8-محاولات فاشلة

24.5K 1.4K 65
                                    

ذات صباح ، شعرت برغبة في تنفس هواء الصباح البارد المنعش، لذلك خرجت الى الشرفة لبعض الوقت و سرحت في تفكيري هناك . تقلبت في عقلي افكار كثيرة بينما انسل الوقت بهدوء مريح .
تجولت بين ذكريات ماضٍ جميل و احلام مستقبل غير محدد المعالم بعد ، ثم تفكرت في وضعي الحالي مع بيتر الرجل الذي يبدو عكس ما هو عليه في كل شيء.

فكرت في نفسي ( اريد ان اساعد بيتر بحيث يصبح اقوى نفسيا و يتخلى الى الابد عن فكرة انهاء حياته . لكني لا املك ادنى فكرة كيف سافعل ذلك . ربما يجب ان اتوقف لبعض الوقت عن رحلة بحثي و اركز اهتمامي عليه في هذه الفترة . نعم استطيع فعل هذا لأجله فقد ساعدني كثيراً .يستطيع كايل انتظاري لبعض الوقت ..)

من العدم سمعت صوتاً بجانبي يقاطع تفكيري ويرسل الذعر في كياني " صباح الخيــ.."
قفزت اصرخ مرعوبة وصرختي تقاطع نيته الطيبة في إلقاء تحية الصباح عليّ ، ليس هذا فحسب بل و انطلقت قبضتي موجهة لكمة عنيفة الى مصدر الصوت كرد فعل لا ارادي مني لتستقر- بقوة استغربتها من نفسي - في صدر بيتر .
امسك بيتر بمكان اصابته و هو يحاول التنفس بصعوبة بعد هجومي عليه. كان قريباً جداً مني و كانت قوة الضربة اكبر مما كنت اعتقد ان بإمكاني القيام به. آلمتني قبضتي لكن الرجل الغاضب و الواقف امامي كان على الاغلب يعاني ألما اكبر.

تكلمت بنبرة قلقة بينما كان يرمقني بنظرة قاتلة " اعتذر لقد اخفتني و لم اتمكن من التحكم في رد فعلي, هل انت بخير؟"

اجاب بيتر باستياء " ألم اخبركِ بأنكِ مصارعة؟ لقد كنت مخطئاً انت ملاكمة عنيفة"
اعتذرت بصوت منخفض اشعر بالخجل " آسفة"

كان بيتر قد استعاد تماسكه " لا يهم !"
و توجه خارجاً من الشرفة و هو يقول محذرا " سأذهب للاستحمام يستحسن ان تدخلي انتِ ايضا , اذا لم تريدي ان تصابي بألتهاب رئوي "

اجبت بابتسامة " لن ادخل ,و اذا اصبتُ بالتهاب رئوي فيجب عليك ان تتحمل المسؤولية "

بيتر  الذي توقف عن سيره و ألتفت إليّ باستغراب " انا ؟ مجدداً!" هززت رأسي مؤكدة .
فعاد من الداخل و بينما انا جالسة على الكرسي في امان . جاء هو و أخذه الى الداخل بينما انا لا ازال جالسة عليه . مرغماً اياي على تنفيذ رغبته في ادخالي..

قال بيتر منتصرا " يبدو انكِ تخططين للبقاء هنا الى الابد لكني لن اسمح لذلك ان يحدث"

استفزني كلامه فقلت " لا تقلق ما ان احصل على بطاقاتي سأغادر من هنا و الى الابد"
لم اكن واثقة ان كان سمع ما قلته لانه كان يتوجه الى غرفته .

عرض عليّ لاحقاً ان اذهب معه الى العمل كي لا اشعر بالملل. لكني اخبرته بأني سأتجول في المدينة، ترددت و قررت ان لا اخبره بأمر عملي حتى يحين الوقت المناسب . لوحت له مودعة لكنه عاد مسرعاً و اعطاني المفاتيح الى شقته و اخبرني ان احتفظ بها كي لا اضطر للانتظار في الخارج .

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن