36-احداث تتكرر

16.1K 1.1K 25
                                    

كان غريباً بالنسبة لي أن أرى غيلبرت سعيداً و هو يبتسم بلا توقف .علمت لاحقاً أن السبب هو عودته لطبيعته بعد انتهاء داني . حيث أبطل مفعول تعويذته و صار بإمكان أي أحد رؤيته. فجأة أصبح منزله يعج بالناس الذين أتوا لرؤيته.. و كنت اجفل بين حين و آخر كلما سمعت ضحكته العالية تملأ الغرفة ضجيجاً بين الحين والاخر. لكني كنت سعيدة لأجله 

لاني من بين كل الناس كنت اكثر من يعلم ما هو احساس ان تشعر بالوحدة التي تكون كشتاء ابدي يغلف قلبك بالبرودة و الظلام ..واللا امل !

كنت على ذلك الحال حتى ألتقيت ببيتر.. تلك النسمة الدافئة التي احاطتني دون أن أشعر و جعلني كما لو انني عدت للحياة.. اكثر طاقة و سعادة و املاً. كنت اظن طوال الوقت انني انقذه بينما في الحقيقة هو من انقذني تساءلت كيف لي ان آخذ كل ذلك الوقت لادرك كم انني كنت احب ذلك الرجل المتشائم  الانتحاري!

في كل لحظة قضيتها بعيداً عنه جعلتني ازداد خوفاً و قلقاً عليه ..اصبحت لا اطيق صبراً متى أعود إلى عالمي لاطمئن  عليه.لكني بقيت هادئة انتظر مغادرة الجميع، تماماً كما اخبرني غيلبرت ان افعل.
كانت الحفلة تمر ببطء و انا ازداد توتراً . لاحظ ذلك كايل و اقترح عليّ الخروج لوهلة الى الباحة الخلفية .
رافقته و ما ان رأيت الحديقة الجميلة المملؤة بالزهور والاضواء حتى ارتسمت على وجهي ابتسامة واسعة . كان في وسط ذلك الجمال البديع ارجوحتين مصنوعتين من اطارات السيارات القديمة و المصبوغة بطلاء احدهما وردي و الاخر ازرق.
جلست دون ان امانع على الارجوحة الوردية حيث على الارجح كانت لجاين و هي صغيرة. جلس كايل في الاخرى و ظل ينظر نحوي مبتسما ابتسامة صغيرة تحمل معنى لم افهمه لذلك سألت و قد جعلتني ابتسامته ابتسم بدوري " مالذي يدور في عقلك؟"
شعر بالخجل للحظة وازاح وجهه المزين بشعره البني الناعم الذي كان يوما امنيتي كي ألمحه.
صممت عليه ان يخبرني " كنت اسخر سراً من نفسي"
انا " و لماذا ذلك؟"
كايل " كلاكما. جاين التي اعرفها و انتِ لم تحبانني مهما فعلت ."
عم الصمت للحظة قبل ان اقرر اخباره بالحقيقة " بل قل انك لم تتمكن من اختيار الوقت الصحيح"
نظر الي مستغربا و طلب مني توضيحاً ،فأعترفت " في الحقيقة منذ ان رأيتك في الغابة قبل سنوات اربع و حتى شهور قليلة كنت انت من احب . من ابحث باستماتة لأجد. لقد احببتك بصدق لكن لا ادري .. ربما فراقنا طال اكثر مما يجب لذلك تجاوزك قلبي .. و رغم اني لم ايأس و بقيت ابحث عنك الا ان قلبي في النهاية تعلق بشخص اخر "
قال بمرارة " بيتر.."
هززت رأسي بخجل موافقة.
عم الصمت للحظات طويلة لكن الجو لم يكن ثقيلا . كان كايل يفكر بعمق ثم تكلم " شكرا لكِ.. لانكِ احببتني يوماً. لقد ظننت ان لا امل لي في ان تبادلينني المشاعر كمصير حتمي لا يتغير . لكنكِ الان قد اعطيتني املا. بأن جاين الخاصة بي في عالم مواز اخر تنتظرني لتحبني بنفس القدر التي احبها به ."
ابتسمت لفكرته العبقرية " انت محق. اتمنى ان تجدها قريبا ."
كانت محادثة لطيفة سمحت لي بأن ارسم نهاية جميلة لرحلة بحثي الطويلة .

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن