الثامن والخمسون.

1.2K 130 79
                                    

-
Holly
-

"هل تفضّل... تكون متجمدًا (من البرد) لبقية حياتك، أم تغلي (من الحر) لبقية حياتك؟" قال هاري بينما يلعب بعبّاد الشمس التي أقتطفها من الأرض العشبية.

"آهه،" وضعت ركبتاي ضد صدري لأتخذ وضعية مريحة فوق العشب. "كلاهما سيكونا مزعجين، لكن على الأرجح سأقول بأن أتجمد من البرد. ماذا عنك؟"

"أغلي من الحر. أنا بالفعل كذلك، على أي حال." مزح هاري، رافعًا حاجبيه مع نظرة متعجرفة مضحكة على وجهه. ضحكت عليه، ياله من أحمق.

"حسنًا، دوري." قلت، "هل تفضل أن تشاهد 'هاي سكول ميوزكال' دون توقف لبقية حياتك، أم أن تستمع إلى 'بيبي' بتكرار لبقية حياتك؟"

ضحك هاري، "آهه، لا أعلم، على الأرجح سأختار 'بيبي' لبقية حياتي"

"حقًا؟ لم أعلم أنك بليبر! (إسم معجبين جاستن بيبر)" مزحت.

"اوه اجل، تمامًا. بيبر هو، حقًا مثالي" قال هاري بسخرية. "أمزح، هاها، الإستماع ل'بيبي' لبقية حياتي سيكون فضيعًا"

"أعلم أنك تحبني، أعلم أنك تهتم، إهتف بأي-"

"يا إلهي." ضحك هاري، واضعًا يديه على أذنيه.

تحركت لأقترب من هاري وأصرخ بالأغنية في وجهه. يحاول أن لا يضحك لكنه خسر، جعلني أضحك معه بالنهاية.

اليوم هو اليوم الأول من حياتي الجديدة؛ ويالها من طريقة جميلة لإمضائه. أنا وهاري وجدنا مرج واسع، رغم أنه فارغ *يعني بس عشب*، إلا أنه جميل جدًا. العشب الأخضر النظيف يقف في الأرض بينما يتوسطه زهور عبّاد الشمس الجميلة. الشمس الحارة ساطعة على الأفق. لا يوجد أثر للثلج، رغم أننا في منتصف الشتاء. هذا المكان مبهج جدًا، أحبه.

أنا وهاري مستلقيين على العشب بكسل لما يقارب ساعات الآن، كنا نتحدث بعمق عن كل شيء، وأمضينا الوقت نلعب عدة أشياء... كم هو جميل أن لا تهتم بالعالم، بأن لا تهتم بشأن منزل الدمى. إنه من الماضي وسيكون هكذا دومًا.

"حسنًا حسنًا،" ضحك هاري وهو يدفعني بلطف عنه. "هل تفضلين العيش بنيويورك او باريس؟"

"أووه! بالطبع باريس. لطالما أردت الذهاب لباريس."

"انا ايضًا. قد ذهبت لباريس من قبل، إنها جميلة."

"أنت محظوظ. اريد الذهاب لباريس، لكنني بالطبع لن اقوم بتناول حلزون" قلت واضعة تعابير متقززة. الحلزون مقزز. كيف يمكن للناس بأن يأكلونه حتى؟.

"لقد جربت الحلزونات من قبل؛ لقد كانوا مقرفين بشدة. طعمهم يبدو كحلزون زلق دبق ومخاطي ومقرف وهو يذوب في فمك"

"ايوو! توقف!"

"هاها، امزح فقط. إنهم ليسو بذلك السوء."

اللحظة تتحول للصمت، هاري يلعب بدوار الشمس بين يديه، وانا انظر نحو الشمس بينما تبدأ بالغروب. الشمس لا تشرق أبدًا في لندن، لذا هذا أمر مختلف واحبه، احب شعور الشمس الحارة على بشرتي. أتمنى أن تبقى للأبد.

