5-ضحكته الاولى

29.2K 1.5K 90
                                    

بخطوات متثاقلة متعبة ، و بقلب يرتعد خوفاً و عقل تتسارع فيه احتمالات مرعبة لما يمكن ان يحدث لي في ذلك المكان، لم اكن واثقة في أي اتجاه كنت امضي ، لكنني واصلت التقدم و لم يكن امامي خيار اخر . كنت امشي عندما فجأة سمعت صراخ احدهم  ينادي و انا بالكاد اسمعه من حيث كنت, نظرت ورائي فإذا به و على مسافة بعيدة  رجل على دراجته اخذ يهتف ، و لم يكن حتى اقترب اكثر لاسمعه يقول "توقفي .الى اين تذهبين؟ "

كان يتقدم ما اعتقدته منحرفاً او رجل مخمور حد الثمالة نحوي بسرعة و شعرت بالأدرينالين يتدفق في جسدي ، خلال ثانية كنت في وضعية القتال او الهرب . اخترت ان افر كوني لم اكن في وضع يسمح بالقتال . بدأت اجري بطريقة غريبة مع رجلي المصابة و قد زال احساس التعب فكل ما كنت افكر فيه لحظتها هو ان ألوذ بجلدي.
كنت ادعو الله ان ينقذني أو ان يأتي شخص ما او شرطي كحل مثالي الى ذلك الركن من الحديقة . اخذت اقفز واجري في منظر مثير للسخرية و الشفقة في ان واحد ، قبل ان ادرك انه بإصابتي التي تعيقني و بدراجته السريعة انه سيمسك بي في أي لحظة.
فقررت الحل الاخر و لم يكن حل اخر سواه و هو القتال مهما يكن ، فلم اكن من النوع الذي يستسلم ببساطة حتى و ان كانت الظروف ليست لصالحي .
لذا ما ان اقترب كفاية رجل الدراجة ، و دون تفكير هاجمته بأكياس التبضع بلا رحمة و هو يحاول الحفاظ على توازنه  و يطلب مني التوقف بينما استمريت بشتمه و طلب المساعدة بينما اصرخ بشكل هستيري, عندها تعرفت عليه . بيتر!
لم اتمكن من معرفته فالاضاءة المنخفضة لم تساعدني كما ان بصري لم يكن حديدياً لأفعل.

كان ذلك الموقف الاكثر احراجا لي مذ عرفت الرجل ،فبتصرفي المبالغ فيه و جهلي و قلة استيعابي الذي جعلني اخذت كل ذلك الوقت لادرك انه هو بيتر دون سواه .. اعني لم يكن ببنيته و بطريقة ملابسه شخص يمكن ببساطة الخلط بينه و بين اشخاص اخرين ، لكنني كنت بذلك الغباء و انا غارقة في تصديق ما اوحى لي عقلي بأنني كنت في خطر محدق .

توقفت انظر الى وجهه لأتأكد بينما هو يوبخني و قد كنت استحق نظراً لاحد الخدوش السطحية التي رسمتها بحقائب التسوق على وجهه
هو " انتِ فعلاً مجنونة . ماذا دهاكِ لتهاجمينني بهذا العنف؟" فأجبت و احساس بالخزي يعتريني " اعتذر منك لقد اعتقدت بأنك معتوه يلحق بي و ينوي ايذائي.." توقفت و قد شعرت بالخجل من نفسي لاتابع.

فجأة و بينما كنت اتوقع المزيد من كلماته الغاضبة رد عليّ بضحكته النادرة. حاول بيتر اخفاءها،تارة بكتمها بزم شفتيه بإحكام و تارة اخرى بوضع يديه على فمه كي لا تفر ضحكة  خارجاً دون جدوى , كانت تلك المرة الاولى التي اراه يضحك فيها . لكن ذلك لم يمنعني من ان اشعر بالخجل من نفسي.

بيتر تكلم بعد لحظات قليلة بعد ان سيطر على رغبته في الضحك " حتى لو كان هناك منحرف ما في الحديقة لماذا سيلحق بكِ؟ لقد اخبرتكِ بالفعل انكِ لست نوعاً من النساء قد يرغب به احد، خاصة و انتِ تبدين كبابا نويل مكسور الساق يمشي بأكياس الهدايا ليوزعها على الاطفال الجيدين " لم يضحك هذه المرة ما ان رأى وجهي الجاد . و اكتفى بابتسامة جعلته يبدو وسيماً.

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن