14- دعوة للعشاء

23.9K 1.4K 81
                                    

في صباح اليوم التالي لهروب بيتر الى البحر, قررت اعداد طعام دافئ ربما بذلك اجعله يشعر بالتحسن و لو قليلاً.
لم اكن خبيرة طعام و لم يكن اعداده شيئا استهويه لذلك عندما اردت ان اطبخ لم اجد في رأسي اية فكرة.
لذلك قررت تجربة وصفة من الانترنت و اخترت اسهلها كي احد من عوامل فشل الوصفة.
بعد مجهود كنت قد انتهيت من اعداد طاولة الطعام و بكل فخر دعوت بيتر لينضم اليّ.
عندما جلس على الطاولة ورأى ما اعددت من حساء شكك بي " هل انتِ متأكدة من انه صالح للأكل هذه المرة ؟"

انا بصوت خافت و مع ذلك مبتسمة و انا انظر اليه " انت لا تستطيع قول اشياء لطيفة ، مع ذلك اعلم انك سعيد الان ، لذا لا بأس "

بيتر ارتبك للحظة كما لو انني اكتشفت سره لكنه ابتسم و بدأ بتناول ما اعددت . كنت اعلم انه شهي لانني تذوقته بالفعل لكني استغربت لمَ توقف بيتر عن الاكل كما لو ان شيئاً ما ازعجه .

انتظرت بصمت مريب الى ان تكلم بيتر " بشأن ما حدث بالامس ...اعتذر مجدداً . "
لم يقل الكثير لكن عينيه كانتا تقولان كل شيء
( يبدو انني لا اجيد سوى ابعاد من يهتمون بشأني و ايذائهم )

نظرت بدفء إلى مآقيه الحزينة و قلت " لا تهتم بالامر كثيرا لقد نسيته بالفعل !"
اعقب بيت بعد ان غسل وجهه ارتياح اسعدني " سأكون جيداً معكِ منذ الان .و سأبدأ بإخباركِ انه بإمكانكِ البقاء هنا قدرما تشائين "

كلماته اسعدتني كثيراً وقتها , لا لأني اردت البقاء اكثر مما يجدر بي ، بل لأنني بدأت أرى بيتر يتغير . كان تغيراً طفيفاً لا يذكر لكنني كنت انا من صنعته ، فشعرت برغبة في ان استمر فلربما يصبح يوما ما بيتر شخصا اقوى بفضل مساعدتي. كان ذلك سيستغرق مزيدا من الوقت و الجهد، لكن في تلك اللحظةكنت سأكون ببساطة الى جواره ، اردت ان اغيظه قليلاً كعادتي فقلت

" بما انك قلت قدر ما اريد ,اذن سأبقى للابد هناااا" نظرت إليه انتظر ردة فعل ما او ربما ذعره لكن بيتر لم يتجاوب معي سوى بهز رأسه موافقا و استمر يأكل بهدوء كما لو انه لم يكن يمانع ذلك حقاً .
شعرت بالاحراج لتصرفي الغبي و اوضحت بنبرة خجولة " لقد كنت امزح فقط .."

بعينيه نظر نحوي بيتر بطريقة لم اعهدها من قبل . نظرة تغلغلت الى روحي و اشعرتني بالغرابة لسبب لم افهمه كما لوان بيتر اراد قول شيء ما . ابتسمت له مشجعة له ليتكلم لكنه لم يفعل و اشاح بنظره الى وعائه .

كانت تلك لحظة رغم غموض احاسيسها جميلة، لحظة بيننا كسرها صوت جرس الباب .
نهض بيتر ليفتح الباب و انا اتبعه ممتلئة بالفضول فلم يكن احد يأتي لرؤيته مطلقاً منذ اتيت.

فتح بيتر الباب و ظهر شاب متأنق و وسيم امامنا. قبل ان اتساءل من هو كان قد تكلم " صباح الخيرسيدي , اخبرني الرئيس بأن احضرك إليه لامر هام للغاية "

بدون لحظة تردد اجاب بيتر ببرود " اخبره بأني لن آتِ !" و اغلق الباب على وجه المسكين بفظاظة ثم مشى متجهاً نحو غرفته و انا اتبعه قلقة .

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن