9- بغيض

23.5K 1.4K 76
                                    

وضعت ملعقة الطعام في فمي وعندما تذوقت طعامي شعرت بخيبة امل كبيرة . كان الطعام سيء المذاق لدرجة جعلتني اواجه صعوبة في بلعه لأني لم ارد ذلك!
لذا اخرجته بهدوء الى المنديل و قد اظلمت ملامح وجهي .

انا تكلمت بخيبة امل  " لمَ اخبرتني ان آكل بينما هو غير صالح للاكل ؟ كان بإمكانكِ اخباري انه سيء  "

بيتر " و اين المتعة في ذلك ؟"

اشحت بعينيّ عنه مغتاظة, ثم وقفت و قلت " بما اني افسدت الطعام , دعني ادعوك الى العشاء في الخارج"

نظر بيتر نحوي حائراً " و من اين ستدفعين ثمن العشاء؟"

ترددت قبل ان اعترف " في الحقيقة لقد بدأت بالعمل في مطعم في الشارع المجاور ,لم ارد ان ألقي بكامل عبئي عليك فقد  كنت المسؤولة عن ضياع امتعتي في الاول و الاخير"

بدى مستاءً و هو يسأل " اي نوع من الاعمال التي لا تتطلب هويتكِ؟ راقصة؟"

  جرحني افتراضه مع ذلك شرحت له. عندما قلت له انني اعمل في غسل الصحون ،فجأة رأيت امامي بيتر غاضباً و كأنني ارتكبت جريمة ما .
قال بيتر " لماذا لم تستمري في العيش معي هكذا انا لا امانع , انه افضل من تعريضي و تعريض نفسكِ للاهانة  بقيامك بمثل هذه الاعمال الوضيعة!"

انا و قد جرحني كلامه اكثر من سابقه، و ترقرقت الدموع في عيني " اهانة؟ !! هل لأني لا اريد ان  استغلك و سعيي للعمل الشريف اهانة؟ ..حسناً لن اهينك بعد الان و سأغادر اذن" .

مشيت مسرعة نحو الباب و خرجت دون ان انتظر للحظة , وقتها لم ارد البقاء مع بيتر لدقيقة واحدة اكثر من ذلك.

مشيت مبتعدة لا اعلم الى اين كنت سأذهب . كان الجو قارس البرد لكن الجرح الذي سببه لي ذلك الرجل جعلني لا اشعر به كثيراً.

بعد ان بدأت اشعر بالتعب جلست على احد المقاعد  في الطريق. ألتفت الى رجل وقف متكئاً على عمود الانارة بالقرب من مقعدي  و كان يبدو مألوفاً ،خلال ثوانٍ تعرفت عليه على انه الرجل الذي قابلته على سطح شركة بيتر .
فكرت بأنها مصادفة غريبة و ابتسمت ملوحة له بيدي مجدداً فأبتسم هو ايضاً و تقدم نحوي . في العادة كنت اشعر بالخوف من الغرباء الا ان ذلك الرجل كان استثناءً و شعرت بالطمأنينة كلما رأيته .

كان هناك خطب ما بذلك الرجل الاربعيني فقد بدى باهتاً كما لو لم يكن حقيقياً . و وسط دهشتي مرت سيارة بموسيقى صاخبة غير قابلة للتجاهل  شعرت بالخوف و انا اترقب  مرورها ثم ما ان فعلت عدت بنظري الى  الغريب المتجه نحوي لكنه و كالمرة السابقة كان قد اختفى !

اثار ذلك في داخلي الحيرة و انا افكر بماذا يريد  مريب الهيئة مثله مني؟ و ان كانت ليست بصدفة لقاؤنا مرة اخرى. و شعرت بالخوف يزداد في داخلي و انا نادمة على تركي شقة بيتر و بدأت اوبخ نفسي.

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن