#سيكوباتي
#Heba_Montaser
الفصل الرابع
ا~~~~~~~~
انطلق محمود بصحبة سلمى ورنا تشيعهم نظرات أدهم الناقمه علي احتجازه داخل تلك الجدران لاعنا عجزه عن انتزاعها من بينهم لتكون له وحده دون غيره
ولكن من قال ان هناك في هذه الحياة شيء مجانيا.. لكى تحقق ما تريد وتفرض ما تريد.. عليك أن تدفع الكثير وتصبر اكثر...
انطلق محمود في سيارته الى منزله ثم استأذن منهم لبضع دقائق وعاد مصطحبا جميلته الصغيره تالا التى لم تتجاوز الست سنوات في العمر ولكنها تسبق عمرها بسنين
اندفعت تالا الي رنا التى تعشقها وقالت : زعلانه منك يا رنوش عشان مش بتسألي عليه ومش بشوفك
رنا : انا !! أنتي عارفه اني بحبك اوووى بس ديما مشغولة جداا بس عندك حق انا غلطانه هاصلح غلطى اكيد ثم طبعت قبله على خدها واحتضنتها
محمود : معلش اصل جدولها ديما مليان هتعمل ايه!!
ضحكت سلمى لاسلوب محمود الساخر وقالت : كله لرنا وانا موحشتكيش ولا ايه
تالا : وحشتينى خالص علي فكرة بس انتي اصلا حبيبتي وبتكلمينى في الفون كل يوم و بتبعتى سلام مع بابا لكن رنوش لا.. عشان كده زعلانه منها
محمود : هههه اصل سلمى فاضيه ومعندهاش مواعيد زى رنا الله يكون في عونها مش ملاحقه يا حرام
رنا : نفسي اعرف انت حططني في دماغك ليه هاا هااا!!
محمود : عشان تهمينى لازم احطك في دماغي وبعدين توتي بتحبك وهى كمان حطاكى في دماغها مش كده يا توتى
تالا : ايوه بالظبط كده.. حطاكي جوه دماغي قلي بقا يا بابا يا حبيبى هتودينا فين
محمود : النادى.. نتغدى ونلعب ونجرى بقا وكده
تالا : yes
...
وصل محمود الي النادى و علي مائدة الطعام قال : قوليلي بقا يا سلمى ايه اللي مزعلك
سلمى : حاسه ان الحالتين اللي بتابعهم مش بيتقدموا.. مدام فريدة متعلقة بيه حاسه انه كان غلط انى انا اتابعها وهى شايفانى اشبه لبنتها.. بنصلح الغلط بغلط.. هى بالطريقة دي مش هتتقبل فكرة موت بنتها ابدا.. والأستاذ حامد برده حسيت النهاردة انه بادئ معاه اكتئاب.. وخاصة ان مفيش حد بيزوره خالص من اكتر من شهرين بيكتفوا بدفع فواتير المستشفى وحتى مش بيسألو علي حالته ده غير ادهم زى مانت عارف والحالة الجديدة دى كمان
محمود : ايه ده كله بالراحة علي نفسك يا بنتي الحالات اللي بتتابعيها كلهم امراض عقلية يعنى مستحيل شفاءها كل اللي نقدر نعمله نحافظ على استقرارها وده انا شايفك نجحتى فيه جدا مع حالة حامد اما حالة فريدة هى اللى محيرانى بفكر اخلي رنا تكمل معاها لان الست فعلا بقت متخيله انك بنتها وده مش هيساعد لو سافرتي او حصل عندك اى ظروف اخاف تنتكس
سلمى : والله النهارده ضربتنى علقه جامده مرضتش اخدها وصبرت عليها لحد ما هديت
رنا : اوبااا وكمان عايزينى اتابعها وبعدين انا متعودة اشتغل مع أطفال بس مشتغلتش مع حالات بالغين قبل كده :/
محمود : و انتي اما كنتي في الكليه درستى حالات الأطفال بس!!؟ اجمدى كده وبلاش خوف... وبعدين انا هسحب سلمى بالتدريج وهادخلك مكانها بنفس الطريقة عشان قبول المريضه ليكى ده غير ان سلمى اصلا هتبقي مشغوله مع سليم الفترة اللي جايه
رنا : محظوظه يا بنت الايه 😂
هوى محمود بقبضة يده علي المنضده وقال : وبعدين ارحمى نفسك بقا يا بنتي اتهدى
تالا : يوووو شغل شغل مفيش غير كلام شغل انا عايزه العب بقا
رنا : خلصى اكلك ويلا نقوم نلعب اصلا باباكى ده وحش ومش بنحبه
تالا : رنا هااا عيب
رنا هامسه في اذنها : شوفتى كل شويه يزعق ازاى اعمل ايه يعنى
تالا : بيزعق عشان بيحبك وعايزك تبقى احسن دكتورة في الدنيا
رنا : هههه عرفتى ازاى بقا
تالا : هو لما بيزعق لي بيقولي عايزك احسن بنوته في الدنيا فااكيد بيقولك عشان كده برده
رنا : هههه نظرية برده
سلمى : بتتوشوشوا بتقولوا ايه
تالا: احنا ابدا ولا حاجة تعالوا نلعب احسن انا شبعت
قامت رنا واصطحبت تالا تبعها كل من سلمى ومحمود الي احد الملاعب واخذوا يلعبون بالكرة في سعادة ومرح الي ان اصطدمت احدى كرات التنس المندفعة بقوة من احد ملاعب التنس في رأس رنا فأسقطتها ارضا
اسرع محمود وسلمى الي رنا التى كانت تتألم وقال محمود : رنا حصلك ايه يابنتي قومى هاساعدك اتسندى عليه
رنا : اااه دماغى يا محمود لو شوفت الغبي اللي رمى الكورة هقتله
ظهر أحدهم من العدم خلف محمود وقال : انا اسف والله مكنش قصدى انا مستعد اوديكى اى مستشفي
التفت اليه محمود وقال : يعنى ايه مش قصدك ازاى الكورة تخرج من ملعب لملعب يا محترم مفيش اى تقدير لألام الناس
تطلعت رنا في ذلك الشاب وقالت : خلاص يا محمود خلاص حصل خير
الشاب : انا اسف جدا يا انسه
رنا : حصل خير
قامت رنا بمساعدة محمود وسلمي وتوجهت للحمام بمساعدة سلمي لتعدل هندامها وترتب شعرها مرة اخرى واخذت تقول : شوفتي الموز اللي كان جاي يعتذر ده قمر قمر اقسم بالله
سلمي : يا نهار مش فايت انتي في ايه ولا في ايه
رنا : هههه الواحد لازم يستغل الفرص يا بنتي وبعدين شكله ابن ناس اوى
سلمى : واحنا ايه ما احنا ولاد ناس اوى برده.. يلا يا بنتي ربنا يهديكى خلينا نروح عايزه انام
رنا : خلاص خلصت اهه
خرجت سلمي ورنا من دورة المياة لتجد نفس الشاب بانتظارهما بالخارج فبدأ الكلام قائلا : عاملة ايه دلوقتي
رنا : احسن الحمد لله
مد يده قائلا : آسر رضوان صاحب شركة الامل للسياحة اتشرفت جدا لمعرفتك
فمدت رنا يدها مصافحة يده الممدودة وقالت : رنا عبد الهادي.. دكتورة في مستشفى السلام للصحة النفسية الشرف ليه
التفت آسر لسلمى وقال : وانتي?
سلمى : دكتورة سلمى الجندى زميلة رنا
آسر : اهلا بيكى...، انا لازم اقدملك اعتذارى بطريقتى ياريت تقبلوا دعوتي علي العشا بكرة
سلمى : انا مش هاقدر والله
رنا : ليه يا سلمى
سلمى : هاسافر بكرة بعد الشغل
آسر :اممم خسارة.. خلاص نبقي نخرج مع بعض مرة تانية بس عزومة رنا زى ما هى تمام?
رنا : مش عارفه اقولك ايه والله
آسر : وافقي بليز
رنا : خلاص ماشى
اخذ آسر هاتفها من يدها وكتب رقم هاتفه علي لوحة المفاتيح وما ان علا رنين هاتفه حتى قال : معاكى رقمى اهه ومعايا رقمك هاكلمك بكرة ونتفق
وصل في هذه اللحظه محمود بصحبة تالا الذى مل من انتظارهما في الكافيتريا وما ان رأي آسر بصحبتهم حتى شعر بالغضب ولكن رغم غضبه قال في هدوء : ايه كل ده بستناكو بقالي نص ساعة كل ده تأخير افتكرت حصل حاجة قلقت عليكى
رنا : لا انا بخير متقلقش.. يلا بينا نروح عشان عندى صداع... بعد اذنك يا اسر.. باى
آسر : باى.. اشوفك بكرة
انصرفت سلمى ورنا بصحبة محمود الذى كان يغلي من الغضب لسرعة اقامتها لاى علاقه مع اى شخص حتى وان كانت لم تعرفه سوى من خمس دقائق
جلس الجميع في السيارة فقال : لحقتى تصاحبيه يا رنا انتى مش معقوله
رنا : ايه تصاحبيه دى.. هو جه اعتذر وعزمنى على العشا انا وسلمى بس سلمى هى اللي اعتذرت عشان هتسافر بكرة الموضوع مش زى ما انت فاهم
محمود : وانتى مصدقتى!! كنتى اعتذرى وارفضي بأدب
رنا : ليه انا شايفه انه عادى مفيهاش حاجه بلاش الرجعيه دى وبعدين دى اسمها حريه شخصيه وامورى الخاصة
صرخت تالا في هذه اللحظة وقالت : بسسسس متتخانقوش كفااايه واخذت تبكى بشكل هيستيرى وهى تقول : عايزه ماماا ودونى عند مامااا
احتضنتها رنا بحنان وحزن شديدين وقالت : انا اسفه يا توتى متزعليش اوعي تزعلي لو بتحبينى متعيطيش
تالا : لو بتحبينى خليكى معايا علطول متسبنيش
محمود : خلاص يا حبيبتي هتبقي تزورك علطوول
تالا وهى تتشبث برنا اكثر واكثر : لاا لااا متمشيش خليكى معايا علطول
برقت عينى رنا كيف لها ان تخرج من هذا المأذق فقالت : طيب انا هاطلع معاك وهاقعد جنبك لحد ماتنامى ماشياومأت تالا بالإيجاب فقال محمود : معلش يا رنا انتي عارفه الظروف
رنا : متقولش كده رنا بنوتى حبيبتى
ربتت سلمى عليها وقالت : خلاص يا توتى هنطلع معاكى بطلي عياط بقا
صعد الجميع لشقة محمود فاستقبلتهم المربية التى حاولت اصطحاب تالا فقال محمود : سبيها دلوقتي يا مايسه الدكتوره رنا هتنيمها
دخلت رنا غرفة تالا ووضعتها في فراشها بعد ان ساعدتها في ابدال ملابسها وجلست الي جوارها تقص عليها القصص الى ان راح كليهما في ثبات عميق
اما بالخارج جلست سلمى مع محمود الذى قال : بتحبها اوى و متعلقة بيها من ايام الحادثه لما كانت بتتابعها مش بتقتنع بأي حد غيرها شوفي جبتلها كام مربية وبرده رنا بالنسبة ليها حاجه تانيه
سلمى : ماتنساش ان رنا عاشت ظروف مشابهه للظروف اللي عاشتها تالا.. هما الاتنين فقدوا مامتهم في حادثة.. رنا كانت حاسة بيها اوى وبتعاملها من كل قلبها وتالا كانت منهارة ومفتقدة مامتها واللى دخل حياتها وقلبها في الوقت ده كانت رنا
محمود : عارف بس انا مش عايز اتقل عليها عايز اطلب منها تقرب منها وتهتم بيها بس ابقا بظلمها وانا عارف ان رنا هوائيه ومش بتقدر علي الالتزام
سلمى : بصراحة انا حاسه انك مهتم بيها.. ايه رأيك تعرض عليها الارتباط
محمود : مظنش تقبل ده غير انى مش ممكن افرض نفسي عليها ولا علي حد و خاصة انى كنت متجوز قبل كده وعندي تالا هى من حقها حياة جديدة مع انسان مسبقلوش الجواز.. مع حد تحبه
سلمى : رنا عمرها ما حبت.. لو حست الحب الحقيقي عمرها ما هتفضل كده ساعات كتير بعذرها علي اللى بتعمله عاشت طول عمرها منبوذه وخاصة بعد باباها ما اتجوز وخلف من مراته الجديدة صحيح عمره ما قصر معاها بس هى افتقدت حب ودفا الام وحنانها وفضلت كل يوم تبعد عنهم لحد ما وصلت لانها بتزورهم كل فترة طويلة زى القرايب البعاد اووى ده غير لرفضها التام للارتباط عن طريقهم
محمود : رافضة اى ارتباط و عايشه بمزاجها
سلمى : محمود انت بتحبها؟
محمود : والله منا عارف بس حاسس انى مهتم بيه وبتجنن من تصرفاتها
سلمى : بينلها ده قرب منها وانا هاحاول اساعدك يمكن!!
ابتسم محمود وقال : رأيك كده!!
سلمى : ااايون كده
محمود : هى اتأخرت جوه كده ليه
سلمى : هادخل اشوفها
دخلت سلمى الغرفة فوجدت رنا و تالا قد غرقتا في النوم فخرجت وقالت : نامو هما الاتنين
محمود : طب هنعمل ايه
سلمى ; هاعمل ايه هصحيها والامر لله
اقتربت سلمى من رنا وهمست قائلة : رنا قومى يا بنتى انتى جاية تنيميها ولا تنامى انتى
فتحت رنا عينيها لتفاجىء بتالا التى تنام الى جوارها.. فقالت : هو انا نمت ولا ايه
ثم قامت بهدوء من فراش تالا وخرجت من الغرفه فقال محمود : كنتوا باتو هنا خلاص لسه هتروحوا ولا انتو عاملين فرق بينا
رنا : معلش يا دكتور انت عارف انه ميصحش نشوفك بكرة ان شاء الله
تنحنح محمود بحرج وقال : انا مش قاصد حاجه طبعا.. تعالوا اوصلكوا
سلمى : لا مفيش داعى خليك مع تالا واحنا هناخد تاكسي من تحت
محمود : مايسة معاها ومش معقول اخليكو تروحوا لوحدكو دلوقتى يلا بينا
استسلمت سلمى ورنا لمحمود الذي اصر علي ايصالهم الى منزلهم ثم عاد الى ابنته التى لا يملك من الدنيا سواها يتمنى ان يجد حلا لوحدتها وان يجد لها اما تعوضها عن والدتها التى سرقت منها منذ أكثر من عام ولكن يخشى الا يجد من تحنو عليها ويخشي أيضا الا تقبله رنا الذي يشعر ان تالا لن تقبل بغيرها
.
.
.
. يتبع
أنت تقرأ
سيكوباتى
Actionجريمة قتل اتهم فيها بعدها اودع مصح عقلى .. كان يائس تماما لا يتمنى سوى أن تنتهى حياته حتى القاهآ القدر فى طريقه فاعادت له الامل