر " مايكل انت تعلم اني لا استطيع ،فقد جربت معك الامر و فشل_"
قاطعني " انهم مثلك غيلبرت لديهم قدرات مثلك و انا واثق انك ستتمكن من نقلهم على خلاف البشر العاديين، اسرع! فنحن لا نملك الوقت"
انا و قد سمعت سيارات تتوقف امام المنزل و عرفت انهم العسكر" ماذا عنك مايكل لا استطيع تركك!"
مايكل " فقط اذهبوا انا اريد هؤلاء الاطفال بأمان و ان كلفني الامر حياتي و كل رهاني عليك لإنقاذهم ، اذهبوا!"
كنت قد احتضنت صديقي مايكل فقرأت الوداع في عينيه المغرورقتين بالدموع . اردت البكاء لكن كان علي اولا ان احرص الا تذهب تضحيته هباء . اخذت الصغار الخائفين و بسرعة اختفينا منتقلين الى عالم اخر .
وضعت الصغار في مكان أمن في عالم كنت املك فيه بيت غابة في مكان بعيد عن المدينة. عندما عدت لرؤية مايكل كنت قد خسرته ، تم اخفاء طريقة موته و لكني علمت ان تلك المنشأة العسكرية و من فيها قاموا بقتله. وجدت في احد ادراج غرفتي رسالةمن مايكل و أخبرني فيها انه بعد اختفاء الاطفال الثلاثة ستتخلى المنشأة عن المشروع و سيتحقق حلمه بأن لا يعاني الاطفال لديهم.
بكيت على صديقي الذي لم استطع ان اجد له مثيلاً في اي عالم مواز.
وعدت لاربي الثلاثة الذين تم انقاذهم: وصيةصديقي.
اكبرهم داني بعمر الثانية عشر ثم كايل و جاين"
انا مقاطعة " لحظة ! لمٓ اسمي واسم كايل في القصة ؟"
نظر نحوي غلبرت بغضب يخبرني ان استمع للقصة حتى النهاية و عاد مواصلاً حديثه " كبر الصغار الثلاثة و أصبحوا مراهقين و بدأ تميزهم عن الآخرين بالظهور و أخطرهم داني الذي امتلك قدرات في السحر الاسود و تعامله مع العالم الشرير. لطالما كنت انصحه بأن لا ينجر الى الجانب المظلم لانه سيأخذه اليه بلا رجعه. لكنه لم يصغِ.و في احدى المرات كنت أتجادل معه و اهدده بنفيه الى عالم لا يوجد فيه سوى الضواري.
عندها و هو في اوج غضبه قام بإلقاء تعويذة عليّ . ادركت ما كان يحاول فعله بي فحاولت الفرار الى عالم موازٍ تفادياً للسحر .لكني علقت في المنتصف ..غير قادر على المضي الى ذاك العالم او هذا .. و اصبحت كما ترينني الان لا انتمي الى اي عالم!".©ManarMohammed
![](https://img.wattpad.com/cover/126892667-288-k276770.jpg)
أنت تقرأ
مــن انـت ؟ ( مكتملة )
Science-Fictionتنطلق شابة في رحلة البحث عن من احبت .شخص لم تعرف عنه الكثير لكنها رغم ذلك لم تستطع ان تعيش بدونه ، في كل المدن وبلا كلل الى ان يستوقفها رجل غامض انتحاري ! عندها تتعقد خطتها البسيطة ، وتتوالى الاحداث.