"هيّ،" همس هاري. نظرت نحوه بإتسامة صغيرة على وجهي. "صنعت لك تاجًا من عبّاد الشمس." قال بلطف.

مد لي التاج المصنوع من عباد الشمس بيديه. قهقهت قبل أن أضعه على رأسي.

"تبدين كأميرة" إبتسم هاري بينما ينظر للتاج فوق رأسي.

"أميرة المرج!" قلت بصوت قوي واضعة يدي على وركي. ضحك هاري.

أمسكت بعشبة طويلة وشكلتها لتصبح على شكل دائرة. وضعتها على رأس هاري.

"هاهو! أمير المرج!' صفقت بيدي بحماسة.

"ألن تضعي عباد شمس؟"

قطفت عباد شمس من العشب ووضعتها على أذن هاري.

أمسك هاري بيدي، "أمير وأميرة المرج!"

أنا وهاري ضحكنا بقوة، وبلا سبب وجيه حتى. الضحك تملكنا في هذه اللحظة.

الشمس بدأت تغرب بشكل أسرع، وخلال لحظات، المرج أصبح مغمورًا بالسحب المظلمة و الرياح القوية. آهه، هاهو الجو المعتاد للندن. لعدة ساعات يكون دافئًا و جميل، وفجأة يصبح عاصفًا و مظلم. من الأفضل أن نغادر الآن.

إستلقى هاري على العشب، "الشمس ذهبت."

إستلقيت بجانبه، "يجب علينا أن نغادر قريبًا، إن المكان يصبح مظلم بشدة"

"أنتِ محقة. علينا أن نجد مكانًا لنبقى فيه أيضًا."

تثائبت، "لقد كان يومًا طويلًا. أريد فقط أن أنام. أريد ان انام هنا على العشب"

نهض هاري. "هيا، علينا الذهاب."

"أنا متعبة بشدة؛ أريد النوم هنا للأبد، آهه."

"هيا، هولي" وقف هاري ووضع حقيبة ظهره.

"أميرة العشب تأمر بالبقاء هنا!" قلت بمزح بينما أقف.

"سنعود مجددًا، لا تقلقي." إبتسم هاري نحوي، وأمسك بيدي بينما نمشي نحو الطريق الرئيسي.

| 7:03 مساءًا|

أنا وهاري إخترنا مكانًا جميلًا لنبقى فيه للوقت الحالي، لأن الإحتمالات المستقبلية غير منتهية، وأنا وهاري لا نلتزم بشيء أبدًا.

المكان جميل حقًا. الأثاث عصري ذو لون أبيض و أسود والجدران مطلية بالأبيض. السرير مستبدل بسرير بحجم ضخم ذو ملاءة سوداء وبيضاء، وأنا شاكرة لهذا أكثر شيء. لم يعجبني السرير السابق للفندق الذي كنا نقيم فيه، لقد حضيت بكابوسي هناك.

هاري يستحم وأنا أجلس على السرير، أقرأ نسخة من 'ذا هنقر قيمز' التي أعطتني إياها داكوتا قبل فترة.

صوت نغمة رسائل هاري صدح من هاتفه فوق الطاولة الجانبية للسرير، ولم أستطع عدم النظر لشاشة الهاتف المضيئة.

الخوف والقلق سيطروا علي بينما أرى هوية المتصل، لكن مخاوفي لم تتوقف هنا. بينما قرأت الرسالة، قلبي وقع على الأرض وأشعر بخوف لم أشعر به من قبل في حياتي.

لقد ظننت أن الرعب قد  إنتهى.

•••••

فوت & كومنت

ترا ياحلوين مابقى كثير على نهاية الرواية عشان كذا لطفًا تفاعلوا وخلو ختامها حلو☹♡
-
-

مَنزل الدُمى // ترجمة عربيّة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن