نظرت الى وجه بيترالذي انتظربقلق ردي "لا استطيع ان اعدك ،فأنا لا اعلم ان كان ذلك ممكنا.. لذلك لا اريد الذهاب ."
بيتر بصوت بائس " لكن لا حل امامنا سوى ان تذهبي معهما"
قلت وغصة في حلقي " اسفة "
لا ادر لمٓ اعتذرت . لكني شعرت بألمه لحظتها و لم يكن بمقدوري عمل شيء سوى ان اتأسف على شيء لم يكن لي دور في اختياره.
بيتر بنبرة شبه هامسة " لم ترتكبي اي خطأ فلمٓ الاسف."
اراد وعدا يطمئن قلبه .. واردت مثله الشيء ذاته لكنني لم استطع ،
و كيف يمكنني ان اقطع له وعداً وكلي شك من ان كان سيُصبِح في مقدوري الوفاءبه ام لا. شعرت ان بيتر احتاج وعدي كأمل وحيد ولم استطع سلبه ذلك لكني لم استطع منحه ايضا.
" سأفعل المستحيل لاعود " قلت بنبرة مؤكدة عازمة على ان انفذ هذا القدر على الاقل من الوعد.كنّا قد وصلنا الى فندق كيلزبورن .أوقف بيتر السيارة ليسود صمت مقلق المكان.
كان الفندق كبيراً و مهترئا . بدى المكان مهجوراً منذ سنين فتساءلت لماذا ارادنا كايل ان نذهب الى هناك بالذات .
ركزت نظري نحو بيتر الذي كان يحدق بالمبنى و نظرة حزينة تعتليه يفكر في شيء اخر.
شددت على يده لاسحبه من شروده ، اخذه ما فعلت على حين غرة، نظر نحوي كما لو انه استفاق للتو و قد فاته شيء ما مهم.
انا " بيتر..هل انت بخير ؟"
بيتر " جايني"
قال بيتر اسمي بطريقة جعلتني احس بألم يعتصر قلبي . لم استطع الا ان أحدق في عينيه بينما كان ينظر نحوي بعيون تتجمع فيها دمعات مكتومة و شعرت بحزن لفراق بيتر .
انحنى بيتر نحو يدي التي كان ممسك بها طوال الوقت .
ببطء قبلها و تنهدت احاول كتم بكاء كنت اتداركه . دون شعور مني بأني كنت أكتم داخلي شعوراً خفياً كبيراً اكثر مما تخيلت ،اكبر مما استطعت تخيله تجاه من كان حتى قبل لحظات اعتبره صديقا لا غير .
بيتر " اريد ان اخبركِ شيئاً جايني .. انا كنت اخطط لفعل ذلك بطريقة افضل لولا مقاطعة ..كايل"
نظرت اليه و هو يحدق بي بعينين علمت اني لن اتمكن من نسيانهما ما حييت.
بيتر " منذ عرفتكِ .. تغيرت اشياء كثيرة في حياتي . جعلتني إنساناً افضل. رغم كل شيء وقفتي بجانبي و لم تدعيني استسلم . ظهرتي يا جاين في حياتي صدفة و اصبحتي لي كل شيء-"
قاطعته " بيتر ارجوك لا تقل اكثر "
كان قلبي يدق بسرعة ظننتها غير ممكنة و كأنني لم أعد اتنفس كنت اعرف ما سيقوله تماماً كما شعرت عندما كنّا نقف امام القارب في البحيرة سابقاً الا انه اشد و اعتى.
لم أرده ان يعترف بحبه لي . كنت اشعر به دون ان يخبرني لكني خشيت ان نطق بها لي : احبكِ . لن اتمكن عندها من المغادرة و تركه ورائي.
انا " ارجوك بيتر..." اردت ان اشرح او ان اجعله اقل قلقا لكن كلماتي ضاعت و لم تخرج من فاهي .
نظر إليَّ مجروحاً و دموع محبوسة في عينيه . اردت في تلك اللحظة ان استسلم و أخبره بنفسي انني احبه كما لم اعتقد ان بمقدور احد ان يحب .
اردت ان اجعله سعيداً لان سعادته كانت بأهمية سعادتي . لكني علمت ان الوقت لم يكن لنا . في تلك اللحظة لم اتحمل رؤية نظرات بيتر الحزينة انزلت عينيّ الى الارض و تنهدت بصمت وانا اقول بصوت لا يكاد يُسمع " انا اسفة بيتر "
ثم اعتلت نظرة غضب وجهه و خرج من السيارة مبتعداً خطوات قليلة . لم استطع ان افعل شيء سوى البكاء . شعرت بألم يخنقني.. لم ارد ترك بيتر وحيداً لكني ان لم اذهب كنت سأموت و اتركه وحيداً للابد .
![](https://img.wattpad.com/cover/126892667-288-k276770.jpg)
أنت تقرأ
مــن انـت ؟ ( مكتملة )
Ciencia Ficciónتنطلق شابة في رحلة البحث عن من احبت .شخص لم تعرف عنه الكثير لكنها رغم ذلك لم تستطع ان تعيش بدونه ، في كل المدن وبلا كلل الى ان يستوقفها رجل غامض انتحاري ! عندها تتعقد خطتها البسيطة ، وتتوالى الاحداث.